في إطار التفاعل مع التوجهات التي أصدرها المركز التربوي للبحوث والإنماء إلى تلامذة المدارس، والمتعلقة بالتعبير عن ثقافتهم وتراثهم الوطني والإجتماعي، عن طريق جمع ما يرونه معبراً عن تراثهم ووضعه في علبة وإرسالها إلى تلامذة مدرسة أخرى، من أجل الإطلاع على تراث الآخرين في أي منطقة من لبنان، برزت مبادرة ملفتة ومعبرة، تجلت بقيام تلامذة مدرسة بير زيت من مدارس الأونروا التي تتولى تعليم التلامذة الفلسطينيين في لبنان، بإرسال حقيبة مطرزة يدوياً بأيدي التلامذة الفلسطينيين الذين إختاروا عشرة عناصر معبرة عن تراثهم وثقافتهم كالنقود التي تم تداولها في العهد العثماني ومن ثم في مرحلة الإنتداب الفرنسي وصولاً إلى النقود المتداولة راهناً، كما تضمنت معلومات وصوراً عن أماكن سياحية لبنانية وقصائد شعرية عن "بلدي لبنان" من تأليف التلامذة الفلسطينيين، إضافة إلى قطع حرفية مطرزة بأيديهم ومأكولات. وحملت الحقيبة من جهة علم لبنان ومن الجهة الثانية علم فلسطين.
وجاءت هذه الحقيبة عربون شكر من جانب التلامذة أنفسهم إلى رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان، تعبيراً عن تقديرهم لإحيائهم تراثهم وتبادله مع أقرانهم من مدارس أخرى، وتقديراً للحرص الذي يبديه المركز التربوي على الهويات الوطنية المعبرة عن التراث والثقافة والحياة الإجتماعية المشتركة.
وأكدت الدكتورة عويجان محبتها وتقديرها لهذه المبادرة التي لقيت أصداء إيجابية في هذه المدرسة وتلامذتها الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان ويعبرون عن خصوصيات هويتهم في ربوعه. ورأت أن الإنفتاح على الثقافات هي سبيل للتبادل ولإحياء التراث والهويات الوطنية وأكدت على أهمية عدم إهمال الثقافة الوطنية والشعبية لصالح أي ثقافة أجنبية خشية أن تتربى أجيال بكاملها على ثقافة لا تشبهها فتضيع الهويات الوطنية تدريجا.
وأجرت الدكتورة عويجان إتصالا بمديرة المدرسة السيدة فوزية زيدان وشكرتها على عنايتها بالأجيال الناشئة في مدارس الأونروا وبالإهتمام بالتراث والثروة الثقافية ، كما اتصلت بمدير الشؤون التربوية في الأونروا السيد سالم ديب وعبرت له عن التقدير للجهود التي يبذلها والتي أثمرت تجاوبا وتفاعلا غنيا وعميقا بمكنونات التراث والمحبة والتواصل ، وأمل الجانبان بالمزيد من التعاون حرصا على رفع مستوى التعليم وجودته وإغناء الحياة المدرسية بالثقافة والرقي الفكري.