المركز التربوي واليونيسف وجمعيتا حماية وسند لبنان
أطلقوا ثلاثة أنشطة في اليوم العالمي للإنترنت الآمن
ـــــــــــــــــــ
اطلق رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتكليف الأستاذ جورج نهرا ، وممثل منظمة اليونيسف في لبنان زمان الحاج حسن ، والمديرة التنفيذية لجمعية حماية لمى يزبك ، ومثل جمعية سند لبنان الدكتور نديم منصوري ، ثلاثة أنشطة في اليوم العالمي للإنترنت الآمن، عبر لقاء إفتراضي باستخدام تقنية التواصل عن بعد ، شارك فيه عدد من التربويين والمهتمين ، وتم في خلاله التركيز على أن العالم الرّقمي يجتاح بيوتنا، ويأسر أفئدتنا، ويسيطر على عقولنا، لما يحويه من موادّ دافعة لإدمان الإبحار في هذا العالم الواسع.
صوان :
بعد النشيد الوطني تحدثت منسقة مشروع الإنترنت الآمن في المركز التربوي غرايس صوان فقالت :
بحسب إحصاءات مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة: وردت بحقّ الأطفال 37 حالة استغلال جنسيّ وابتزاز، 24 حالة تشهير وقدح وذمّ، وحالة واحدة اغتصاب، وحالة واحدة تهديد بالخطف والقتل في العام 2016، أمّا في العام 2017 ففقد وردت 24 حالة استغلال جنسيّ وابتزاز، و11 حالة تشهير وقدح وذمّ، 4 حالات تهديد بالخطف والقتل. وارتفعت هذه الأرقامُ الى 172 جريمة معلوماتية بحق الأطفال سنة 2019 و176 جريمة معلوماتية سنة 2020.
وبعد جائحة كورونا الّتي فرضت التّعلّمَ والتوّاصلَ والعملَ عن بُعد فإنّنا نرى أطفالَنا ينغمسون أكثر فأكثر في العالم الافتراضيّ، ويتسمّرون يومًا بعد يوم لمدّة أطول أمام الأجهزة الذّكيّة الّتي باتت جزءًا لا يتجزّأ من حياتهم اليوميّة، وبما أنّ تنشئةَ المتعلّم ليصبحَ مواطنًا فاعلًا وصالحًا في مجتمعه هي جزءٌ من عملنا، والحرصَ على سلامة أطفالنا النّفسيّة والعقليّة والجسديّة واجبٌ وطنيّ يفرض نفسَه على الأهل والمؤسّسات التّربويّة والمربّين والمجتمع، كان لا بدّ من أن تتضافرَ جهودُنا جميعًا، كدولة ومؤسّسات خاصّة ومجتمع مدنيّ، لتوجيه الأطفال وتزويدِهم بمهارات تمكّنُهم من الإفادة القصوى من العالم الرّقميّ، وتحضرُّهم لمتطلّبات عصر الثّورة الرّقميّة، إضافة إلى توجيههم نحو الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.
وبناء عليه، وأمام هذه التّحدّيات الّتي يتعرّض لها يوميًّا أطفالُنا من كمّ المعلومات المغلوطة والأخبارِ المزيّفة والمواقعِ الوهميّة والخداع والقرصنة والتّحرّش الجنسيّ والمحتوى الإباحي والتّنمّر السّيبيرانيّ وخطابات الكراهية وألعاب الموت والإدمان وغيرِها ، فهل نرضى أن نبقى مكتوفي الأيدي لا حولَ لنا ولا قوّةَ أمام الأجهزة الذّكيّة الّتي تجتاحُ غرفَ بيوتنا وتحوّلُها إلى فنادقَ، ضيوفُها أولادُنا، هل نتركهم يدخلون في المجهول من دون حصانة أو رقابة؟ لذا، لا بدّ من أن تتحوّلَ هذه القضيّةُ إلى قضيّة وطنيّة مع خطّة ورؤية واضحة على الصّعيد الوطنيّ، لأنّ المبادراتِ الفرديّةِ غيرُ مستدامة. من هذا المنطلق، يجب نسج المواطنة الرقمية في المناهج على أن تكون ذات صلة بحياة المتعلمين اليوميّة ومدمجة في تعلمهم. يجب أن تبدأ التوعية في السنوات الأولى وتستمر طوال مسار حياتهم الدراسية عبر معالجة القضايا المناسبة لعمرهم.
