حاصبيا 29-11-2018
دشنت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان، التجهيزات التكنولوجية والمعلوماتية في دار المعلمين والمعلمات في حاصبيا ، المقدمة كهبة من النائب أنور الخليل إلى هذه الدار ، وذلك في احتفال ضم فعاليات المنطقة وأهاليها، وجالت والنائب الخليل على التجهيزات الحديثة من أجهزة الكمبيوتر والألواح التفاعلية وشاشات العرض التي تعزز إمكانات الدار في تدريب أفراد الهيئة التعليمية ، وتنظيم ورش العمل التربوية والأنشطة التربوية والثقافية.
بعد التدشين كرّم النائب الخليل الدكتورة عويجان في احتفال أقيم على شرفها بالمناسبة في "دار الخليل" في زغلة – حاصبيا ، حضره كل من: لبيب سليقا ممثلاً النائب أسعد حردان، القاضي سميح مداح مستشار وزير التربية والتعليم العالي، جاكلين مسعود محامية المركز التربوي للبحوث والإنماء، رنا عبد الله رئيسة الهيئة الأكاديمية المشتركة في المركز، أكرم أبو شقرا رئيس المنطقة التربوية في النبطية، رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رئيس بلدية حاصبيا السيد لبيب الحمرا ورؤساء بلديات من قرى القضاء ، ومديرو دور المعلمين والمعلمات في المنطقة ، ومخاتير وهيئات دينية وتربوية وثقافية واجتماعية.
مدير الدار :
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من السيدة نجوى سابق، القى مدير الدار الأستاذ اكرم سابق كلمة قال فيها : "
إنَّ التَّنْشِئَةَ المُسْتَمِرَّةَ وَالتَّنْمِيَةَ المُسْتَدامَةَ لِتَطْويرِ المُعَلِّمينَ وَالإِدَارِيّينَ هُما جَوْهَرُ البِناءِ النّاجِحِ لِلتَّرْبِيَةِ. والتَّدْريبُ المُسْتَمِرُّ هُوَ تَطْويرٌ مهنِيٌّ لِكُلِّ مُعَلِّمٍ وَإِدارِيٍّ في المُؤَسَّساتِ التَّرْبَوِيَّةَ، لِكَيْ يَنْهَضَ بالنّاشئةِ فِي وَطَنِنا الحَبيبِ لُبْنانَ إِلى مُسْتَقْبَلٍ زاهِرٍ عُنْوانُهُ "مُتَعَلِّمٌ قِيادِيٌّ طَموحٌ، مُتَجَدِّدٌ وَمُتَطَوِّرٌ، ناجِحٌ وَمُبْدِعٌ". لذلك أَوْلى المركزُ التّربويُّ التَّدْريبَ عنايةً دقيقةً وعَمِلَ عَلى تَطْويرِ تدريبِ المعلّمينِ.
وفي بِدايَةَ العامِ 2018 أَطْلَقَ مَعالي وَزيرِ التَّرْبِيَةِ الأُسْتاذُ مَرْوانُ حَمادَةُ الأُطُرَ المَرْجَعِيَّةَ لِكِفاياتِ المُعَلِّمِ وَالمُدَرِّبِ وَالمُرْشِدِ وَالمَوْجِّهِ النّفْسِ- اِجْتِماعِيِّ. وَهذِهِ خُطْوَةٌ مُهِمَّةٌ في عَمَلِيَّةِ التَّطْويرِ المهنِيِّ حيثُ بدأَ مكتبُ الإعدادِ والتّدريبِ باستحداثِ دوراتٍ تخدمُ ما وردَ في هذهِ الأطرِ المرجعيّةِ وتنهضُ بكفاياتِ المعلّمينَ وتطوّرُها. ونلفُتُ إلى أنَّ المَرْكَزَ التَّرْبَوِيَّ يعملُ عَلى وَضْعِ الأُطُرِ المَرْجَعِيَّةِ لِكِفاياتِ المُديرِ وَالإِدارِيّينَ ليُصارَ إِلى تَدْريبهِمْ بعدَ ذلِكَ. هذا فَضْلًا عَنِ المَشاريعِ المُتَنَوِّعَةِ وَالمُتَعَدِّدَةِ الَّتي يَعْمَلُ عَلَيْها المَرْكَزُ التَّرْبَوِيُّ فَفيهِ بُناةٌ حَريصُونَ عَلى التَّرْبِيَةِ، وَعَلى رَأْسِهِمْ رَئيسَةُ المَرْكَزِ التَّرْبَوِيِّ لِلبُحُوثِ وَالإِنْماءِ الدُّكْتورَةُ نَدى عويجان.
