حتّى المواطنية ما تبقى مصطلح... المرحلة الأولى من سلسلة توجهات المركز التربوي المنطلقة من سمات المتعلم اللبناني في إطار المناهج الجديدة
أطلق المركز التربوي للبحوث والإنماء المرحلة الأولى من حملة "حتى المواطنية ما تبقى مصطلح" تستند إلى شعاره: "وبالتربية نبني معًا"، والتي تتضمن إثنتي عشرة رسالة توجيهية، غنية بالمضامين التي تحمل توجهات وطنية وتربوية عامة، مستوحاة من مشروع تطوير المناهج التربوية، وبصورة خاصة من سمات المتعلم اللبناني الذي يسعى المركز التربوي من خلال المناهج التربوية ونظام التعليم إلى إعداد المتعلمين على أساسها.
واعتبرت رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان أن هذه التوجهات العامة هي بمثابة ركائز ومحاور للبناء التربوي والوطني وترسيخ قيم المواطنة في الحياة اليومية، والتي تؤكد إيمان المركز التربوي بالمواطنية الفاعلة وبالشراكة الفعلية بين كافة شرائح المجتمع وبين القطاعين العام والخاص. هذه المحاور التي بدأ المركز بنشرها على وسائل التواصل التابعة له، سيستمر بنشرها والعمل على تفعيلها بهدف ان لا تبقى المواطنية مصطلحا.
حمل المحور الأول عنوان: "بتحمل المسؤولية نبني معًا"، والذي يتم من خلاله التركيز على تأهيل المتعلمين للتخطيط بموضوعية، والتصرف بمسؤولية، والتحلي بالمسؤولية تجاه المجتمع، والإسهام في التغيير الإيجابي، والحفاظ على الأمانة في أداء المهام والقيام بالواجبات. كما يتضمن دعوة المتعلم الى السعي المستمر لتقديم إسهامات إبداعية، والى التحرر من الأنانية، وإلى تعزيز المبادرة الفردية، وسلوك عادات الاستهلاك الرشيد والمتوازن، والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفي ما يتعلق بالمحور الثاني الذي يحمل عنوان:"بالديمقراطية المسؤولة نبني معًا"، أشارت الدكتورة عويجان إلى أن سمات المتعلم اللبناني ركزت على ترسيخ الإيمان بلبنان وطنًا للحرية والدّيمقراطية، وشدّدت على أهمية تنمية الشعور بالولاء للوطن، والمشاركة الفاعلة في كل ما يعزز هذا الولاء، ولفتت إلى أولوية صون الحريات العامة وفي مقدمتها التعبير المسؤول، واحترام استقلال الفكر، والتشديد على احترام الآخر والاعتراف به. وأشارت إلى أهمية العمل على نبذ التطرف ونبذ التنمر.
وعن المحور الثالث الذي حمل عنوان: "بالتعاطف والتضامن نبني معًا"، أشارت رئيسة المركز التربوي إلى التوجهات الواقعة في إطاره وأبرزها مناصرة الحقوق، ونجدة المحتاج، والعمل على فهم المشاكل والمشاعر والأفكار لدى الآخرين، وعرض المساعدة من أجل حلها. ولفتت إلى أهمية التطوع الواعي ورفض العنف والتطرف في الحياة والتعاطي، وسلوك طرق دعم الآخر والاهتمام به، وبناء جسور التواصل والحوار ورفض التقوق.
أما المحور الرابع فحمل عنوان: "بالمساءلة البناءة نبني معًا"، وقد أشارت الدكتورة عويجان إلى أن منطلقات المساءلة هي اعتماد الشفافية والصدقية والجرأة الواعية في سلوك هذا الطريق، والتعاطي مع الأمور بموضوعية من أجل الوصول إلى المحاسبة البناءة، ولفتت إلى أهمية رفض الفساد، والتحرر من المحسوبيات على تنوعها، وتحمل المسؤولية، والمطالبة بالحقوق بالموازاة مع معرفة الواجبات.
وفي المحور الخامس الذي حمل عنوان: "بالتفاعل الإيجابي نبني معًا"، ركزت الدكتورة عويجان على بناء الثقة، وتعزيز الوعي الجماعي، والتحرر من الفوقية، وأشارت إلى أهمية احترام القدرات وتثمين المبادرات، وبناء العلاقات الإيجابية والتواصل الإيجابي، وإدارة دينامية التفاعل بين أفراد المجتمع، والاعتراف بالآخر كمرتكز أساس للعيش معا، وتطوير التشريعات لتواكب تطور الحياة.
أما في المحور السادس الذي حمل عنوان: "بالتفكير الناقد نبني معًا"، فقد أكّدت رئيسة المركز التربوي على مقاومة الجهل، وعلى فهم الواقع وتحليل الظواهر السائدة في المجتمع بكل موضوعية، وضرورة البحث عن الحقائق، واعتماد النقد البناء، وتقدير نتائج السياسات والقرارات، واعتماد التخطيط المسؤول.
وكشفت الدكتورة عويجان أن العناوين الستة الباقية يتم نشرها مع مضامينها وتفاصيلها تباعا، ودّعت المتعلمين إلى سلوك المسار الذي ترسمه هذه الحملة من أجل تعزيز الالتزام بالقيم والقوانين والأنظمة، وإعداد جيل مثقف ومندفع نحو الخدمة الوطنية والاجتماعية، بكل وعي ومسؤولية .