نظم المركز التربوي للبحوث والإنماء ندوة عبر تطبيق تيمز تحت عنوان "سياسة المركز التّربويّ للبحوث والإنماء في الموارد التّعليميّة المفتوحة في لبنان"، وذلك إستكمالاً لمشروع إطلاق المنصة الرقمية التفاعلية "مواردي" حول التحول الرقمي التي سبق وأطلقها في شهر تموز 2021. حضرالندوة أكثر من 120 مشاركاً توزعوا بين موظفي المركز التربوي ومدربين مكتب الاعداد والتدريب واساتذة من التعليم العام والخاص في التعليم العام ما قبل الجامعي، بالاضافة إلى باقة من أساتذة الجامعة اللبنانية كلية التربية.
استُهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ومقدمة تلتها منسقة لجنة الموارد التعليمية المفتوحة د. بلانش أبي عسّاف، مشيرةً إلى أهمية اعتماد ثقافة الموارد التعليمية المفتوحة في التعليم العام ما قبل الجامعي، وذلك انطلاقاً من معطيات المؤتمر العالمي لليونسكو حول الموارد التعليمية المفتوحة لعام 2012، مروراً بالعديد من الورش الاقليمية والعالمية التي شارك فيها المركز التربوي والتي منها انبثقت فكرة وضع سياسة للموارد التعليمية المفتوحة ومعايير تقويمها.
ثم رحب رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء الأستاذ جورج نهرا، بالحضور وبالخبراء المشاركين منهم الخبير العالمي السيد هال بلوتكن هو باحث أول في معهد دراسة إدارة المعرفة في التعليم (ISKME)، وعمل على السياسة المفتوحة في المشاع الإبداعي بالولايات المتحدة الأمريكية بين 2014-2017 وبالدكتور فوزي بارود وهو الخبير المتخصص في الموارد التعليمية المفتوحة – وهو من أسهم بالتعاون مع لجنة الموارد التعليميّة المفتوحة في وضع
مسودة السياسة ((OER في المركز التربوي للبحوث والإنماء ، كما أكد إن أهمية هذه الندوة تكمن في تلاقيها مع الورشة القائمة في المركز التربوي للبحوث والانماء على مستوى تطوير المناهج التعليمية ما قبل الجامعية نحو مناهج تفاعلية، وذلك إنطلاقاً من الهدف الرابع من التنمية المستدامة 2030، "لضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع"، فيُعدٌ التعلم الإلكتروني وتطبيقاته المختلفة من الأنظمة التعليمية المساندة لمنظومة التعليم في المؤسسات التعليمية، والذي يُسهم في تكوين بيئة تعليمية تفاعلية محفزة للتعلم والإبداع وتنمية المهارات والخبرات بما يحقق إنتاج المعرفة وزيادة التحصيل وتطوير الإنتاجية في كل الجوانب، ويضمن مخرجات عالية الجودة للوصول إلى معالم التعليم المستقبلية بحسب تطلعات النظام التعليمي الذي يسعى إلى الكفاءة والفاعلية. بناء على ذلك، عمد المركز التربوي للبحوث والانماء لوضع مسودة سياسة الموارد التعليمية المفتوحة، التي ستُؤسس إلى بناء مهارات خلاقة وتعاونية بين المتعلمين والمعلمين مما يساعد في تحسين جودة التعليم وخصوصا أنها في عملية تطور مستمر، ولا تقف عند حد معين بل بانتقالها بين الأفراد في المجتمع التربوي فهي تُكسب غنى وتجددا وابتكارا.
وتلت كلمة الرئيس، مداخلة للدكتور هشام خوري وهو استاذ جامعي ومستشار تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في المركز التّربويّ للبحوث والإنماء وهي بعنوان " كيفية استفادة المركز التّربويّ تقنيًّا من الموارد التّعليميّة المفتوحة" حيث قدم عرضاً مفصلاً حول اهمية هذه الموارد, وشرح كيف أن منصة مواردي التي هيَ نظامُ إدارةِ المحتوى، تتمتَّعُ بِمرونةٍ عاليةٍ لتتوافُقِ مَعَ أيِّ تغييرٍ أوْ تعديلٍ بحيث يستطيع أفرادِ الهيئَةِ التعليميِّةِ في كا القطاعات، أن تتشارُكِ المواردِ في ما بينَهِا، ما يساعِدُ في تعزيزِ تبادلِ النِّتاجاتِ، ويوفِّرُ بالتَّالي على المعلِّمِ المُستفيدِ عناءَ البحثِ المطوَّلِ، عن موردٍ تعليميٍّ رقميٍّ مناسبٍ معْ مراعاةِ الاحتفاظِ بحقوقِ التأليفِ. وفي هذا الأمرِ فُرصةٌ لتعميمِ ثقافةِ المواردِ التَّعليميَّةِ المفتوحَةِ OER) ) وأهميَّتِها في اقتصادِ المعرِفةِ واستدامتِها.
