تحدثت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان في حفل تسليم الشهادات للأساتذة المتدربين في بيروت وجبل لبنان على برنامج مشروع كتابي الذي نظمه مشروع كتابي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في فندق كمبينسكي في بيروت.
حضر الحفل، المدير العام للتربية، مديرة مشروع World Learning و جمع كبير من عائلة المركز التربوي ووزارة التربية إضافة الى مدربين ومرشدين وأساتذة متدربين. وهو الإحتفال المناطقي الأول ضمن هذا الإطار وسوف تتبعه احتفالات في المناطق اللبنانية الأخرى.
وقالت الدكتورة عويجان في كلمتها:
" تحتل دور المعلمين المعلمات في المركز التربوي للبحوث والإنماء مكانة مرموقة في الذاكرة التربوية، فقد خرجّت على مدى سنوات الإعداد، خيرة التربويين الذين صنعوا مجد التعليم الأساسي، ودرّبت أفراد الهيئة التعليمية على المستويات كافة وساهمت في تطوير قدراتهم وتمهين مهنة التعليم، فكان إستثمارُها رابحا وطويل الأمد.
إنّ المعلّم هو المحرك الأساسي داخل الصف. والمعلّم الجيّد هو عصب التطوير التربوي وقائد التّغيير في تعليم وتعلّم المتعلّمين. لذا، لا بدّ من التّركيز على إعداده اعدادا جيدا، وتدريبه المستمر ومتابعته وفتح آفاقه لتطوير كفاءاته المهنيّة والتّواصليّة والتّكنولوجيّة. ان أهمية التزام المعلّم بأخلاقيّات مهنة التّعليم، وتمتّعه بالمواصفات اللازمة لممارسة مهنته، دفع المركز التربوي للبحوث والإنماء لتبني وضع أطر مرجعيّة لكفايات المعلم مبنية على معايير ومؤشّرات قابلة للقياس والتّعديل. وانسجامًا مع هذه الأطر المرجعية أدخل مكتب الإعداد والتدريب خدمات موردي وKOHA، ووضع مخطط إجرائي لهندسة منهج تدريب المعلّمين وتدريب المدربين (TTCM) معتمدا مقاربة الفهم عن طريق التّخطيط في وضع المواد التدريبيّة UBD، ومستعينا ببرنامج متخصص لإدارة منظومة التدريب والتدرّب Training Management System.
أضافت : ومن أجل تحقيق الأهداف المرجوّة في التنمية المستدامة، لا بد من إعطاء عناية خاصة للمعّلم، الحجر الأساس في عملية التعليم والتعلّم، للوصول إلى ممارسات صفّيّة، تصبّ في مصلحة المتعلّم، لنحقق الأنصاف والجودة في التّعليم وفاقًا لمعايير العدالة وتكافؤ الفرص. ضمن منظومة تّربويّة تتّصف بالشّمولية والتّكامل، وتتلاءم مع ما يستجدّ من متغيّرات ومتطلّبات البيئة المحيطة. وهنا تبرز أهمّيّة تنمية الشّخصيّة الإنسانيّة المتكاملة عند المتعلمين والمعلّمين وجميع العاملين في القطاع التربوي باعتبارها ضرورة حتميّة للنّظم التّربويّة المعاصرة في تطوير قدراتهم في العمليّة التّعليميّة-التّعلّميّة.