من دون أن ننسى دور الاهل والمدرسة في مساعدة الأطفال ليصبحوا مواطنين صالحين في العالم الافتراضي كما هو الحال في العالم الواقعي و بمقاربة إيجابيّة ؛ لا شكّ أنّ أطفالنا سيرتكبون الأخطاء ، وتقع مسؤوليتنا في تحويل هذه الأخطاء إلى فرص للتعلم.
نهرا :
وتحدث رئيس المركز نهرا في اللقاء فقال :
على غفلةٍ من الزمنِ ومنَّا، اجتاحَ العالمُ الرّقميُّ حيواتِنا وبيوتَنا ويومياتِنا، وخلبَ ألبابَنا قبلَ أن يأسِرَ منَّا العقولَ بِما وضعَهُ في متناول أيدينا من موادّ متنوعةٍ، غنيةٍ، ومُيسَّرةٍ، جعلت كلًا منَّا، كبارًا وصغارًا، يُبحِر في هذا اليمِّ الواسعِ، الخفيِّ والساحرِ، سعيًا نحوَ مزيدٍ من معرفةٍ، أو بحثًا عن جديدٍ مِنْ كنوزِ هذا العالمِ الافتراضيِّ الشيِّق. وإنْ كانَ لمْ يَعُدْ ممكنًا تجاهلُ ضرورةِ الانترنتْ في عمليتيْ التعلُّمِ والتعليمِ، حيثُ لا يُخْفَى على أحَدٍ ما لَهُ مِنْ واضحِ التأثيرِ في تحسينِ العمليَّةِ التعليميَّةِ، وبخاصةٍ بعد شيوعِ استخدامِهِ كمصدرٍ رئيسٍ للمعلوماتِ للطالبِ والمعلِّمِ، إلا أنَّهُ أمامَ تَسَمُّرِ أطفالِنا لساعاتٍ طوالٍ أمامَ شاشاتِ أجهزتِهِمِ الذّكيّةِ، كثُرتِ المساعي لنشْرِ الوَعْيِ وتحفيزِ العملِ حولَ كيفيَّةِ مواجهةِ المخاطرِ التي يتعرَّضُ لها مستخدموِ الانترنتْ بشكلٍ عامٍّ والأطفالُ بشكلٍ خاصٍّ، على شبكةِ الانترنتْ، مِنْ مُضايقاتٍ، وتحرُّشٍ، وتنمُّرٍ، وعنفٍ، وسَرِقَةٍ، وانتِحالِ الشخصيَّة، وخِطابِ الكراهِية، وغيرِها مِنَ المشاكِلِ التي مِنْ شأنِها جَعْلُ الشبكةِ العنكبوتيَّة غَيْرَ آمِنةٍ.
