افتتح في كلية العلوم - الجامعة اللبنانية - الفنار، اليوم المخصص للغة الإيطالية في المدارس والثانويات الرسمية في لبنان بنسخته السابعة عشرة، والذي ينظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء والمركز الثقافي الإيطالي، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده ممثلا برئيسة المركز الدكتورة ندى عويجان وسفير ايطاليا ماسيمو ماروتي ممثلا بالدكتورة فريديريكا ماسوتشا ، في حضور
الملحق الثقافي الإيطالي الدكتور إدواردو كريزافولي، منسقة اللغة الايطالية من جانب المركز الثقافي الايطالي الدكتورة كاترينا كارليني، المدير الإداري للمركز التربوي شربل مسلم ، منسقة اللغة الإيطالية في المركز التربوي سهام أنطون ، منسقة الهيئة الأكاديمية رنا عبد الله ، عضو اللجنة التنفيذية لمشروع اللغة الإيطالية وليد حيدر ، رئيس وحدة الإذاعة والتلفزيون التربوي عبدو يمين ، ورئيسة قسم الفنون ليلى اسطفان ، وجمع من الإختصاصيين التربويين وموظفي المركز التربوي ، ومديري وأساتذة الثانويات والمدارس الرسمية، وحشد من التلامذة.
عويجان
بعد النشيدين الوطني اللبناني والإيطالي، قالت عويجان: "التربية والتعليم هي إحدى الركائز الأساسية التي تبنى عليها الأوطان والمجتمعات، كونها تستجيب لحاجات المجتمع من خلال خطط وتطلعات هادفة لتطوير قدرات المتعلم وفتح آفاقه وتعزيز انتمائه الوطني".
أضافت: "كما أن الانفتاح على الآخر المختلف، وعلى التعدد الثقافي والحضاري يعتبر عنصرا أساسيا في غنى مجتمعنا اللبناني. لذلك يؤكد المركز التربوي، في المناهج الجديدة التي ستنطلق ورشة العمل بها قريبا، على تعزيز مفاهيم المواطنة من جهة، والانفتاح على التنوع والتفاعل الايجابي مع الآخر ومع الثقافات الأخرى من جهة أخرى، كما يقترح أنشطة وبرامج تدريب تخدم الغاية نفسها".
وتابعت: "حمل الفينيقيون الحرف في الأبجدية الأولى، وداروا به حول شواطىء المتوسط، وكانت اللغة وسيلة عبورهم نحو الآخر، ونحو ثقافات وحضارات مختلفة، فحمل اللبنانيون في جيناتهم مهارة خاصة في تعلم اللغات".
وأردفت: "إن اللغة الإيطالية الجميلة التي نجتمع لنحتفل بيومها في المدارس والثانويات الرسمية وفي قلب الجامعة اللبنانية، هي اللغة التي تتسرب إلى قلوبنا كالموسيقى، وتحمل تاريخا من العظمة والفنون المتنوعة والرقي الماثل في كل مكان. من هنا، حمل المركز التربوي منذ ست عشرة سنة مشروع تعليم اللغة الايطالية في المدارس الرسمية في لبنان، كلغة أجنبية ثانية، وقدم له كل الدعم الممكن لينمو ويتقدم إيمانا منه بأنه إحدى وسائل الانفتاح على الثقافة والحضارة الايطاليتين".
وأوضحت أن "المشروع اليوم يضم خمس ثانويات ومدرستين. ومن خلال اللجنة التنفيذية الجديدة للمشروع، يسعى المركز التربوي إلى دعم المعلمين المشاركين في المشروع ماديا ومعنويا، وذلك من خلال تقديم عدة برامج تدريب تساهم في تطوير مهاراتهم. كما يخطط بالشراكة مع المركز الثقافي الايطالي لدعم الثانويات والمدارس المشاركة في المشروع من خلال تجهيز مكتبة متخصصة لتعليم اللغة الايطالية، تضم مراجع ومعاجم وقصصا وروايات ومواد سمعية/بصرية، وتضم أيضا LCD projector يسمح للمتعلمين بسماع ومشاهدة أفلام ووثائق باللغة الايطالية".