كما عرضت الاستاذة رنا عبدالله وهي منسقة الهيئة الاكاديمية المشتركة في المركز مداخلتها بعنوان "كيفيّة استثمار المركز التّربويّ للموارد التّعليميّة المفتوحة في تطوير موارد رقميّة فعّالة من حيث ملاءمتها للمنهج الوطنيّ، ومن حيث التّكلفة، وإتاحة التّعلّم للجميع" واتبعت عرضها بالعديد من الأمثلة في قراءة الواقع في المشاريع الحالية والمستقبلية المطبقة في المركز التربوي للبحوث والإنماء.
أما مداخلة السيد هال بلوتكن التي هي بعنوان " سياسات الموارد التّعليميّة المفتوحة - فرص وتحدّيات"، افتتحها بشكر للمركز التربوي ممثلاً برئيسه الأستاذ نهرا على الدعوة الموجهة إليه واعتبر مشاركته لنا في مناقشة مسودة الموارد التعليمية المفتوحة شرفا عظيما ، كما اعتبر المسودة انجازاً عظيماّ، وأن تعميم ثقافة الموارد المفتوحة سوف يسهم في تعميم ثقافات المعرفة المتنوعة. وقال دعوني أضيء على أهمية الموارد التعليمية المفتوحة، كونها تسهل عملية التعلُّم، وهذا ما أثبتته دراسة نفذت في الولايات المتحدة وكانت نتائجها ان المعلمين كانوا أكثر حماسا عند استعمالهم للموارد التعليمية المفتوحة وكذلك المتعلمين الذين تحسنت انتاجياتهم التعلميّة. وأكد يقوله "أن سياسة الموارد التعليمية المفتوحة التي انتم اليوم في صدد مناقشتها، تعتبر فرصة كبيرة للبنان في نشر المعرفة والتبادل الثقافي ومحليا عالميا. فاستعمالنا للموارد التعليمية المفتوحة، يؤمن تبادل المعلومات والابحاث ويسمح للمتعلمين والمعلمين أن يصبحوا أكثرا ابتكارا وانتاجا لمعارف جديدة. وعليكم كلبنانين أن تكونوا الرائدين في نشر ثقافتكم في الموارد التعليمية المفتوحة.
أما المداخلة الأخيرة فكانت مع الدكتور فوزي بارود الذي شكر رئاسة المركز التربوي، واعضاء لجنة الموارد التعليمية المفتوحة، والأستاذ هال بلوتكن والمشاركين. واستهل عرضه بلمحة سريعة لمجموعة من التوصيات الصادرة عن اليونسكو حول تطبيق الموارد التعليمية المفتوحة. واشار إلى اول خطوة نفذها مع المركز التربوي وهي تدريب مكثف لاكبر عدد من المدربين والمعلمين، أما الخطوت اللاحقة فكانت وضع مسودة سياسة الموارد المفتوحة التي نحن في صدد مناقشة مضمونها، والتي ستسمح بإشراك المعلمين والمتعلمين بوضع المحتوى التعليمي، بالإضافة إلى تعميم عملية الوصول المعرفي من خلال استخدام مجموعة من الآليات الرقمية المختلفة والوسائط الفعالة التربوية.
وتسهم في العمل على التحديث الدائم للمعلومات ولكافة المناهج المعروضة بغرض التوافق مع عمليات التطوير المنهجية بالعملية التعليمية.
كما تؤمن الاستفادة من كل الموارد المقدمة من خبراء في مجال التعليم، من اختلاف الثقافات والتنوع المعرفي بغرض خدمة الرؤية الخاصة بالعملية التعليمية.
وبالنهاية السعي لتسهيل ودعم التواصل الدائم والمستمر لما له من أثر فعال في الحياة الشخصية والمهنية. دعم حركة التعليم المنفتح كمجال وكمنهجية دراسية.