أطلق وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي،ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق مشروع ثينك تانك البحث والابتكار التربوي الوطني ، وذلك في احتفال أقيم في مطبعة المركز التربوي – سن الفيل في حضور المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر ، الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية البروفسورة تامارا الزين ، وممثلة السفارة الفرنسية سيسيل سان مارتان، ومديرة مكتب الوزير رمزة جابر ،ورؤساء الوحدات الإدارية في الوزارة والمركز التربوي ، ورؤساء جامعات وعمداء كليات التربية في الجامعات الخاصة وممثلون عن المنظمات الدولية والجهات والوكالات المانحة وجمع من الخبراء والباحثين التربويين .
بعد النشيد الوطني وتقديم من رئيس قسم الفلسفة في المركز التربوي الدكتور بسام بو غوش ، تحدثت رئيسة المركز التربوي البروفسورة هيام إسحق فقالت :
يحمل هذا اليوم وعودًا كبيرة للمركز التربوي للبحوث والإنماء، وللورشة التربويّة القائمة في البلاد، إذ نفتح اليوم معًا باب البحوث على مصراعيه لخدمة النّهوض التربوي في لبنان، هذا النّهوض الذي يقودُه بكل فخرٍ واعتزاز معالي وزير التربية الدكتور عباس الحلبي، وتنضوي من أجل تحقيقِه المديريات العامّة في الوزارة والمركز التربوي والجامعة اللّبنانيّة والجامعات الخاصّة الشريكة، بالتعاون والشراكة مع منظّمات الأمم المتّحدة والجهات والدول والوكالات المانحة، على اعتبار ان النّهوض التربوي انطلق من مجموعة من الدّراسات والبحوث، وسوف يتابع مسارَه التصاعُدي مستندًا إلى الدراسات والبحوث التي تصحح المسار، وتبني تطلعات المستقبل وتحمي التطوير المستمر .
فالمركز التربوي للبحوث والإنماء يحتاج منذ فترة طويلة إلى تعزيز مكتب البحوث التربويّة فيه، بالباحثين والفنيّين الّذين خسرهم على مدى السنوات، بالانتقال إلى الجامعات، أو ببلوغ السنّ القانونيّة لنهاية الخدمة أو بالوفاة، وهذا المشروع الذي يحمل عنوان " ثينك تانك البحث والابتكار التربوي الوطني"، يأتي ليملأ هذه الثغرة ويعطي للبحوث التربويّة زخمًا جديدًا.
أضافت : على الرغم من الاعتداءات الإسرائيليّة الغاشمة الّتي تسحق غزّة بشرًا وحجرًا، وتوزّع قذائفَها وصواريخَها على قُرانا ومُدُنِنا الحبيبة في الجنوب، فإنّنا على الوعد بالتزام الروزنامة التي حدّدناها بتوجيهاتكم، لجهّة إنجاز الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي والقراءة النّهائيّة للأوراق المساندة له من منظار الجودة، وسوف نعلن اليوم وبرعايتكم الكريمة البدء باستقطاب الموارد البشريّة المتخصّصة لوضع مناهج المواد الدراسيّة للسنوات كافّة، وذلك بعدما عرضنا مع المديريّة العامّة للتربية عيّنة تجريبيّة أوليّة للمناهج المجدّدة .
اليوم، ننطلق من هذا الثينك تانك إلى العمل مع شبكةٍ من الباحثينَ والخبراء في مجال التربية، لتوليد أفكار واستراتيجيات مُبتكرة، ستمكّن المركز التربوي من وضع السياسات التربويّة العامّة واستشراف التحوّلات التربويّة ورفعها إلى وزارة التربية، وبالتالي لعب دور حاسم في النّهوض التربوي في لبنان.
وقد نصّت منظومة المشروع على التشبيك مع المؤسّسات المعنيّة بمجال البحث التربوي وتحفيز التفاعل مع صناع السياسات التربويّة، وإنشاء شبكة ديناميكية من الشركاء الباحثين المحلّيين والعالميّين، على أن يتم إيجاد مصادر تمويل للأبحاث ذات الأولويّة من داخل المركز التربوي ومن خارجه، وترجمة نتائج الأبحاث المنفّذة إلى توصيات عمليّة لوزارة التربية، وإنشاء مِنصّة تفاعليّة خاصّة بالثينك تانك على صفحة المركز التربوي.
وقالت : في المرحلة الراهنة الّتي فرضت نفسها على الأسرة التربويّة، كنا نعمل بصورة مكثّفة ويوميّة على ثلاثة دراسات رئيسة هي التسرّب والرّسوب، تعويض الفاقد التعليمي، وواقع المدارس الدامجة، وسيقوم الزملاء بعرض نتائجها بعد إطلاق الثينك تانك.
إنّنا إذ نستفيد من كل رأي بناء يضيف مدماكا إلى المسار الذي نعمل عليه بكل إخلاص، تحت رعاية وزير الإنجازات، عنيت معالي الوزير الحلبي الّذي سوف ينصفه التاريخ مجدّدًا في الزمن المستحيل، مترفعًا فوق كلّ الصغائر، همّه وهاجسه أن تبقى التربية رافعة وطنيّة، وأن يبقى لبنان وطن العلم والثقافة والريادة والانفتاح على ثقافات العالم، وأن تبقى أجيالُنا حاملة هذه العلامة الفارقة.
