عقدت في قصر الأونيسكو ورشة عمل متخصصة حول قياس مهارات القراءة الأساسية Egra وذلك ضمن مشروع "كتابي" الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والهادف إلى تحسين مخرجات التعلم وتوفير فرص متساوية للتلاميذ للإلتحاق بالمدارس الرسمية وتخفيف الضغط عن القطاع التربوي الناتج عن توافد التلامذة النازحين إلى المدارس الرسمية.
رعى الورشة وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده بمشاركة المدير العام للتربية فادي يرق، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان مديرة مشروع كتابي بوليت عساف، رئيسة مكتب الاعداد والتدريب الانسة رانيا غصوب، منسقة الهيئة الاكاديمية المشتركة السيدة رنا عبدالله، منسق الوحدات الفنية السيد باسم عيسى، رئيس مكتب التجهيزات الاستاذ جورج نهرا، رئيسة مكتب البحوث د.غيتا حنا، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، مديرة مشروع التعليم الشامل صونيا الخوري، ممثلة الوكالة الأميركية للتنمية زينة سلامة وممثلون عن جمعية AMIDEAST، ومؤسسة World Learning، ومجموعة أنا أقرأ ومؤسسة Management System International، وجمع من التربويين المتخصصين في الوزارة والمركز التربوي والمؤسسات الشريكة.
الوزير حماده:
وتحدث الوزير حماده فقال:
في أبحاثنا حول تحسين مخرجات التعلم، نعود دائماً إلى الأسس التي يبدأ معها التعليم، لكي نتتبع المتعلمين في المراحل الأولى أي مرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ونستخدم وسائل للقياس حول الحروف والأصوات والكلمات والطلاقة والفهم وغير ذلك من النقاط التي أرادها الباحثون التربويون.
وإنني بهذه المناسبة العلمية البحثية التي ترتدي شكل ورشة عمل علمية، أود أن أتوجه بالشكر إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على دعمها الوزارة في إنجاز مشروع كتابي بالتعاون مع الوزارة وشركاء معنيين مثل المديرية العامة للتربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء وجمعية أميديست ومؤسسة وورلد ليرنينغ World Learning وأنا أقرأ ومانجمت سيستمز إنترناشيونال MANAGEMENT systems international.
إن هذه الورشة هي الأولى بين أربع ورش عمل متتالية تهدف إلى التعاون بين جميع الشركاء وإتخاذ تدابير عملية لتحسين القرائية في المدارس الرسمية. وتشمل التلامذة اللبنانيين والنازحين، إذ أننا نفخر أمام العالم بأننا نقدم رسالة التعليم إلى جميع الأولاد لكي يكونوا محصنين ضد الجهل وبالتالي ضد الإنزلاق نحو أي إرهاب أو تطرف، ونضع بين أيديهم مهارات وكفايات تسمح لهم بالتقدم في الحياة وبناء وطنهم.
فالأهداف المتعددة التي نتطلع إليها تكمن في تظهير النجاحات المحققة لكل الإختبارات الوطنية والدولية ورفع مستوى جودة مخرجات التعليم التي تمكننا عبر تطوير مناهجنا وتحسين أداء المعلمين والمرشدين التربويين والمنسقين والمديرين، وبالتالي رفع مستوى النجاح التربوي الوطني والدولي.
إننا نشدد في كل مناسبة على التعاون والتناغم بين جميع مكونات العائلة التربوية، وندرك أن الحمل الملقى على كاهلهم ثقيل ويتطلب الوقت، غير أننا بدأنا في المكان الصحيح وسوف نتابع البناء على الركائز الصحيحة والناجحة.
إن كل تقدم يبدأ من الأساس ، وإن الأمر نفسه يصح في التربية ، ولم يعد من الجائز تحت أي مسوغ أن يبقى التعليم الأساسي يعاني التراجع لأسباب مختلفة أولها عدم إعداد أفراد الهيئة التعليمية في كلية التربية ، إضافة إلى غياب مرحلة الروضة عن مناطق عديدة في لبنان وهي المرحلة المؤهلة للتعليم الأساسي . لقد تغير الكثير مع افتتاح الروضات الجديدة المجهزة بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية ، كما تم إعداد معلمات الروضة وهذا الأمر سوف نجني ثماره في الأعوام المقبلة .