وهنا لا بُدَّ من أَنْ أُوَجِّهَ تَحِيَّةً تَرْبَوِيَّةً إلى مُديري المَدارِسِ وَالثّانَوِيّاتِ الحَريصينَ وَالمُؤْتَمِنينَ عَلى التَّرْبِيَةِ وَإلى المُعَلِّماتِ وَالمُعَلِّمينَ الَّذينَ يُبادِرونَ إِلى مُتابَعَةِ الدَّوْراتِ في دورِ المُعَلِّمينَ كافَّةً، وَبِشَكْلٍ خاصٍّ في دارِ حاصبيا. فَفي كُلِّ عامٍ تَتَزايَدُ أَعْدادُ المتدرّبينَ حيثُ وصلَ العددُ في العامِ الدِّراسِيِّ 2017-2018 إلى ما يُقارِبُ الثَّلاثُمِئَةِ. أَمّا في بدايةِ هذا العامِ فقدْ وصلَ إلى 227 مُتَدَرِّبًا حَتّى تاريخِ اليومِ (يَعْني في خِلالَ شَهْرَيْنِ وَنِصْفٍ فَقَطْ)..
وبناء عليهِ كانَت هناكَ حاجةٌ ملحّةٌ لتجهيزِ دارِ المُعَلِّمينَ وَالمُعَلِّماتِ في حاصبيا فسَعَيْنا في خِلالِ أَرْبَعِ سَنَواتٍ وَنِصْفٍ، إلى تجهيزِها بِكُلِّ ما هُوَ مَطْلوبٌ لِتَنْمِيَةِ قدراتِ الطّاقَمِ الإِدارِيِّ وَالتَّعْليمِيِّ في مَدارِسَ مِنْطَقَتِنا وثانوِّياتِها. وقَدَّمَ لنّا، مَشْكورٌ، بَنْكُ بَيْروتَ وَالبِلادِ العَرَبِيَّةِ، مِنْ خِلالِ مُديرِهِ الصَّديقُ الأُسْتاذُ جَميلُ زُوَيْن LCD عَدَدُ 2 مَعَ مُكَبِّرَيْنِ لِلصَّوْتِ. وَكَذلِكَ بِعْدَها بِعامٍ قَدَّمَ لنّا، مَشْكورٌ أَيْضًا، اِتِّحادُ بِلدِّياتِ الحاصباني، وَمِنْ خِلالِ رَئيسِهِ الصَّديقِ الصَّيْدَلِيِّ مُنير جَبْرُ Active board.
وَاليَوْمَ، نَتَقَدَّمُ بِخالِصِ الشُّكْرِ مِنْ مَعالي النّائِبِ أَنْوَر الخَليل صاحِبُ الأَيادي البَيْضاءَ، حيثُ قَصَدْتُهُ للسّؤالِ عنْ إمكانِ تأمينِ Active board Promethean للدّارِ فجاءَ الرّدُّ إيجابًا لإيمانِهِ بالتّربيةِ حيثُ سعى لإنشاءِ دارِ المُعَلِّمينَ وَالمُعَلِّماتِ في حاصبيا وقدّمَ منْ خلالِ مُؤَسَّسَةِ الخَليلِ الاجْتِماعِيَّةِ كلَّ الدّعمِ للدّارِ: أَحْدَثُ أَنْواعِ الألواحِ التَّفاعُلِيَّةِ Promethean panel، ثلاثةُ حواسيبَ محمولةٌ، ثمانيةٌ وعشرونَ آلَةً طَابِعَةً مُلَوَّنَةً وَحَديثَةً تَقْنِيًّا، خمسةُ مكيّفاتٍ، إضافَةِ إِلى كُلِّ التَّجْهيزاتِ وَالتَّمْديداتِ المَطْلوبَةِ لتسهيلِ الاتصالِ بشبكةِ الإنتِرْنِتِ.. العَطاءُ لَيْسَ بِغَريبٍ عَنْ مَعاليهِ وَهذا ما يُمَيِّزُهُ، فَالعَطاءُ نُبْلٌ، وَمَعاليهُ رَمَزُ النُّبَلاءِ.
