عقد المركز التربوي للبحوث والإنماء لقاءً موسعًا مع جميع المدرّبين، في إطار مشروع التدريب المستمر في لبنان، الذين يتولون تدريب أفراد الهيئة التعليمية والإدارية في الثانويّات والمدارس الرسميّة، وقد نظم اللقاء مكتب الإعداد والتدريب في المركز، وذلك للاحتفال بإنجازات مسيرة تحسين الجودة ومخرجاتها التي قام بها مكتب الإعداد والتدريب بالتعاون مع اليونيسف بدعم من الحكومة الكندية والاتحاد الأوروبي، وذلك للتخطيط للمرحلة المقبلة استنادًا إلى الحاجات المتنوعة للأساتذة والمعلّمين والإداريين.
وقد أشادت رئيسة مكتب الإعداد والتدريب رانيا غصوب مقلد بالالتزام الكامل من جانب المدربين، ما أسهم في تحقيق أهداف مسيرة تحسين الجودة رغم التحديّات وضيق الوقت. وأثنت على جهود كل من شارك بتحقيق جميع محاور نظريّة التغيير التي شكلّت الإطار العملي لمسيرة تحسين الجودة. وذكرت رئيسة مكتب الإعداد والتدريب المحاور الأساسيّة للعمل وهي: (1) وضع هندسة جديدة للتدريب بحسب المقاربة بالكفايات وتبنّي المفاهيم ونقل أثر التّعلّم (2) منهج تدريب المدرب استنادًا الى كفايات التدريب الأساسيّة واستجابة لحاجات مدريبي المركز التربوي التي رصدت بناء على دراسة ميدانيّة (3) منهج تدريبي للمعلّم المبتدئ في المهنة مُكوّن من 40 مقرّرًا تدريبيًا متدرّجًا على 8 مسارات تدريبيّة. والمحاور الخمسةُ للمقررات التّدريبية ترتكز على نظرية الأنشطة المهنيّة وهي: التّخطيط، والطّرائق، والعلاقات المهنيّة مع الهيئة الإداريّة والتّعليميّة، والعلاقات المهنيّة مع المتعلّمين، والتّقويم. ينفَّذ التّدريب على هذا المنهج في خلال سنتين على أساس 17 وحدة تعلّميّة لكلّ سنة كحدّ اقصى. تشكّل الوحدة التعلّمية 5 ساعات تدريب (4) دراسة ميدانيّة حول حاجات المدرّبين ال 200 في المركز التّربويّ، وإنتاج منهج تدريبي للمدرّب المبتدئ بالخدمة يراعي الاختلافات القائمة بين المدرّبين (5) معايير لجودة مراكز تدريب الرّاشدين بحسب دراسة شاملة. استبيان لتقييم معايير الجودة في كلّ مركز تدريب. استبيان لرصد موجودات مراكز التّدريب. تقييم 100% من مراكز التّدريب حول الجودة والموجودات مع تقدير كلفة ترميم كلّ دار ليراعي معايير الجودة (6) تطوير مرجع المركز التربوي للتدريب المستمرّ ويتضمن الأطر النظرية والسياسيّة التربويّة لجميع الأعمال التي نُفّذت ضمن مسيرة تحسين جودة التدريب واعتبرت أن التزام المدربين والاحتراف العالي للمسؤولات الفنيات في مراكز الموارد والجهود المبذولة من قبل مديري وموظفي دور المعلمين و المعلمات وموظفي مكتب الإعداد والتدريب، كما والتنسيق الكامل مع المديرية العامة للتربية والتفتيش التربوي، أسهموا في تحقيق الأهداف التربوية والمهنية للتدريب. كما أشادت بتفاعل المدرّبين الإيجابي مع المعلمين والإداريين، والمهنيّة العالية التي يتحلّى بها جهاز التدريب الموزع على مراكز الموارد في دور المعلمين والمعلمات في مناطق لبنان كافة، ولا سيما أن التدريب لسنة المدرسية 2018 – 2019 قد طاول نحو 26 ألف أستاذ ومعلم وإداري.
