للمرّة الثّانية على التّوالي، نظّم قسم الإدارة التّربويّة في المركز التّربويّ للبحوث والإنماء ورشة عمل تشاركيّة ثانية حول الأطر المرجعيّة لكفايات المدير، في مبنى المطبعة في سنّ الفيل في ٢٨-١١-٢٠١٩.
شارك في الورشة، الّتي واكبها التّفتيش التّربويّ، عدد كبير من مدراء المدارس في القطاعين الرّسميّ والخاصّ، إضافة إلى ممثّلين عن مكاتب ووحدات المركز التّربويّ للبحوث والإنماء، وممثّلين عن مديريّات المديريّة العامّة للتّربية، وممثّلين عن كلّيّة التّربية في الجامعة اللّبنانيّة والجامعات الخاصّة.
بعد النّشيد الوطنيّ، افتتحت رئيسة المركز التّربويّ الدّكتورة ندى عويجان الورشة بكلمة شدّدت فيها على المفهوم الحديث للجودة الشّاملة وتطوير المناهج التّربويّة وارتباطهما بشكل الإدارة التّربويّة. تلا الرّئيسة الأستاذ أكرم سابق، رئيس قسم الإدارة التّربويّة، حيث أكّد على تبادل الأفكار والمشاركة الفاعلة وعلى أهمّيّة هذا المشروع في تطوير القطاع التّربويّ، ثمّ عرض أعضاء اللّجنة مخرجات الورشة السّابقة الّتي نُظِّمت في 1 تشرين الأوّل 2019 مشدّدين على أهمّيّة هذا العمل ومنهجيّته.
تناول العرض الأطر المرجعيّة لكفايات المدير كمرجع قانونيّ وإداريّ وتنظيميّ، منسجم مع السّياسات التّربويّة. وجرى تحديد الكفايات الّتي يجب أن يتمتّع بها المدير، والتّركيز في أهمّيّة بناء القدرات ومواجهة تحدّيات القرن الحادي والعشرين من خلال الإعداد والتّدريب المستمرّ، والتّقييم الذّاتي وتقييم الأداء والمدرسة.
كما تمّ عرض دراسة توليفيّة لكلّ البرامج والمشاريع الّتي أُنجزت على صعيد وزارة التّربية، والمركز التّربويّ للبحوث والإنماء، وكلّيّة التّربية، ومناهج الإعداد والتّدريب في كلّيّة التّربية والمركز التّربويّ.
وفي هذا السّياق أيضًا، عرض الباحثون المصادر الّتي اعتُمدت في عمليّة بناء الإطار المرجعيّ المتمثّلة بالتّوجّهات العالميّة في الإدارة والتّربية ولا سيّما (OECD)، والنّظريّات حول الكفايات (Poumay & Tardif)، وبرامج الإعداد في بعض الجامعات العالميّة والعربية (CANADA, FRANCE, SUISSE, BAHREIN, TUNIS, OMMAN).
وأُشيرَ إلى أنّ الإطار المرجعيّ للكفايات لا يُعتَبر أساسًا للرّؤية التّربويّة إنّما يأتي منسجمًا معها، كما أنّه لا يُعتَبر محدِّدًا للسّياسة التّربويّة بل مرتكز عليها، وهو ليس توصيفًا لموقع المدير الوظيفيّ إنّما منطلقًا له.
ثمّ عرض كلّ من المستشارين الأستاذ أنطوان يازجي والدّكتورة غادة جوني آليّة العمل خلال الورشة، وجرى توزيع المشاركين إلى مجموعات ضمن أربعة مراحل مختفلة.
اختتمت الورشة بكلمة لرئيس قسم الإدارة التّربويّة الأستاذ أكرم سابق شكر فيها الجميع على روح التّعاون والجدّيّة في العطاء والمشاركة والتّغذية الرّاجعة البنّاءة، مركّزًا في أنّ التّربية ليست ثابتة وهي دائًما في حالة تجدّد وتطوّر، ورجا أن يتحقّق الهدف الّذي نصبوا إليه جميعًا في الأطر المرجعيّة لكفايات المدير، وجرى التقاط صورة تذكاريّة للحاضرين.
كلمة الدّكتورة ندى عويجان: "
بعد الطّاولة المستديرة الّتي أجراها المركز التّربويّ في 26 نيسان 2017،
وبعد ورشة العمل التّفكّريّة في 19 حزيران 2018،
وبعد الورشة الأولى الّتي أجريناها في 1 تشرين الأوّل 2019 حول الإطار المرجعيّ لكفايات المدير،
نلتقي اليوم لتوحيد الجهود.
إنّ الدّراسة الّتي توصّل إليها الباحثون والخبراء في اللّجنة المكلّفة بالعمل على إعداد وتطوير هذا الإطار وأعمال الورشة السّابقة، وجهود جميع المخلصين والمشاركين اليوم في هذه الورشة، من أصحاب خبرات ومعارف وتجارب، سيمكننا من الوصول إلى الصّيغة النّهائيّة، في إنتاج الأطر المرجعيّة لكفايات المدير.
بجهودكم ومشاركتكم نستطيع أن نحقّق هدفنا.
أيّها الحضور الكريم،
المفهوم الحديث للجودة الشّاملة لا يمكن الوصول إليه إلّا من خلال نظام إداريّ متميّز وقويّ، والجودة في التّعليم ترتبط بتطوير الإدارة التّربويّة العصريّة في سبيل التّنمية المستدامة في التّربية.