بِاسْمِ دارِ المُعَلِّمينَ وَالمُعَلِّماتِ في حاصبيا وَبِإِسْمِ كُلِّ التَّرْبَوِيّينَ في هذِهِ المِنْطَقَةِ نَشْكُرُ لَكُمْ ما قَدَّمْتُمُوهُ وَما زِلْتُمْ تُقَدِّمونَهُ لِدارِ حاصبيا.
أَمّا الخُطْوَةُ الثّانِيَةُ وَالَّتي أحبُّ أنْ أعلنَ عنْها اليومَ أنَّنا نَعْمَلُ مَعَ مَعاليهِ وَمَعَ الصَّديقِ رَئيسِ بَلَدِيَّةِ حاصبيا السَّيِّدُ لَبيب الحَمْرا وَكُلُّ المُهْتَمّينَ على تخصيصِ قِطْعَةِ أَرْضٍ لِبِناءِ دارٍ نَمُوذَجِيَّةٍ تليقُ بِالمِنْطَقَةِ المِعْطاءَةِ وَالمُحِبَّةِ لِلعِلْمِ وَالتَّعَلُّمِ حيثُ يصبحُ بالإمكانِ إِقامَةُ مركَزٍ لِلصُّعوباتِ التّعَلُّمِيَّةِ وللغُرْفَةِ الخَضْراءِ والمختبراتِ الحديثةِ الّتي تخدِمُ المعلّمينَ.
ختامًا لا بدَّ منْ أنْ أشكرَ جانبَ رئيسةِ المركزِ التّربويِّ الدّكتورةُ ندى عويجان على تشريفِنا بحضورِها "ازتانت حاصبيا" أهلًا وسهلًا نقولُها بقلوبِنا قبلَ حروفِنا.
كما لا بدَّ منْ أنْ أشكرَ معالي النّائبِ أنور الخليل ليسَ فقطْ على ما قدّمَهُ وسيقدِّمُهُ بلْ على هذا الغداءِ التّكريميِّ على شرفِ رئيسةِ المركزِ التّربويِّ لعظيمِ ما تبذُلُهُ في سبيلِ التّربيةِ.
رئيسة المركز التربوي:
ثم ألقت رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان كلمة في المناسبة، جاء فيها:
في زمان عيد الاستقلال، زمان الشرف والتضحية والوفاء، نريد أن نقول إنَّ الاستقلالَ الحقيقي يبدأ من الفكر، من الوعي الانساني للمبادئ، للقيم، للثوابت، والحقائق. واستقلال الاوطان لا بد أن يبدأ باستقلال الفرد عن مصالحه الخاصة، وعن مصالح الطائفة والحزب والمجتمع الضيق الذي ينتمي اليه، ويضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار.
وحبُّ الوطن هو شغف ينمو مع الانسان ويتحوّل الى ادراك، وثقافة جامعة فطريقة حياة.أما التربية، فهي أفعال وسلوكيّات، وهي جبهة الدفاع الأولى عن لبنانَ الوطن وبالتالي يُعوَّلُ عليها استشرافِ مستقبلِ الأممِ والشعوب.
يلتئم شملنَا اليوم في حضور هذه الكوكبة الجميلة من الشخصيّات التربوّية والسياسية والاجتماعية، لتدشين التجهيزات التكنولوجية والمعلوماتية المقدمة كهبة الى دار المعلمين والمعلمات في حاصبيا من معالي النائب أنور الخليل. هذا التصرّف النبيل يرتب علينا مسؤوليات كبيرة، ويحفّزنا للمزيد من الارتقاء والسمو بالتربية نحو الأعلى والأفضل، لكي تبقى التربية السبيل الأول لتنمية الموارد البشرية والنهوض بالمجتمع.
تحتل دار المعلمين المعلمات في حاصبيا نقطة استقطاب لجميع أبناء المنطقة. ويسعى مديرها الاستاذ أكرم سابق، جاهدا الى تدريب جميع العاملين في القطاع التربوي في المنطقة من تربويين واداريين. فان تحقيق الأهداف المرجوّة في التنمية المستدامة، لا بد أن يرتكز على "الجودة في التعليم"، وبالتالي لا بد من اعطاء عناية خاصة للمعّلم والمدير والناظر وغيرهم، الحجر الأساس في عملية التعليم والتعلّم، بحيث نعمل على اعدادههم اعدادًا جيدًا وعلى تدريبهم وفتح آفاقهم وتطوير كفاءاتهم وامكانيّاتهم، وخلق بيئة تدريبيّة صالحة ومجهزّة بالأدوات والتجهيزات اللازمة والمتطورة، ليصبحوا قادرين على التكيّف بسهولة مع البيئة المحيطة والتمكّن من استثمار جميع المواد والموارد التعليمية المتوفرة في محيطهم بأحسن طريقة ممكنة.
