في إطار المسار المشترك الذي رسمه كل من المركز التربوي للبحوث والإنماء والهيئة اللبنانية للتاريخ والذي يهدف إلى وضع رؤية تربوية متجدّدة مشتركة للعلوم الإنسانيَّة في شكل عام ولتعليم التاريخ بشكل خاص، تمّ عقد ورشة مشتركة شارك فيها أعضاء من الهيئة الأكاديمية في المركز التربوي ومن الهيئة اللبنانية للتاريخ في أوتيل سيتيا في الأشرفية – بيروت.
وقد دار التفكير المشترك والنقاش حول مادة التاريخ بكونها علمًا إنسانيًا قائمًا بحدّ ذاته له منهجيته وعناصره المترابطة والمتدرجة ومنظومته التي تحتّم علينا أن لا نتعامل معه في المدرسة من الآن فصاعدًا على أنه قصّة أو رواية يتمّ تحفيظها للطلالب بصفتهم متلقين غير متفاعلين. بل يجب أن يكونوا مساهمين في بناء معرفتهم التاريخية وفي صقل ملامحهم وكفاياتهم المعرفية والحياتية. وعليه، ذهب المجتمعون لاعتبار هذه المادة وسيلة لكي نجعل من الطالب "مؤرخًا صغيرًا" يتمتع بكل كفايات المؤرّخ، تمامًا كما هو الحال في باقي المواد حيث يتمّ تحضير الطالب ليكون فيزيائيًا أو كيميائيًأ أو أديبًا أو شاعرًا أو مهندسًا صغيرًا.
كما وشدّد المجتمعون على أن التحديّات الموجودة ليست بالقليلة ولا السهلة، إنما هناك الكثير أيضًا من الإمكانات التي يمكن أن نجدها في عدد من القرارات والسياسات التي تفتح أفاقًا مهمة لتطوير تعليم التاريخ والمواد الأخرى كما ولتطوير أسس التقويم.
وقد أنهى المجتمعون ورشتهم الأولى برغبة في استمرار هذه السلسلة التي ستكون حلقتها الثانية في السابع من كانون الأول 2022، وحلقتها الثالثة في 18 كانون الثاني 2023 لاستكمال التفكير المشترك بهدف صياغة ورقة الرؤية التربوية المتجدّدة وطرحها ونقاشها مع كل المعنيّين بالشأن التربوي في لبنان.