وأشارت الى أنه "إضافة الى ذلك، وبهدف إرساء منطلقات جديدة لإعادة تفعيل هذا المشروع، يطلق المركز التربوي بالشراكة مع السفارة الايطالية، خلال العام الدراسي الجاري، مشروع تواصل فعلي، بين البلدين والشعبين من خلال مراسلة بين الثانويات اللبنانية والثانويات الايطالية، يتبادل من خلاله الطلاب مواضيع ثقافية، تراثية، انسانية واجتماعية، كما ويتفاعلون من خلاله حول اهتماماتهم وقضاياهم المشتركة".
وقالت: "كما تسعى اللجنة التنفيذية للمشروع في المركز التربوي بالتعاون مع المركز الثقافي الايطالي إلى تطوير منهاج وكتاب تعليم اللغة الايطالية في لبنان،
فالمركز التربوي الذي ساهم في اعداد كتاب ومنهج اللغة الايطالية كلغة أجنبية ثانية في لبنان منذ 2001، وأخذ على عاتقه مسؤولية طباعة الكتاب منذ ذلك التاريخ، يجدد تعهده كمساهمة منه في دعم هذا المشروع، إيمانا منه بأهمية التفاعل الثقافي والحضاري مع الشعب الإيطالي".
وختمت: "مبروك لنا ولكم هذا الإحتفال الفني الأدبي والإبداعي بيوم اللغة الإيطالية في المدارس والثانويات الرسمية في لبنان، والشكر لسعادة السفير ولفريق عمل السفرة الايطالية في لبنان، والشكر الكبير لوزير التربية راعي هذا اليوم والساهر على المسيرة التربوية في لبنان ولفريق عمل المشروع الايطالي في المركز التربوي".
ماسوتشا
بدورها قالت ماسوتشا: "الاحتفال اليوم هو جزء من النسخة السابعة عشرة من اسبوع اللغة الإيطالية في العالم، تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية الإيطالية، والذي ينفذ في نفس الوقت في أكثر من 90 دولة في العالم بالتعاون مع آلاف المدارس والجامعات الأجنبية في القارات الخمس".
أضافت: "ويسعدني أكثر أن أختتم أسبوعنا هذا معكم أنتم في هذا الإحتفال الذي ينظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء الذي أتوجه اليه بأسمى آيات الشكر على المجهود المستمر، لنشر اللغة الإيطالية في المدارس اللبنانية. أود أيضا ان أتوجه بشكر خاص لرئيسة المركز الدكتورة ندى عويجان ومنسقة مشروع اللغة الإيطالية السيدة سهام انطون، التي تعمل بحماس شديد بالتنسيق مع أستاذة اللغة الإيطالية في مركز اللغات والترجمة في هذه الجامعة، كاترينا كارليني. وبفضل هذا المشروع الطموح، والمدعوم من وزارة خارجيتنا ومكتب التعاون الدولي، أصبحت اللغة الإيطالية لغة اجنبية ثانية في المدارس الرسمية اللبنانية".
وتابعت: "يشارك في المشروع حاليا 7 مدارس، من ضمنها مدرسة تستحق ان نذكرها بطريقة خاصة، وهي مدرسة فخر الدين في بيروت، التي شاركت هذا العام بمسابقة يرانديلو، بدعم من سفارتنا والمركز الثقافي الإيطالي في بيروت. وانا فخورة بحصول هذه المدرسة على المركز الثالث (من بين اكثر من 80 مدرسة إيطالية وأجنبية مشاركة في المسابقة)، حيث شاركت بعثة من هذه المدرسة في حفل توزيع الجوائز في أغريجنتو".
وأردفت: "ان تعلم لغة جديدة يعني فتح نافذة على ثقافة أخرى، كما يعني أننا عندما نتعلمها جيدا، يمكننا أن نصبح صلة وصل بين ثقافتين، فبعض أفضل اصدقائنا اللبنانيين هم اولئك الذين يتكلمون الإيطالية".
وختمت: "أشكر أساتذة اللغة الموجودين معنا هنا، وأغلبهم من خريجي قسم اللغة الإيطالية في الجامعة اللبنانية، والذين استطاعوا ان ينقلوا حبهم للغة الإيطالية الى الطلاب الذين يسعدني اليوم ان أتعرف واستمع لبعضهم. أشكركم جميعا ايها الطلاب الذين اخترتم اللغة الإيطالية -اللغة الرابعة عالميا على مستوى دراسة اللغات- لأن حماسكم يشجعنا على الاستمرار في عملنا".