تماشيًا مَعَ هذِهِ المعطياتِ، وبالنظر لِما لِموضوعِ سلامةِ استخدام الانترنتْ مِنْ أهميَّة على الصُّعُدِ كافةً، مِنْ انسانيَّة واجتماعيَّة وصُحيَّة وتربويَّة، وانسجامًا مَعَ السِّياسةِ التربويَّة التي بُنِيَتْ على أساسِها خُطَّةُ النهوضِ التربويِّ في لبنانَ، والتي تَعتبِرُ أنَّ التربيةَ وسلامةَ الطفلِ الجسديَّةَ والعقليَّةَ والنفسيَّةَ هما مسؤوليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الأسرةِ والمجتمعِ والدولةِ، وحيث إنَّ المركزَ التّربويّ للبحوثِ والإنماءِ يُعنى بالتّربيةِ وبتنشئَةِ أجيالٍ واعيةٍ، وبمناسبة اليوم العالميّ للإنترنت الآمن في التاسِعِ مِنْ شباط الجاري، الذي يتخذ لهذا العامَ شعارًا له "قُمْ بِدورِكَ منْ أجلِ انترنتْ أفضلَ"، فإنَّ المركزَ التربويُّ سيعمَدُ إلى تنفيذِ سلسلةٍ مِنَ الأنشطةِ ذاتِ الصلةِ في خلال شهر شباط، وستكونُ البدايةُ مَعَ إطلاقِ كتيِّبِ "أبطال الإنترنت" للفِئةِ العُمريَّةِ بينَ 9 و12 سنةً، بالشَّراكةِ معْ جمعيّةِ "حماية"، ومع "اليونيسيف"
يركّزُ هذا الكتيِّبُ الّذي سيكونُ رقميًّا تفاعليًّا في المدى القريبِ، بِفَضْلِ جمعيّةِ "سند لبنان"، على مقارَبَةِ العالَمِ الرّقميِّ بوعيٍ وإيجابيَّةٍ، حيثُ يقومُ كلُّ متعلّمٍ بتنفيذِ الأنشِطَةِ الواردةِ فيهِ بشكلٍ مستقلٍّ، ويتعرّفُ مِنْ طريقِها إلى العالَمِ الرّقميِّ، وكيفيّةِ التّواصُلِ الآمِنِ، بحيثُ يُدْرِكُ أثرَ الإساءَةِ عبرَ الإنترنتْ، وما تتسبَّبُ بِهِ الفيروساتُ للأجهزةِ الذّكيَّةِ، ناهيكَ عنْ تأثيرِ أساليبِ الخداعِ في الآخرينَ، فضلًا عَنْ إدمانِ الألعابِ الإلكترونيَّةِ. وسيتعلَّمُ أيضًا أدبيَّاتِ استخدامِ الانترنتْ، وكيف يُحسِنُ طريقةَ التعاملِ مع المدوَّناتِ أوِ الشبكاتِ الاجتماعيَّةِ، أيْ كيفَ يكونُ على وعيٍ تامٍ بما يكتُبُهُ على مواقِعِ المدرسةِ على الشبكةِ العنكبوتيةِ، وكيف لا يعرِضُ صورًا تُعرِّفُ بِهِ بالإسمِ، لأنَّ كلَّ ما يَكتُبُهُ في الانترنتْ قدْ يُستخدَمُ ضدَّهُ، وكيفَ لا يَعرِضُ صوَرَ الآخرينَ دون إذنِهِمْ. وَسيقرأُ أيضًا قِصّةَ "الإنترنتْ وكورونا" ويُنفِّذُ سِلْسِلَةً مِنَ الأنشطَة التّقيميّة. ولِلعِلمِ، سَيكُونُ هناكَ رابطٌ يُتيحُ تَحميلَ الكُتيِّبِ مجّانًا، موجودٌ على موقعِ المركزِ www.crdp.org/internetsafety وعلى موقعِ حماية الالكتروني www.himaya.org/internetsafety
ومِنَ الأنشطةِ أيضًا، لمناسبَةِ اليومِ العالميِّ للإنترنتْ الآمِنِ، إطلاقُ مُسابقةِ أَبطالِ الإنترنتْ، بالتَّعاوُنِ مَعْ "حماية" و "سَنَد لبنان" و "شبكةِ التحوُّلِ الرّقميِّ، للمُقيمينَ في لبنانَ من الفِئتينِ العُمرِيَّتينِ الآتيتيْنِ (9 و 12 سنة، 13 و 17 سنة). وسيَتناولُ الموضوعُ الذي يستهدِفُ الفئةَ العمريَّةَ الأولى احترامَ الذّاتِ والآخرِ على الإنترنتْ، أمّا الموضوعُ الخاصُّ بالفئةِ العمريَّةِ الثّانيةِ، فَسَيَتَرَكِّزُ في إدارةِ السّمعةِ الرّقميّةِ. وسيتوجَّبُ مِنْ كلِّ مشترِكٍ أنْ يقدِّمَ عملًا واحدًا على الأكثر في أَحَدِ المجالاتِ الآتية: مُعلَّقَة (poster) رَسْمٌ، أو فيديو قصيرٌ مِنْ دقيقتينِ كحدٍّ أقصى، وبإحدى اللّغاتِ، العربيّةِ أوِ الإنكليزيّةِ أوِ الفرنسيّةِ، على أنْ يَحترِمَ العملُ المقدَّمُ حقوقَ الملكيّةِ الفكريّةِ، وإلّا اعتُبرَ ملغًى، وأنْ لا يكونَ قدْ سبقَ لهُ وفازَ في أيِّ مسابقةٍ أخرى.