لقد عرض كل منكم منذ الصباح التفاصيل الفنية والملاحظات التي سوف نأخذها كلها في الإعتبار. وإنني أشكر الوكالة الأميركية على هبتها لدعم البرنامج وأقدر عالياً عمل الشركاء جميعا والمساهمة التي عبروا عنها كل في ميدانه ، وآمل أن تكون الورش المقبلة ناجحة ومنتجة مثل هذه الورشة بالذات ، وأن أكون معكم طوال الوقت ، على اعتبار أن ما تقومون به هو العمل الصائب والجاد والتربوي الذي نتطلع إليه.
كما أغتنم هذه المناسبة لتوجيه الشكر إلى سعادة سفيرة الولايات المتحدة عبر ممثلة الوكالة السيدة زينة سلامة وإلى كل طاقم السفارة وجميع العاملين من أجل رفع مستوى التعليم في لبنان.
عويجان:
ثم تحدثت رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان فقالت :
من المسلّم به أن يكون التقويم في المناهج جزءاً لا يتجزّأ من عمليّة التعليم والتعلّم، وأن يتّصف بمعايير تختلف باختلاف المواد والمراحل التعليميّة، وأن يبدأ في مرحلة الروضة والتعليم الأساسي.
ومن المسلّم به أيضا، أن لا يعتمد التقييم على العلامة مؤشرا وحيدا للحكم، بل على اكتساب المتعلّم للكفايات المتوقّعة على مستوى المعارف والمهارات والمواقف. وأن لا يكتفى بمرحلة القياس (التقييم) فقط، بل أن يتعداها للوصول الى التصويب والمعالجة من خلال برامج دعم هادفة ومكيّفة (التقويم).
ومن المسلّم به أيضا، أن يستخدم المعلّمون مجموعة واسعة ومتنوّعة من استراتيجيات التقويم لقياس مخرجات التعلّم، ولفهم ما تعلّمه المتعلّمون، ولتقديم توصيات ومقترحات اجرائيّة تسهم في التحسين والتطوير التربوي.
ان المركز التربوي للبحوث والانماء يعتبر أن التقويم هو عمليّة ناشطة وشاملة، تتطلّب استراتيجيات متنوّعة، وتعتمد على تقنيات متعددة، وعلى وضعيات تربويّة وحياتيّة تسهم في ادراك نقاط القوة ونقاط الضعف، وتصويب التدخّل التربوي من خلال نظام دعم دقيق لمعالجة الصعوبات وسد الثغرات، بهدف بناء التعلّم وتحقيق الكفايات وتحسين الآداء. وهذا بالتحديد ما عمل عليه المركز التربوي منذ سنوات من خلال اصدارات تربويّة ودورات تدريبيّة طالت أسس التقييم وأدواته كما وطالت مواضيع نظام الدعم المدرسي – لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكن زيارة الموقع الالكتروني للمركز التربوي (أسس التقييم ومبادئه 1999).
اننا نجتمع اليوم، في اطار سلسلة ورش عمل تندرج في إطار عمليات التقويم بدعوة كريمة من معالي وزير التربية والعليم العالي. وقد تابعنا مع المديرية العامة للتربية وتعاونا مع فريق عمل كتابي، كل بحسب مهامه العمل الدقيق الذي ينفذ في اطار هذا المشروع، ومع الشركاء الاخرين، كالوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وجمعية اميديست، ومؤسسةWorld Learning ومجموعة أنا أقرأ، ومؤسسة Management System International .
