اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان التربية والتعليم امران متلازمان ومتكاملان، ذلك انه بقدر ما للتعليم من أهمية، كذلك فإن للتربية على انواعها الدور المهم في صقل المعرفة وإنماء الثقافة وتعزيز علاقة الانسان بوطنه وبعائلته وبمجتمعه، لأن كل ذلك يشكل الاركان المجتمعية الحقيقية في النظام التعليمي والنفسي والاجتماعي.
ورأى الرئيس عون ان التعددية الاجتماعية واحترام الاخر وقبوله من الاسس التي يجب ان تتوافر في التربية الشاملة لمواطني الغد، والقاعدة الضرورية للتطوير والنمو.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفداً من المركز التربوي للبحوث والانماء برئاسة الدكتور جورج نهرا الذي عرض له التحضيرات التي يتخذها المركز للعام الدراسي 2021-2022 والتحديات المختلفة وبداية تنفيذ خطة المناهج التعليمية من الاول من آذار 2021 ولغاية 2023.
وقد ضمّ الوفد كلاً من الدكتورة برندا غزالة، الدكتورة غيتا حنا، الاستاذة رنا عبدالله، الاستاذ باسم عيسى، الاستاذة رانيا غصوب، السيدة ريبيكا الحداد، الدكتور جهاد صليبا والدكتور هشام خوري
في مستهل اللقاء تحدث رئيس المركز الدكتور نهرا، فأكد على دور المركز في ظل الازمة التي يمر بها لبنان، مشدداً على أهمية أن يكون نموذجاً للصمود والامل في هذه الظروف الصعبة، لاسيما انه يشكل الدماغ المفكر للتربية في لبنان، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي.
وعدد نهرا اهم الانجازات والمبادرات التي قام بها المركز خلال هذه الفترة بهدف تطويره وتفعيل عمله، بدءًا من إعادة تقييم المناهج التعليمية للسنة الدراسية المنصرمة وللسنة الدراسية القادمة بما يتلاءم مع منهج الامتحانات الرسمية، آخذين بعين الاعتبار الكفاءات والاهداف والمعارف التي من الضروري ان يكتسبها المعلم، إضافة الى انجاز التحضيرات المتعلقة بالموضوع الرقمي، عبر تحقيق الكتاب المدرسي الوطني الالكتروني للعام الدراسي المنصرم لمتعلمي القطاعين الرسمي والخاص مجاناً وللعام الدراسي القادم أيضاً مع بعض التطويرات ليصبح تفاعلياً. كما تم وضع نظام لإدارة التدريب عن بعد لمعلمي الرسمي والخاص مجاناً، اضافة الى اطلاق منصة وطنية تعليمية رقمية للرسمي والخاص متضمنة موارد رقمية منتجة من اهل المركز مع موارد مترابطة مع القطاع الخاص مما ساهم في تخفيف الهدر .
واشار نهرا الى طباعة وتوزيع الكتاب المدرسي الوطني الورقي على جميع متعلمي لبنان في المدارس الرسمية مجاناً بالتنسيق مع وزير التربية والجهات المانحة وعلى رأسهم منظمة اليونيسيف التي لا يزال التنسيق معها مستمراً ويجري العمل على طباعة وتوزيع هذا الكتاب على متعلمي القطاع الخاص مجاناً بهدف التخفيف عن كاهل الاهل. وتحدث نهرا عن تطبيق خطة لتطوير المناهج والتي بقيت غير منجزة منذ العام 1997 وحتى اليوم لافتاً الى تنظيم العمل في المكاتب والدوائر ومراكز التدريب، إضافة الى وفاء المركز بالالتزامات المادية تجاه المؤسسات الاخرى كالضمان وشركة الكهرباء وتعاونية موظفي الدولة، ووضع استراتيجية موحدة بهدف توظيف جهود الجهات المانحة نحو الاولويات الاساسية.
كما اشار الى اصدار قراراً بإنشاء 22 مركزاً للصعوبات التعليمية في دور المعلمين والمعلمات المنتشرين على جميع الاراضي اللبنانية تساهم في تشخيص الصعوبات عند المتعلم، مؤكداً أن كل ذلك سيساعد المركز على ان يكون دوره فعالاً، خصوصاً عبر التحضير لمشروع مكننة كل الاعمال للانتقال نحو الحوكمة الرقمية.
وهنأ الرئيس عون القيّمين على المركز والعاملين فيه والخبراء والاستشاريين على ما تحقق، داعيًا الى متابعة الجهود من اجل مستقبل تربوي افضل.