ولأنَّ المركزَ التربويَّ يؤمِنُ أنَّ التربيةَ وسلامةَ الطفلِ الجسديَّةَ والعقليَّةَ والنفسيَّةَ هما مسؤوليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الأسرةِ والمجتمعِ والدولةِ، فلقدْ صمَّمَ نشاطًا مميّزًا أيضًا في هذا الشهرِ، إذ يُنظِّمُ ندوةٍ بِعُنوان: «معًا نَحوَ إنترنتْ آمنٍ» يومَ الأربعاء الواقعِ فيه 10 شباط 2021، عبرَ تطبيقِ مايكروسوفتْ تيمزْ، في تمامِ السّاعةِ الرّابعةِ والنّصفِ منْ بعدِ الظّهرِ، بالتّعاونِ مع قوى الأمنِ الداخليِّ، وجمعيَّةِ "حماية"، وشبكةِ التّحوّلِ الرّقميِّ، وتجمّعِ أساتذةِ الفيزياءِ في لبنانَ، القصْدُ مِنْها تَشارُكُ الخُبُراتِ النظريَّةِ والعمليَّةٍ بينَ أهلِ المعرفةِ والاختصاصِ في هذا المجالِ، توصلًا لِنشرِ الوعيِ اللازمِ في الوقتِ الراهنِ الذي أصبحَ فيه الانترنت – في ظِلِّ جائِحةِ كورونا وما فرضَتْهُ منِ انقطاعٍ عنِ الحياةِ الطبيعيةِ والواقعيةِ – السبيلَ الأوحَدَ للتواصلِ مَعَ الآخرينَ وللتعلُّمِ.
وتركِّزُ هذه النّدوةُ في المواطَنَةِ الرّقميّةِ، ومبادراتُ المركزِ التّربويِّ في التّوعيةِ على الاستخدامِ الآمِنِ والمسؤولِ للإنترنتْ. كما أنّها تسلِّطُ الضّوءَ على جرائمِ المعلوماتيّةِ الأكثرَ شيوعًا الّتي يتعرَّضُ لها المعلِّمونَ والتلّاميذُ في لبنانَ، وعلى الإرشاداتِ والمحاذيرِ في ما يتعلَّقُ بالتّطبيقاتِ وتقنيّاتِ حمايَةِ الخصوصيَّةِ والبياناتِ، بالإضافةِ إلى الحديثِ عن تأثيرِ التّعاطي طويلِ الأمدِ مَعَ الشّاشَةِ في البُعْدِ الاجتماعيِّ، وكيفيّةِ أنسَنَتِهِ، وهذا فضلًا عن استعراضِ تطبيقاتٍ وتقنياتٍ لتعزيزِ التّفاعُلِ في أثناءِ عمليَّةِ التّعلُّمِ مِنْ بُعْدٍ. ويُمْكِنُ لأيِّ مهتمٍّ المشاركةُ في هذِهِ الندوةِ عبرَ متابَعةِ نقلها مباشرةً على فايسبوك، أو عبرَ التسجيلِ مِنْ خلالِ رابِطٍ وُضِعَ لهَذِهِ الغايةِ على صفحاتِ المركزِ التربويِّ للبحوثِ والإنماءِ.