وهذا بالضبط ما يطمح إليه مكتب الاعداد والتدريب من خلال دور المعلمين والمعلمات ومراكز والتدريب الموجودة فيها والمرشّحة لأدوار وخدمات تربويّة إضافية.
إننا في المركز التربوي للبحوث والإنماء على استعداد للتعاون مع الجميع في هذه المهمة التربوية، سيما وأن المدارس والثانويات الرسمية تحتاج الى مناهج معاصرة، ودراسات وأبحاث تربوية، وموارد رقمية والى تدريب كوادرها الادارية والتربوية والفنية، وهذا الأمر من ضمن الجهد الوطني العام الذي نقوم به في قيادة العملية التربوية ومواكبتها ومتابعتها، لكي تصيب الهدف المرجو منها وهو إعداد أجيال تحاكي العصر علماً وثقافة وانفتاحاً وتحترم القيم الوطنية والروحية وخدمة المجتمع.
أخيرا، أكرر التهنئة والمباركة لدار حاصبيا، واشكر معالي النائب أنور الخليل على مبادرته وعلى دعوته وتكريم المركز التربوي بهذه المناسبة، وأدعو جميع القييمين على المصلحة الوطنية إلى دعم المركز التربوي بشكل عام ودور المعلمين والمعلمات ومراكز التدريب بشكل خاص التي عملت وما زالت تعمل في خدمة التربية وتعليم والأجيال الصاعدة في لبنان.
شعارنا دائمًا "وبالتربية نبني معًا" "وبالتربية نحمي الاستقلال" .
النائب الخليل:
وألقى النائب الخليل كلمة جاء فيها: "بالتربية نحمي الإستقلال"، شعار أطلقه المركز التربوي للبحوث والإنماء لمناسبة اليوبيل الماسي للإستقلال الوطني.
75عاماً من الإستقلال، تخللها محطات مؤلمة في حياتنا الوطنية وأخرى سادها الإستقرار والإزدهار، لكن في كلا الحالين لم نوفق في بناء وطن، لم نوفق في بناء مواطنة.
"بالتربية نحمي الإستقلال"، أكثر من شعار هو حقيقة، فالتربية هي الحلقة الأولى في بناء الشخصية الوطنية، وبها نضمن إنتماء واحد هو الإنتماء إلى لبنان دون سواه.
بمناسبة العيد الماسي لإستقلالنا الوطني، ورغم كل موجات اليأس والإحباط، نقول: بنحبك يا لبنان كيف ما كنت تكون بنحبك يا لبنان.
لأنها التربية ببعديها الوطني والأكاديمي تعكس مجموعة القيم الإنسانية، وهي بوابة الأوطان والشعوب للمستقبل، أردنا أن يكون للتربية والتعليم الحيّز الأبرز من إستراتجيتنا الإنمائية على المستوى الوطني بشكل عام وعلى مستوى قضائي حاصبيا ومرجعيون بشكل خاص.
ولقد أعطينا التعليم الرسمي على مختلف مستوياته أولوية على ما عداه، لأننا من المؤمنين بأن التعليم حق مقدس لكل المواطنين، نصت عليه شرعة حقوق الإنسان، ونص عليه دستورنا اللبناني الذي أكد على " توفير العلم للجميع وجعله إلزاميا في المرحلة الإبتدائية عل الأقل".
لقد وضعت التعديلات الدستورية التي أقرها المجلس النيابي في العام 1989 تحت عنوان "وثيقة الوفاق الوطني" المعروفة "بإتفاق الطائف"، خارطة طريق وطنية لضمان جودة التعليم ووحدته على أسس وطنية، فنصت الوثيقة على " حماية التعليم الخاص وتعزيز رقابة الدولة على المدارس الخاصة وعلى الكتاب المدرسي".
كما نصت الوثيقة الدستورية على " إصلاح التعليم الرسمي والمهني والتقني وتعزيزه وتطويره بما يلبي ويلائم حاجات البلاد الإنمائية والإعمارية، وإصلاح أوضاع الجامعة اللبنانية وتقديم الدعم لها وبخاصة في كلياتها التطبيقية". وأخيرا نصت التعديلات الدستورية على "إعادة النظر في المناهج وتطويرها بما يعزز الإنتماء والإنصهار الوطنيين، والإنفتاح الروحي والثقافي وتوحيد الكتاب في مادتي التاريخ والتربية الوطنية".