اننا اذ نثني على الأدوات التي وضعها مشروع كتابي بين أيدي التربويين بهدف قياس مهارات القراءة الأساسية للمتعلمين (لجهة السماع والصوتيات والطلاقة والمفردات والفهم القرائي) في الصفين الثاني والثالث الأساسي، نجد في مثل هذه الأدوات وسائل لمعرفة وفهم المستوى العام والمستويات الخاصة بكل متعلم لتصويب برنامج الدعم ورفع المستوى العام. اذ لا بد أن يبدأ التقويم مع تعليم وتعلّم اللغات وأصول الحساب والتواصل في مرحلة الروضة والتعليم الأساسي، وذلك لاكتشاف التعثّر والمشكلات كما واكتشاف الطاقات والاستعدادت ومعالجة القصور والصعوبات.
إن مناهجنا التربوية الجديدة سوف تتواكب مع أسس تقويم عامة وأدواة تقييم متنوّعة ووضعيات تقويم تراعي الذكاءات المتنوّعة والتعلّم المتمايز. وإن هذه الإختبارات التي نستعرضها اليوم هي نواة لما يمكن أن يكون عليه نظام التقويم الذي نأمل من خلاله تحقيق الغايات التربوية والاسترتيجيات الوطنيّة للمتعلمين كما للمعلمين وجميع العاملين في القطاع التربوي.
شكرا لتعاونكم، وبالتربية نبني معا .
يرق:
وتحدث المدير العام للتربية فادي يرق فأكد أن ورشة العمل هذه تأتي لإظهار كل النجاحات التي حققها التلامذة من خلال التعلم والتي يتم إختبارها بهدف أن يبلغ كل متعلم في لبنان القدرة على التعبير بأقصى إمكاناته. وأشار إلى أننا بصدد التوافق على رؤيةٍ موحدة لكي يحقق لبنان اهداف التنمية المستدامة من خلال تمكين المتعلمين من بلوغ التعليم بـالنوعية والجودة والذي يمكن للمدارس أن توفره لكل متعلم. وأكد أن التركيز هو على كل متعلم في كل صف وكل سنة دراسية للتحقق مما إذا كان قد أنجز الأهداف التربوية المحددة للمرحلة الدراسية التي أنهاها. واعتبر أننا لكي ننجح في إعداد متعلمين مجتهدين ولكي نتمكن من إعداد معلمين ناجحين في مهنتهم، فإننا نحتاج إلى وسائل دقيقة لقياس التعلم في الصفوف التي تسبق الإمتحانات الرسمية. وعدد يرق أنواع الإختبارات والإمتحانات الوطنية والإقليمية والدولية التي يشارك بها لبنان، ولفت إلى كيفية تحليل نتائجها واستخراج مؤشراتها في قياس التعلم وبناء السياسات التربوية على تلك المؤشرات.
عرض تقني:
شارك في تقديم العرض التّقني مجموعة من المتخصّصين. بدأت الجلسة الأولى مديرة مشروع "كتابي" السّيّدة بوليت عسّاف حيث عرضت نبذة عن المشروع وأهدافه من تحسين مخرجات القراءة باللغة العربية إلى توفير فرص متساوية للتّلامذة وإيجاد سبل التدخل الملائمة سيما وأنّ المشروع قد مضى عليه أربع سنوات وشمل قياس مهارات اللّغة العربيّة للصّفّين الثّاني والثّالث الأساسيّين . وتابعت في هذا الإطار مديرة المكوّن الأوّل خبيرة القراءة الدّكتورة إيفا كوزما حيث ركّزت في الأطر المرجعيّة لدراسة EGRA ضمن مشروع "كتابي" وعرضت منهجية التقويم التشخيصي والتكويني ثم تحدثت عن الطرائق الفضلى لتعليم اللغة العربية وعدّدت الموارد التربوية. وذكرت خبيرة البحث التّربوي الدّكتورة ربى رعيدي في الجلسة الثّانية من العرض نتائج دراسة EGRA وفاقًا لما ورد من أهداف في أسئلة الأداة.