وعليه، إن تطبيق المناهج التّربويّة وتحقيق أهدافها لا يتمّ إلّا من خلال إدارة جامعة متطوّرة، ديناميكيّة مرنة فعّالة ومؤهّلة، تركّز بشكل كبير، على دور المدير.
لذلك لا بدّ للمدير أن يبقى الرّأس المدبّر، والقائد، الملتزم، والمبدع، والمبادر، والمسائل، والنّاشط، والتّعاونيّ، والتّشاركيّ، مهما كانت التّحدّيات ومهما كانت الإمكانات الموضوعة بين يديه متواضعة. كما أنّه لا بدّ أيضًا، أن يبقى القدوة تجاه جميع العاملين في المدرسة أو في الدّار لجهة تواصله مع محيطه وأن يسلك سبيل الرّيادة والتّعلّم المستمرّ مدى الحياة.
وأخيرًا أودّ أن أشكر لكم حضوركم، وأن أشكر كلّ من أسهم في إنجاح هذه الورشة التّفكّريّة التّفكيريّة. وأخصّ بالشّكر الأستاذ "أكرم سابق"، رئيس قسم الإدارة التّربويّة في المركز التّربويّ، على عمله الدّؤوب وإصراره للمضي قدمًا بهذا المشروع السّبب الأساسي للمرحلة الّتي وصلنا إليها اليوم؛ كما وأشكر الخبيرين د. غادة جوني، أ. أنطوان يازجي" وفريق العمل: "د. غيتا حنا، أ. عمر بكراكي، أ تسامى صالح، أ. مادلين سليم والسّيدة مريم عبد الله على جهودهم ومثابرتهم وإصرارهم، على الرّغم من كلّ التّحدّيات الدّاخليّة والخارجيّة.
"وبالتّربية وبالإدارة الفعّالة نبني معًا."
كلمة الأستاذ أكرم سابق:"
بعد أن شكر الأستاذ أكرم سابق الجميع على المشاركة، تناول كلمة التّعاون المبنيّة من ثلاثة أحرف ألا وهي "نحن"، وتوجّه إلى الجميع قائلًا "نعم نحن جميعًا يدًا بيد نحقّق الإنجازات، فكما السّدّ المنيع لا يمكن أن يُبنى بحجر واحد، كذلك الإنجازات العظيمة لا يمكن أن تُبنى إلّا بالتّعاون، وهذا هو الهدف الأساس من ورش العمل الّتي يعدّها وينظّمها المركز التّربويّ للبحوث والإنماء وقسم الإدارة التّربويّة فيه. كلّكم مسؤولون، والمسؤوليّة عمل شاقّ وجبّار ويحتاج إلى كفايات، وهذه الكفايات منها ما يُكتسب ومنها ما يُعزّز، يقول المؤلّف جاك ويلش: "قبل أن تُصبح قائدًا عليك النّجاح بكلّ شيء يعمل على إنماء ذاتك، وعندما تصبح قائدًا عليك النّجاح بكلّ شيء لتُنمّي شخصيّة الآخرين"، وكما قال أحد الحكماء: "السّفينة تبقى سليمة وهي راسية على المرفأ، لكنّ السّفن لم تُصنع لذلك ..." كذلك هم القادة. وهكذا هي الإدارة والقيادة الّتي لا يمكن أن تُحصّن إلّا بالكفايات.
لذلك نحن نتشارك اليوم جميعًا في بناء الأطر المرجعيّة لكفايات المدير، فالمدير هو ربّان السّفينة الّذي يتحمّل كافّة المسؤولية ليصل بالسّفينة إلى برّ الأمان، والكفايات هي الدّاعم الأكبر لكي يبقى المدير القبطان النّاجح والقائد الّذي يتحدّى الصّعاب. وها نحن اليوم نتبادل الخبرات. فكما قال جورج برنارد شو: "إن كنت تملك تفّاحة وأنا أملك تفّاحة وتبادلنا التّفّاحتين، يبقى مع كلّ منّا تفّاحة واحدة، وإن كنت تملك فكرة وأنا أملك فكرة وتبادلنا الأفكار، يصبح مع كل منّا فكرتين"، فكيف هو الحال إذا تبادلنا عشرات الأفكار اليوم في هذه الورشة!
اليوم لا يمكنني إلّا أن أشكر جانب رئيسة المركز التّربويّ الدّكتورة ندى عويجان على الدّعم الدّائم والثّقة، كما أشكر الخبراء وكافّة أعضاء اللّجنة الّذين أعمل وإيّاهم وهم الدّكتورة كيتا حنّا، الدّكتورة غادة جوني، الأستاذ أنطوان يازجي، الأستاذ عمر بكراكي، الأستاذة تسامى صالح، الأستاذة مادلين سليم، والسّيّدة مريم عبدالله. أشكرهم على صبرهم وتحمّلهم ونشاطهم ومثابرتهم وعزيمتهم، فيمكنني وبكلّ فخر أن أقول أنّني أعمل مع فريق قياديّ مميّز. كما لا بدّ أن أشكر كلّ من الأستاذة ندى جرجس الرّاعي، والأستاذة تسامى صالح، والأستاذة غرازييلا باسيل، على تلبية النّداء والتّعاون والمساعدة عند كلّ محطة."
2-12-2019