واغتنم الفرصة لتوجيه الشكر إلى الوكالة الجامعيّة للفرنكوفونيّةAUF ، والوكالة الفرنسيّة للتنمية AFD، على المساعدة في وضع فكرة المشروع منذ بداياته والشّكر أيضًا وإلى البنك الدولي وإلى منسق مشروع S2R2 في المركز التربوي للبحوث والإنماء الذي يموّل حاليًّا المشاريع البحثيّة عبر القرض المخصّص لأغراض التربية.
وأخيرًا أرحّب بانضمام الباحثين التربويين إلى عائلة المركز التربوي للبحوث والإنماء،
البروفيسورة إيمان خليل رئيسة مركز الدراسات والأبحاث التربوية في كلية التربية-الجامعة اللبنانية،
البروفيسور صوما أبو جودة مستشار رئيس الجامعة الأميركية في بيروت،
البروفيسور فادي الحاج مندوب رئيس الجامعة اليسوعية للتطوير المهني والتدريب المستمر،
البروفيسور أنطوان قطار مستشار رئيسة المركز التربوي من Expertise France،
الدكتورة إيمان عباس مديرة برنامج المنح في المجلس الوطني للبحوث العلمية،
الدكتورة غيتا حنا رئيسة مركز البحوث في المركز التربوي،
السيّدة رمزة جابر ممثّلة مكتب معالي وزير التربية والهيئة الوطنيّة للأونسكو،
الدكتورة جورجيا الهاشم ممثّلة المديريّة العامّة للتربية،
السيدة أنستازيا الأيّا، من المركز التربوي للبحوث والإنماء.
الوزير الحلبي :
ثم تحدث الوزير الحلبي فقال :
يفرح النفس أن نلتقي هذه المجموعة من الباحثين والتربويين المميزين ، فلبنان حقق تمايزه نتيجة للكفاءات التي يحتضنها ، وانا سعيد بلقاء هذه النخبة للتفكّر معا في ما يحسّن نظامن التربوي ويرفع كفاءة البحث العلمي .
فعندما دخلت إلى الوزارة ولاحظت المخالفات والإرتكابات وإلى اين يمكن أن تأحذنا من انحدارات خصوصا في التعليم العالي في ظل عدم وجود مدير عام متفرغ لهذه المسؤوليات ، قررت ان نعيد التنظيم ونعيد السمعة الجيدة للتعليم العالي وهذا ما نقوم به راهنا من ورشة في هذا القطاع .
اما لجهة الورشة التي نحن بصدد إطلاقها اليوم فإننا من خلال هذا المشروع البحثي نعيد الإعتبار لدور المركز التربوي للبحوث والإنماء ، إذ أنه ليس إدارة عادية بل هو مركز بحثي إنمائي ، وهذا هو دوره الطبيعي الذي نص عليه قانون إنشائه منذ العام 1971 .
إن دورنا يتجلى بأن ننفتح على كل الكفاءات ، لأننا ليس لدينا مشكلة مع الآخر ، إنما ربما تكون لدى الآخر مشكلة معنا . فأهلا وسهلا بكل أصحاب الكفاءات لكي نفيد من معارفهم من اجل خدمة أجيالنا وننجح في محاكاة العصر التكنولوجي المتسارع وعصر الذكاء الإصطناعي .
علينا ألا ننتظر انتهاء النزاعات والحروب إذ أننا في بقعة جغرافية تتجدد فيها النزاعات كل فترة ، ونحن لا يمكننا الإنتظار ، لذا نعمل بعكس السير فيكون التصويب علينا لأننا نعمل بجودة عالية ، ونختار العناصر المناسبة والموارد البشرية المتميزة للمراكز المناسبة لطاقاتها .
إن الإتكال عليكم لأن الوزراء يأتون لفترة ويذهبون ، إنما انتم أهل التربية الباقون في القطاع والقائمون على تطويره باستمرار .
واود ان أذكركم بهذا البيت من الشعر للكبير سعيد عقل ، الذي يصف وضعنا وعدم انتظار زوال الأخطار لكي نعمل وننتج ، إذ قال :
" من خطر نمضي إلى خطر ما هم نحن خلقنا بيتنا الخطر "
بعد ذلك عرفت الباحثة إيمان خليل بالمشروع واهدافه وهيكلياته ودوره في توجيه البحوث التربوية التي تلبي احتياجات السياسات التعليمية وتحسن جودتها ، والتشبيك مع المؤسسات المعنية . كما عرض عدد من الباحثين نماذج عن البحوث التربوية المتعلقة بالتنمية المستدامة . ثم عرض الباحثون نتائج دراسات الفقدان التعليمي ، والرسوب والتسرب ، وواقع المدارس الدامجة ، وتم عرض أرقام واستنتاجات ومؤشرات في كل دراسة وميدان .