أمّا في الجلسة الثّالثة الّتي تناولت مأسسة دراسة EGRA في المديرية العامّة للتّربية وفي المركز التّربويّ للبحوث والإنماء أشارت مسؤولة قسم اللّغة العربيّة وآدابها الآنسة سيدة الأحمر إلى دور المركز في مواكبة المشروع وركّزت في كلامها على ما قام به قسم اللّغة العربية وآدابها من المشاركة في ورش العمل التّحضيريّة وتكييف أداة EGRA وفاقًا للنّتائج والاطلاع على المحتوى التّربويّ والموارد الرّقميّة والورقيّة وإبداء الرأي في المضمون والتّعديل حيث تدعو الحاجة كما تمّت دراسة مواصفات المعدّات التّكنولوجيّة قبل إرسالها إلى المدارس، والمشاركة في ورش عمل تطوير مؤشّرات أوّليّة للأداء القرائي في الصّفّين الثّاني والثّالث. وفيما يتعلّق بدور مكتب الإعداد والتّدريب في المركز التّربوي الّذي ترأسه الآنسة رانيا غصوب فقد تمّت مواكبة الدّورات والعمل على ضمان حسن سير التّنفيذ وتسهيل التّواصل وتأمين أماكن التّدريب، هذا فضلًا عن إجراء العديد من اللّقاءات مع رؤساء مراكز الموارد والمدرّبين الّذين كُلّفوا بمهام التّدريب. وأنهت الآنسة سيدة الأحمر عرضها بذكر الخطوات المستقبليّة للمشروع حيث سيصار إلى الإفادة من مضمون المواد المعدّة ناهيك عن تطويرها لتطول مختلف الصّفوف والمواد في القطاعين العام والخاصّ.
وأكملت في هذا السّياق مديرة الإرشاد والتّوجيه الآنسة هيلدا الخوري مؤكّدة أنّ جهاز الإرشاد واكب جميع مراحل المشروع. واقترحت أن يتمّ العمل على وضع خطّة محكمة من أجل تأمين استمرارية المشروع والإفادة من نتائجه لتحسين عملية التعلم، وركزت في ضرورة جمع الأقطاب التربويّة لتوحيد رؤيةٍ لبلوغ هذا الهدف. ودعت إلى الإفادة من كل أنواع التقييم التي تمت سابقًا والتي شملت الإمتحانات الرسمية واختبارات Egra، Tims، و Pizza، من أجل تحسين عملية التعليم ووضع خطط مستقبلية. واقترحت دخول الاختبار الدولي المتعلق بالرياضيات Egma.
وأنهت عرض الجلسة الثّالثة رئيسة مكتب البحوث التربوية الدكتورة حيث شدّدت على ضرورة بناء قدرات العاملين في مكتب البحوث التربوية من أجل استخدام أدوات القياس وتكييفها واستخدام البرمجيات الخاصة بالأدوات المستخدمة في سياق المفاهيم الإحصائية، ومنهجية التقييم، ومنهجية التحقق من السمات السيكومترية ومنهجية تطوير الاختبارات. وتمت الإشارة إلى إشراك مكتب البحوث في تنفيذ المرحلة الثانية من خلال مواكبته تدريب فريق العمل الميداني على جمع البيانات إلكترونيًّا، والتحقق من المعلومات وكتابة التقرير النهائي الذي يتضمن تحليل الواقع وإجراء المقارنات واستخراج التوصيات. ناهيك عن إشراك الأقسام الأكاديميّة في المركز ومكتب الإعداد والتّدريب ومكتب التّجهيزات ومكتب الوحدات الفنّيّة في المشروع. وبناء عليه تمّ وضع خطط إستراتيجية تتضمن أهدافًا قريبة المدى مثال تكييف الآداء وتطوير برامج التدخل وما تشمله من موارد رقمية وورقية وتصويبها، وتدريب المعلمين على برامج التدخل، ووضع خطة عمل لمتابعة تنفيذ هذه الدراسة بطريقة دورية. إضافة إلى خطط إستراتيجية تتضمن أهدافًا متوسطة المدى مثال تطوير أدوات قياس مماثلة تشمل مواد تعليمية أخرى وفي حلقات تربوية أخرى على أن تتم الإفادة من هذه المنهجية في مشروع تطوير المناهج التربوية والمقاربات التعليمية.