إنَّ المركزَ التربويَّ، وبِحُكْمِ المهامِ التي أنيطتْ بِهِ، لا وَلنْ يأْلُوَ جهدًا في سبيلِ اتخاذِ إجراءاتٍ مِنْ شأنِها حمايةُ أبنائِنا من مخاطرِ الاستخدامِ غيرِ المدروسِ للشبكة العنكبوتية، وسَيَسْعَى على الدوامِ لتدعيمِ الخطواتِ الوقائيةِ في هذا المجال، إلا أنَّ التحديَ الأكبرَ الماثلَ أمامَهُ اليومَ، في ظِلِّ هذهِ الظروفِ القاسيةِ والمتسارعةِ في آثارِها والمستحكمةِ في نتائِجِها يكمُنُ في عمليةِ تطويرِ المنهجِ، وذلكَ لِتَساويها في الأهميَّةِ معْ عمليةِ بناءِ المنهجِ الذي تمَّ تركُهُ للأسفِ، لفترةٍ دونَ القيامِ بإدخالِ ما يلزَمُ مِنْ تعديلاتٍ عليْهِ، فأصابَهُ ما نراهُ مِنْ جُمودٍ لامَسَ حدَّ التخلُّفِ عنِ الاستِجابةِ للضغوطِ كالإنفجارِ المعرفيِّ وضرورةِ الإعتمادِ بشكلٍ أساسيٍّ على أدواتِ الإتصالِ الحديثةِ ووسائلِهِ، وإدخالِ مجموعةٍ مِنَ التعديلاتِ والتطوراتِ في مكوِّناتِهِ وعناصرِهِ المختلِفَةِ بحيثُ يصبحُ أكثرَ قدرةً على مواجهةِ التحدّياتِ والمستجدّاتِ في شتى المجالاتِ، فتطويرُ المنهجِ ينعكسُ، إذا ما تمَّ بطريقةٍ علميَّةٍ ومدروسةٍ، على شرائحِ المجتمعِ كافةً ومؤسساتِهِ بِصورةٍ ايجابيةٍ. وباتَ البحثُ اليومَ ينصبُّ بشكلٍ مُلِحٍّ، تحتِ وطأةِ ما استجدَّ على عمليتيْ التعليمِ والتعلُّمِ، وفي ظلِّ التطوراتِ المتسارعةِ في هذا العصرِ الرقميِّ، على كيفيَّةِ الانتقالِ السلسِ في المناهِجِ اللبنانيةِ، وبالسرعةِ المطلوبةِ، إلى التعلُّمِ والتعليمِ الرقميينِ، وإلى المُواطَنَةِ الرقميَّةِ وانعكاسِ صفاتِها ومميزاتِها في ملمحِ المتعلِّمِ/المتخرِّجِ اللبنانيِّ لأنها باتتْ ضرورةً وجزءًا لا يتجزأُ من حياتِهِ، كمَا مِن حياتِنا اليوميةِ، في هذا العصرِ الرقميِّ، وشرطًا من شروطِ نجاحِهِ في الحياةِ العمليَّةِ المقبلةِ في ظلِّ الثورةِ الرقمية المشهودةِ. ولذلكَ، يصبِحُ القضاءُ على الأميةِ الرقميَّةِ إحدى الكفاياتِ الرئيسةِ التي سيتِمُّ إدراجُها في المناهجِ التعليميةِ المنتظرةِ التي يسعى المركزُ التربويُّ لتحقيقِها ويصبحُ لا بدَّ مِنْ تزويدِ المتعلِّمِ بالكفاياتِ الرقميةِ ويكونُ تمكينُهُ منها أحدَ معاييرِ فاعليةِ هذهِ المناهجِ وجدْواها.
في ختامِ هذهِ الكلمةِ، لا بدَّ مِنْ توجيهِ جزيلِ الشكرِ لكلِّ الحضورِ، وعلى وجهِ الخصوصِ :
– معالي وزيرِ التربيةِ والتعليمِ العالي، الدكتور طارق المجذوب.
