خصّص المركز التربوي للبحوث والإنماء اللّقاء الثالث مع مدير التعليم في منظمة التعاون الدولي والتنمية OECD، الدكتور أندرياس شلايخر الذي عقد في القاعة الكبرى في الجامعة اللبنانية، يوم 29-2-2020، لممثلي المؤسسات التربوية والمنظمات الدولية والجهات المانحة والجمعيات التي تتعاطى بالشأن التربوي.
وقدم شلايخر عرضًا ركّز فيه على عملية تطوير المناهج والإفادة من الخبرات العالمية التي مرّت بها الدول التي استثمرت في التطوير التربوي فرفعت حجم اقتصادها عبر رفع مستوى جودة التعليم وملاءمته مع متطلبات سوق العمل.
وأشار شلايخر إلى التجارب العالمية التي أدخلت كفايات القرن الواحد والعشرين لبناء مناهج حديثة تعد المتعلمين لسوق العمل في السنوات العشرين المقبلة.
وتحدث عن كيفية تحقيق هذه القفزة عبر المناهج وتحديث المهارات التي تؤدي إلى تغيير في أساليب التدريس، وتركز على الإنتقال من التعليم الكلاسيكي إلى التفكير الإبداعي والنقدي، مشيرا إلى أن اختبار بيزا هو إحدى الوسائل الأساسية لقياس المهارات والأداء التفصيلي لمنظومة التعليم، بهدف التطوير المستمر والإرتقاء بجودة التعليم والإنفتاح على العالم.
الدكتورة عويجان:
بعد العرض الأساسي والأرقام والمؤشرات التي إستند إليها شلايخر، تحدثت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان، فوجّهت إليه الشكر والتقدير لتخصيصه لبنان بثلاث لقاءات، تلبية لدعوة المركز التربوي. كما شكرت الحضور الذي يمثل أهم المؤسسات التربوية والعاملة من أجل التربية والتطوير، وأكدت ان هذه المعطيات سوف تشكل مراجع يستفيد منها لبنان في صوغ المناهج الجديدة، وتعزيز الكفايات والمهارات لدى المتعلمين لرفع مستوى التعليم في البلاد، وتهيئة الخريجين ليكونوا جاهزين للدخول إلى سوق العمل، ورفع مستوى الجهوزية والإستعداد للنجاح والتفوق في الإختبار الدولي بيزا.
بعد ذلك، فُتح باب الحوار مع الحضور وكانت الأسئلة متنوعة جدًا وتناولت مختلف مفاصل العملية التربوية لجهة المنطلقات والوسائل والأسس المرجعية للتحديث واستخدام التكنولوجيا والرقمية في التعليم والمتابعة، وصولًا إلى التعلّم المستمر. وقد أجاب عنها الدكتور شلايخر بصورة مفصلة ودقيقة مما ترك ارتياحًا لدى الحضور.
الدكتور السّبعلي:
وخُتم اللّقاء بكلمة لخبير تطوير المناهج في المركز التربوي الدكتور ميلاد السبعلي، الذي اعتبر أن وجود الدكتور شلايخر في لبنان وتفاعله مع أكبر شريحة من المعنيين بالشأن التربوي وصناع القرار، من رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي ولجنة التربية النيابية ولجنة التكنولوجيا النيابية والمؤسّسات التربوية الرسمية والخاصة والمنظمات الدولية وعائلة المركز التربوي، قد شكّلت كلها مساحة مضيئة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعيشها لبنان. وكشف أن هذه اللّقاءات سوف تتجدّد في المرحلة المقبلة للمزيد من الفائدة، ولتزخيم عملية تطوير المناهج التربوية بالإستفادة من الخبرات العالمية والتعاون مع أفضل الخبراء العالميين والمحليين، واستخدام أفضل التطبيقات الناجحة في هذا المجال.
4-3-2020