كريزافولي
وقال كريزافولي: "يسعدني أن أتشارك معكم هذه اللحظة المهمة، يوم اللغة الإيطالية في المدارس الرسمية اللبنانية، حيث أنني أشارك للمرة الثالثة في هذا الحدث، منذ وصولي الى لبنان. وقد لمست حماس التلاميذ والأساتذة الذي أدهشني منذ المرة الأولى أي في العام 2015".
أضاف: "أنضم إلى الدكتورة ماسوتشا في شكرها للرئيسة ندى عويجان، التي تلعب دورا مهما في إدارة هذا المشروع، بالتعاون مع السيدة سهام أنطون والأستاذة كاترينا كارليني، اللتين اشكرهما أيضا، أطلقنا مسارا تدريبيا لمدرسي هذه اللغة. أحد أهدافنا المستقبلية هو مساعدة المدرسين على اكتساب موارد تعليمية متطورة وفعالة لتدريس اللغة والثقافة الإيطالية، يتضمن كتابا مدرسيا جديدا".
وتابع: "نتطلع أيضا إلى مبادرات تبادل بين مدارس ايطالية ولبنانية، كالتبادل الحالي بين مدرستي باودي دي يسمي وايغليسياس من جهة وبين مدرستي فخر الدين وجميل الرواس من جهة أخرى. وسأعمل من موقعي كمدير للمركز الثقافي الإيطالي، على تأمين بعض المنح الدراسية للعام المقبل".
وأردف: "الإيطالية هي بالتأكيد إحدى اللغات الأوروبية الأكثر شعبية في لبنان، وهذا بالنسبة لنا هو مصدر فخر واعتزاز، لأننا اللغة الأجنبية الرابعة من حيث الدراسة. فبالإضافة للمدارس المشاركة في هذا المشروع، الإيطالية تدرس في 7 جامعات لبنانية على الأقل، في الكونسرفتوار الوطني للموسيقى وفي المركز الثقافي الايطالي بكافة فروعه على امتداد الأراضي اللبنانية. فعدد الطلاب الذين تسجلوا في الجامعات الإيطالية أصبح 227 بدل من 145 خلال عام واحد فقط".
وختم: "دعوني أقول لكم في الختام إن حبكم للغة الإيطالية هو دليل على أن العلاقات ممتازة بين ايطاليا ولبنان".
اللبابيدي
وقالت مديرة ثانوية فخر الدين الرسمية غادة اللبابيدي التي تسلمت درعا تكريمية لنيل الثانوية المرتبة الثالثة في المسابقة العالمية لمناسبة مرور 150 سنة على ولادة الكاتب المسرحي الايطالي لويجي بيراندللو: "ثانوية فخر الدين المعني
الرسمية للبنات كانت ولا تزال صرحا تربويا مميزا، وكانت من أولى الثانويات التي أقدمت على تعليم اللغة الايطالية كلغة أجنبية ثانية في العام الدراسي 2001-2002. وابتداء من العام الدراسي 2014-2015 اعتمدت هذه اللغة كلغة أجنبية ثانية تعلم في كافة الصفوف والشعب، وهذا ما تفردت به ثانويتنا عن غيرها من الثانويات".
أضافت: "الجدير ذكره أن اللغة الايطالية هي مادة تعليمية كأي مادة أخرى، لها منهج أكاديمي وكتب مطبوعة تجعل منها لغة سباقة قياسا الى لغات أجنبية أخرى تدرس في بعض المدارس. كما أنه ومنذ تنفيذ مشروع تعليم اللغة الايطالية في الثانويات الرسمية كانت هناك رحلات صيفية مجانية تمنح للتلاميذ الأوائل في كل ثانوية حيث كان التلاميذ يقضون فترة عشرة أيام في ايطاليا للدرس والسياحة. وكم نتمنى لو تعود هذه الرحلات نظرا لأهميتها في التبادل الثقافي بين البلدين".
عروض
وتخلل يوم اللغة الإيطالية السابع عشر لوحات فنية وثقافية وأدبية ومسرحية وشعرية قدمها الطلاب بحرفية عالية وإتقان للغة الإيطالية، وتوج بتقديم ثانوية فخر الدين هدايا رمزية للمسؤولين الإيطاليين على جهودهم ودعمهم لتعليم اللغة الإيطالية في مدارس لبنان الرسمية.