– الشركاءُ في الأنشطةِ التي أطلقَها أو سيُطلِقُها المركزُ التربويُّ للبحوثِ والإنماءِ في خلالِ شهرِ شباطَ الجاري، وهُمْ:
➢ اليونيسف المُشارِكةُ في تقديمِ التمويلِ للتصميمِ الفنيِّ لكتيِّبِ "سلامة الأطفال على الانترنت" ولطباعةِ عددٍ مِنَ النُّسخِ للاطلاقةِ الترويجيَّةِ لهُ،
➢ جمعيةُ "سند لبنان" التي ستتولى تحويلَ كتيب "سلامة الأطفال على الانترنت" إلى كتابٍ رقميٍّ تفاعليٍّ،
➢ جمعيةُ "حماية"، شريكةُ المركزِ التربويَّ الأساسيةُ في الأنشطةِ المذكورةِ كافةً: المسابقةُ، الندوةُ الالكترونيةُ (Webinar) وكتيِّبُ "سلامة الأطفال..."
– رئيسةُ قسمِ المعلوماتيةِ التربويةِ، الأستاذةُ غريس صوَّان، منسّقةُ مشروعِ سلامةِ الأطفالِ على الإنترنتْ ومقدّمةُ الحفلِ،
– فريقُ المركزِ الذي ساهَمَ في الدعمِ التربويِّ والفنيِّ للمشروعِ: السيداتُ والسادةُ جيهان بركات، سيدة الأحمر، ربيكا الحداد، كارمن شبيب، لور عيسى، رين الحايك، بيار الحداد، مصطفى السكرية وسيلين أبي خليلِ.
حماية :
ثم تحدثت المديرة التنفيذية لجمعية حماية لمى يزبك فقالت :
منذ انطلاقتها، اعتادت جمعية حماية وفي شهر شباط من كل عام على إطلاق حملة تستهدف الأطفال والمراهقين وذويهم بعنوان "السلامة على الإنترنت". هذا العام، وفي ظل ظروف إنتشار وباء كورونا، أصبحت الإنترنت وسيلة التواصل الأكثر شيوعاً إذا لم نقل الوحيدة على صعيد العالم أجمع. لهذا السبب، استجمعنا كل الجهود والإمكانيات الموجودة لدينا، بالشراكة مع المركز التربوي للبحوث والإنماء ومنظمة اليونيسف، لتسليط الضوء أكثر على الإستخدام الآمن للإنترنت والمخاطر المحيطة به، من خلال إطلاق كتيّب “ابطال الإنترنت” اليوم، والذي سيكون بمتناول جميع الأطفال على الأراضي اللبنانية. نستطيع القول انه السهل الممتنع الذي يمكِّن الأطفال وذويهم من التّعلم أكثر والإطلاع أكثر على وسائل وطرق الإستعمال الآمن للإنترنت، والتي يبدو اننا يوماً بعد يوم تصبح حاجة أكثر من ملحة للإستمرار بالحياة.
سند لبنان :
وتحدث بعد ذلك ممثل جمعية سند لبنان الدكتور نديم منصوري فقال :
تنعقد نسخة هذا العام من اليوم العالمى للإنترنت الآمن يوم 09 شباط/ فبراير فى جميع أنحاء العالم، تحت شعار "معاً من أجل إنترنت أفضل" كدعوة لجميع أصحاب المصلحة للانضمام معاً والقيام بدور من أجل تهيئة إنترنت أفضل للجميع، خاصةً بالنسبة للمستخدمين الصغار.
وقد حرصت جمعية سند لبنان منذ اطلاقها مشروع "دعم المدرسة الرسمية"، على تأمين كل الفرص والامكانات التي تؤدي إلى جيل قادر متمكن ومتفاعل مع التكنولوجية الرقمية بطريقة رشيدة. حيث أن اكتساب معايير المواطنة الرقمية والوصول إلى مجتمع المعرفة المنشود، لن يتحقق دون تظافر الجهود والتعاون الدائم.
كما تثمن جمعية سند لبنان الجهود التي يبذلها المركز التربوي للبحوث والانماء، ولا سيما في مجال اعداد المناهج التفاعلية، والتوعية والتدريب...، وفي رقمنة الكتاب المدرسي وغيرها من الخطوات التي تعزز التعليم الرقمي.