من هنا كان كان القرار بدعم المدارس الرسمية وتطوير إمكاناتها، وكذلك بدعم دار المعلمين والمعلمات في حاصبيا لزيادة قدراتها على تدريب المعلمين وتزويدهم بالأدوات التعليمية الجديدة والحديثة.
وإذا كانت السياسة قد غلبت النص الدستوري للأسف، فأهملت التربية وحاول البعض إجهاض ما نص عليه الدستور، فإننا نؤكد أمامكم بأننا لن نسمح بضرب وحدة التربية والتعليم وسنحرص على تطبيق الطائف في مختلف بنوده وفي المقدمة منها كل ما يتعلق بوحدة المواطنة والإنتماء بدءا من إنشاء لجنة وطنية لدرس سبل إلغاء الطائفية اليساسية التي هي أساس علل لبنان، وصولا إلى إقرار الكتاب الموحّد في مادتي التاريخ والتربية والوطنية مرورا بدعم الجامعة اللبنانية التي هي جامعة كل اللبنانيين.
ندشن اليوم التجهيزات التكنولوجية وأجهزة المعلوماتية التي قدمناها لدار المعلمين والمعلمات في حاصبيا، وكان لنا شرف التعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء من خلال التواصل المستمر مع الصديق الأستاذ أكرم سابق الذي كان ومع رئيسته الصديقة الدكتورة ندى عويجان التي تتعامل مع المركز ومهامه كرسالة قبل أن تكون وظيفة.
وما حضورها معنا اليوم إلا دليل على إيمانها بهذه الرسالة التربوية الوطنية وعلى إيمانها بحق تلامذة لبنان في التعليم الرسمي على التعلّم وفق أحدث المناهج وبأفضل الأدوات الحديثة.
لقد ربط مرسوم إنشاء المركز التربوي للبحوث والإنماء (رقم 2356 تاريخ 10/12/1971) المركز كمؤسّسة وطنية عامة معنية بالتّحديث والتطوير التربويّ وكمؤسسة عامة ذات شخصية معنوية تتمتع بالاستقلال المادي والإداري، ربطها مباشرة بوزير التربية والتعليم العالي الذي يمارس عليه سلطة الوصاية.
إن هذا الربط إنما هو للتدليل على أهمية المركز ودوره.
إن المهام التي أناطها المرسوم بالمركز واضحة، لعل أبرزها:
1- إيجاد جهاز رسمي مركزي للعناية بالشؤون التربوية من طريق استقطاب الطاقات العلمية وتوظيفها بشكلٍ يمكن الدولة اللبنانية من تحقيق عملية إنمائية تربوية في إطار مخطط الإنماء الشامل في لبنان.
2- التفاعل مع التقدم العلمي والتطور التكنولوجي والثقافي في العالم.
3- إيجاد مرجعية تربوية رسمية للتعاون مع المؤسسات المماثلة في الدول الأخرى.
4- تحسين نوعية التعليم في لبنان والعمل على تطوير التربية والنهوض بها.
إن هذه المهام تفترض بالضرورة قيام أفضل علاقات تعاون مع مختلف الشركاء التربويين، لاسيما مع المديرية العامة للتربية، المعنية "بتأمين المتطلبات التعليمية والتجهيزية لمختلف طلاب التعليم الرسمي العام، والاشراف على تطبيق المناهج".
إننا ندعو بصدق إلى إحترام ما نصت عليه القوانيين من توزيع للصلاحيات مع التشديد على مبدأ التعاون الإيجابي وعدم السماح لأي تناقض أو تباين بين الإدارات المعنية بالعملية التربوية لأن ذلك سيسمح للكثير من الجهات الداخلية والخارجية في الإمعان بتسييس التعليم وحرفه عن أهدافه، ولذلك أخطار كبيرة جدا على وحدة المجتمع اللبناني وهويته الوطنية.
أشكر كل من شاركنا هذا اللقاء، وأخص بالشكر رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء على ما تبذله من جهد وتعب في سبيل تحقيق الأهداف المنوطة بنشأة المركز، كما أشكر مدير دار حاصبيا الأستاذ الصديق أكرم سابق على مهنيته ونشاطه المميز الذي زاد في تحفيزنا للمبادرة بإتجاه الدار وتجهيزه.
واختُتم الإحتفال، بتقديم دروع تكريمية من الدار للنائب الخليل وللدكتورة عويجان.