وأكّدت أن فريق العمل تمكّن من تطوير خدمات مشروع "موردي" وأشارت إلى أن مكتب الإعداد والتدريب تمكن من تطوير مهارات المدربين أنفسهم، من خلال مشروع F.A.R (Formation Action Recherche) كما تمكن الفريق من اختبار طرائق جديدة في التدريب، وقياس أثرها، إضافة إلى مشروع التدريب عن بعد.
من جهتها أكدت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان أن الجهد المبذول لإتمام منجزات مسيرة تحسين جودة التدريب يستحق التهنئة والتقدير خصوصًا وأن أثر الجهد يتوقع أن ينعكس إيجاباً في جودة التربية والقطاع التربوي في لبنان، وأشارت إلى أن ذلك يندرج ضمن منظومة العمل الفريقي، وشكرت كل من كل من أسهم من موقعه وبحسب مهّماته في إنجاح هذا المشروع، وأعلنت عن إصدار المرسوم المتعلق بإنشاء مراكز التدريب للمركز التربوي للبحوث والانماء في المناطق اللبنانية كافة وسيتم العمل الآن على تطوير هذه المراكز. واعتبرت أن التعاون المثمر بين فرقاء العائلة التربوية، والتنسيق المستمر فيما بينهم يؤسس لنهوض تربوي، ويعزز القدرات ويمهد للإنتقال نحو مرحلة جديدة مع المناهج المطورة، والتفاعلية، والانخراط الفاعل في التعليم الرقمي، ودائمًا ضمن سياسة تربوية يرعاها وزير التربية والتعليم العالي وتسهر على تنفيذها المؤسسات التربوية.
وعرضت منسّقة المشروع، مستشارة منظّمة اليونيسف في المركز التّربوي كلودين عزيز، الأعمال التي نفذّت ضمن المشاريع المختلفة التي واكبت مسيرة تحسين جودة التّدريب فتطّرقت إلى مشروع المدارس الدامجة الذي يطول ثلاثين مدرسة رسميّة حيث أسهم الاختصاصيون في المركز في وضع الإطار النظري والعملي للمشروع، كما وطوّر فريق العمل في التدريب المستمرّ بمساندة الخبراء 4 مقررات تدريبيّة وتم تدريب معلمي المدارس الدامجة ناهيك بتطوير 331 أداة رصد نمائيّة واكّاديميّة لدعم المعلّمين في استقصاء حاجات المتعّلمين وقدراتهم. كما وذكرت السيّدة عزيز مشروع التكنولوجيا في خدمة التعّلم الذي نفذ في تسع مدارس رسميّة بدعم من مؤسسة كلوني للعدالة ومنظّمة اليونيسف. فأثنت على الجهود التي بذلت لوضع إطار شامل للمشروع الذي يتماشى مع سياسة وزارة التربيّة ويراعي المعايير العالميّة. وقد تمّ من خلال هذا المشروع تجهيز المدارس التسع بالوسائل التكنولوجيّة من حواسيب وشبكات داخليّة إضافة إلى البرامج المسهّلة لإدارة التخطيط والتعليم. وكما تم وضع 4 مقررات تدريبيّة في سياق المشروع وتدريب الهيئة التعليميّة في المدارس المنخرطة في المشروع. وعدّدت كذلك مشروع حماية الطفل والتدريب على السيّاسة ذات الصلة كما واوضحت للحاضرين انّه تمّت مراعاة المواضيع المتقاطعة في التّربيّة كالدمج والمساواة بين الجنسين وحماية الطفل في جميع محاور العمل وضمن جميع المقررات ال 59 التي طُوِّرت. واخيرًا شكرت السيدة عزيز جميع الحاضرين على جهودهم وإيمانهم بالعمل وحرصهم على الجودة والاتقان.