كما تعرب جمعية سند لبنان عن سعادتها للمشاركة في المسابقة التي يجريها المركز التربوي لتعزيز التوعية بين الأطفال، ولتحفيزهم على الاستخدام الآمن للإنترنت. كما أن الجمعية على أتم الاستعداد للتعاون بهذا الصدد في تحويل "كُتيبات سلامة الأطفال" من ورقية إلى تفاعلية لتصل إلى أكبر عدد من الأطفال ولتعميم الفائدة بينهم، ونحرص على استمرار هذا التعاون مع جميع المؤسسات الرائدة في لبنان تحقيقاً لأهدافنا المشتركة في خدمة الإنسان وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما تقترح جمعية سند لبنان تفعيل التشريعات المرتبطة بحماية الأطفال والشباب عبر الانترنت ومتابعتها مع اللجان النيابية المختصة للوصول إلى إطار قانوني رادع لكل المخالفين والعابثين بأمن أطفالنا. ونحن على استعداد للعب دور فعال في هذا المجال. كما ندعو إلى تكثيف الجهود في التواصل والتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وخصوصاً "المجلس الأعلى للطفولة" لتشكيل "اللجنة الوطنية المعنية بالاستخدام الآمن للانترنت للأطفال" بهدف توحيد وتنسيق الجهود المبذولة فى هذا الصدد، وذلك من منطلق أن مسؤولية مجتمع الإنترنت تقع على عاتق الجميع، وسعياً لتوفير أفضل السبل لحماية الأسر ووقاية الأطفال من الاستغلال بكافة أشكاله والحفاظ على خصوصية المستخدمين.
ختاماً نشكر المركز التربوي للبحوث والانماء على هذا اللقاء المثمر وعلى هذه النشاطات الهادفة التي تؤكد على دور المركز في بناء الإنسان. معاً نحقق الأهداف، معاً نبني.
اليونيسف :
وتحدثت أيضا ممثلة منظمة اليونيسف زمان الحاج حسن فقالت :
اليوم نلتقي في أوقات غريبة، لكننا محظوظون أننا في عصر التكنولوجياالرقمية حيث لا يزال بإمكاننا إيجاد شكل ما للنتفاعل ونتواصل. بالنيابة عن اليونيسف وفريق حماية الطفل ، أقدم لكم هذه الرسالة.
منذ ما يقرب 70 عامًا ، كانت حماية الأطفال من العنف وسوء المعاملة والإهمال والاستغلال وحماية النساء والفتيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي أمرًا محوريًا في العمل الذي تقوم به اليونيسف جنبًا إلى جنب مع الدولة البنانية و الوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني في لبنان ، حيث كانت منظمة حماية منهم.
نعترف جميعًا ،و للأسف ، بأن العنف ضد الفتيان والفتيات منتشر في كل مكان ... في الشوارع والمدارس والملاعب وفي منازلهم الآمنة. اليوم في عصر التكنولوجيا ، ندرك أن الإنترنت أيضًا يمكن أن يكون مكانًا آخر يمكن أن يتعرض فيه الأطفال للعنف ؛ خاصة حيث أصبح الإنترنت والتكنولوجيا الأداة الوحيدة للطلاب و الطالبات للتواصل مع اساتذتهم ، واكتساب معارف ومهارات جديدة ولترفيه عن أنفسهمم و انفسهن.
ولأننا معًا نؤمن بأن حماية الصبيان والبنات ودعمهم يبدأ بتزويدهم بالمعلومات والمهارات ومواصلة دعم مقدمي الرعاية(اي الأهل) والمجتمعات. نأمل أن يكون هذا الكتيب ابطال الإنترنت اليوم هو الأداة المطلوبة للجميع لمساعدتهم على اكتساب المزيد من السلوكيات الوقائية و الحمائية.
أخيرًا ، شكراً لكل من شارك في هذا المشروع وعلى جهودكم و جهودكن في إنشاء هذا الكتيب أبطال الأنترنت.