وأكدت رئيسة المركز: ان فهم أنماط التعلّم المختلفة وخلق بيئة تدريبيّة صالحة ومجهزّة بالأدوات والتجهيزات اللازمة والمتطورة، تمكّن المعلّم والمدرّب من استثمار جميع المواد والموارد التعليمية المتوفّرة في محيطه وتمكّنه أيضا على التكيّف بسهولة مع الذكاءات المتعددة في صفوفه مما يحسن عملية التعليم والتعلم والتدريب والتدرّب ويرفع مستوى التحصيل التعلمي للتلامذة في المدارس الرسمية. وهذا بالضبط ما عمل عليه مشروع كتابي 1، من خلال إدماج التكنولوجيا في مادة اللغة العربية وتطوير مواردها ووسائلها وطرائق تدريسها وتقويمها. إضافة إلى دعم دورات تدريبية أجراها المركز التربوي لــ 2080 أستاذ استهدفت تعميق معرفتهم باللغة العربية في القراءة المتوازنة، وإدخال إستخدامات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في العملية التعليمية التعلمية، تمكّنهم من تقديم شروحاتهم عبر الوسائل الرقمية المتنوعة.
وقالت : إن إجتماعنا اليوم، يأتي في إطار الإحتفالات المناطقية لتسليم الشهادات إلى أفراد الهيئة التعليمية الذين شاركوا في الدورات التدريبية ضمن مشروع كتابي 1، في إطار التعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتحت مظلة وزارة التربية والتعليم العالي بالشراكة مع المديرية العامة للتربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء.
اننا نهنئ الأساتذة والمعلمين الذين شاركوا في هذه الدورات. كما نهنئ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الممولِة للمشروع ونتوجه نحوها بالشكر والتقدير للجهود التي يبذلُها فريق عمل كتابي 1 والمديرية العامة للتربية والمركز التربوي على المتابعة الحثيثة والمستمرة كل بحسب مهامه ودوره في المشروع، لكي تأتي النتائج بحسب ما نتوخاه ونأمله، وذلك خدمة للأجيال التي توضع من أجلها المناهج ويسهر من أجلها المربون والتربويون والأهل، وتدعمُها الجهات المانحة الصديقة، لكي ننجح في إعداد أجيال فاعلة في محيطها متمكنة علمياً وثقافياً، تحترم القوانين والأنظمة، وتحترم الآخر من دون تمييز، كما والانفتاح على المجتمعات الدولية الأخرى، وتكون على إستعداد لخدمة الوطن والمجتمع.
وختمت الدكتورة عويجان: نشير إلى أنّ مهنة التّعليم عملية متشابكة تتطلّب الكثير من الإرادة والدّافعيّة للارتقاء إلى أعلى مستويات النّجاح في الممارسات التّربويّة. وكلّنا ثقة أنّه بتضافر جهود الجميع، سنوصل التّربية إلى برّ الأمان ونخرّج أجيالًا تحاكي العصر علماً وثقافة وانفتاحاً، وتحترم القيم الوطنية والروحية والاجتماعيّة، وتتمتّع بمواصفات ملمح المتعلّم اللّبناني الذي نريد. وإننا على استعداد للتعاون مع الجميع في هذه المهمة التربوية، التي نعتبرها من ضمن الجهد الوطني العام الذي نقوم به مع الشركاء التربويين للتعاون من أجل تربية قادرة على التغيير في مستقبل التعليم في لبنان نحو الأفضل والأرقى، محافظة على اللغة العربية الأم التي نسعى باستمرار إلى تكريسها لغة للتواصل والعمل، وعلى إبراز جاذبيها لكي تبقى أجيالُنا متصلة بتراثها اللغوي والأدبي والفني والإنساني.
أشكر معالي وزير التربية والتعليم العالي، على دعمه وتشجيعه المستمر،
أشكر مشروع كتابي على المهنية العالية التي يتمتعون بها،
اشكر الجهات المنظمة لهذا الحدث التّربويّ المتميّز وكل من ساهم بإنجاح هذا المشروع،
أشكر مدربي المركز التربوي للبحوث والإنماء للجهد الذي قاموا به لتدريب 2080 أستاذ، وجهاز الإرشاد الذي شارك بمتابعة هؤلاء الأساتذة، أشكر العائلة التربوية في المركز التربوي والمديرية العامة للتربية.
بالتربية نبني معاً، هذا هو شعارنا، هذه هي قناعتنا".