أعلن المركز التّربويّ للبحوث والإنماء عن إطلاق منصّة التّعليم الرّقميّDigital Learning Initiative
للتعليم العام ما قبل الجامعي، لدعم خطّة التّعلّم عن بُعد الّتي أطلقها وزير التّربية والتّعليم العالي الدكتور طارق المجذوب والّتي تعمل المدارس الرّسميّة والخاصّة أيضًا على مواكبتها قدر المستطاع.
وأشار المركز التّربويّ أنّ هناك عدّة عناصر تربويّة وتقنيّة ضروريّة لنجاح عمليّة التّعلّم عن بُعد وإتاحتها لأكبر شريحة ممكنة من المعلّمين والمتعلّمين. والرّكن الأساس لذلك يتمحور حول المحتوى الرّقميّ التّفاعليّ المتّسم بالمعايير الدّوليّة للتّعلّم الإلكترونيّ، والمنسجم مع عناصر المنهج اللّبنانيّ، والّذي يتضمّن شرح موضوع أو مهارة معيّنة، وتقديم تمارين تطبيقيّة، ومتابعة تغذية راجعة مباشرة، بهدف تعميق اكتساب المتعلّم للكفاية المطلوبة ومتابعة أداءه في أيّ وقت وأيّ مكان وأيّ زمان، مع قدرة المعلّم على مواكبة تقدّم طلّابه وتقديم الدّعم اللّازم لهم في إطار بيئة تعليميّة-تعلّمية متطوّرة. ويتكامل ذلك مع توفير الأدوات الإلكترونيّة اللّازمة لتمكين المتعلّمين والمعلّمين من إنتاج وتشارك الموارد التّربويّة ضمن منظومة تعاونيّة محفّزة.
في هذا الإطار، تؤمّن الصّفوف الافتراضيّة للمتعلمين، المزيد من الشّرح والنّقاش وحل التمارين والمسائل. غير أن اقتصار التّعلّم عن بعد على الصّفوف الافتراضيّة يؤدّي الى زيادة الضّغط والمسؤوليّة على المعلّمين، لتحضير المادّة المناسبة للصّفّ الافتراضيّ، وتجميع موارد إلكترونيّة داعمة في شبه غياب محتوى رقميّ تفاعليّ للمنهج اللّبنانيّ، وهو ما يعمل المركز التربوي على تطويره في خلال السّنة الحاليّة. بناء عليه، أعلن المركز التّربويّ منذ البداية، بأنّ مبادرته للتّعلّم عن بُعد، تقوم على تعزيز ما تمّ إطلاقه من منصّة للصّفوف الافتراضيّة ومن دروس تلفزيونيّة مسجّلة، وبالتّوازي مع جهود تأمين إنترنت مجّاني.
مبادرة التّعلّم الرّقميّ هي منصّة متطوّرة متكاملة وفريدة من نوعها في لبنان. توفّر بيئة متطوّرة للتّعلّم الرّقميّ اللّامتزامن، والمتوافر للمتعلّمين والمعلّمين والأهل في أيّ وقت. تتضمّن هذه البيئة مكتبة رقميّة غنيّة، ونظامًا متطوّرًا لإدارة التّعلّم وتقديم الفروض والواجبات ومتابعة تطوّر الطّلّاب وتعلّمهم، إضافة إلى تطبيقات للعمل والإنتاج التّعاونيّ، ناهيك عن الصّفّ الافتراضيّ وإعادة مشاهدة البثّ التّلفزيونيّ المسجّل. بحيث يستطيع المتعلّم أو المعلّم الوصول إلى كلّ تلك الخدمات بمجرّد التّسجيل في المنصّة الأساسيّة لمبادرة التّعلّم الرّقميّ.
وتتضمّن المكتبة الرّقميّة الّتي تمّ تطويرها، دروسًا وموارد رقميّة تفاعليّة، من أهمّ المصادر العالميّة والمحلّيّة، حيث قام فريق كبير من خبراء المركز بتشبيك أكثر من 3000 درس ومورد رقميّ تفاعليّ مع مواضيع موادّ المنهج اللّبنانيّ من صفوف الرّوضة حتّى الثّانوي الثّالث، بخاصّة لموادّ العلوم والرّياضيّات. كما تمّ وصل هذه المكتبة بعدد من المكتبات المشابهة في لبنان والعالم، لتوفير بيئة غنيّة وآمنة، ولتأمين مصادر التّعلّم الموثوقة بشكل سهل وعالي المستوى. حيث يستطيع المعلّم أو المتعلّم اختيار الصّفّ والمادّة والفصل التّعليمي للوصول إلى الدّروس بحسب لغة التّدريس المخصّصة للمادّة. هذه الدّروس مشروحة بشكل تفاعليّ شيّق، يعمّق فهم الموضوع ويعزّز كفايات التّفكير العليا والتّعلّم الذّاتيّ والبحث العلميّ. من المكتبات العالميّة والمحليّة نذكر على سبيل المثال لا الحصر: Learnetic، Edumedia، ABCmouse، Tabshoura، Britannica، Rosetta Stone، Amazon Audible، ReadingIQ، Khan Academy، مدرسة، درسك، Coursera، edX، Future Learn، ِAutodesk، Habib Publishers. تعتبر هذه المكتبة الأولى من نوعها في لبنان وهي تحت التّطوير المستمرّ لتلبّي حاجات المجتمع التّربويّ.
استضافت هذه المنصّة أيضًا مجموعة من الدّروس التلفزيونيّة المسجّلة لصفوف الشّهادات أنتجها المركز التّربويّ وبثّت عبر تلفزيون لبنان بشكل أسبوعيّ، بهدف الوصول إلى الطّلّاب الّذين ليس لديهم الأجهزة المناسبة أو الاشتراك اللّازم بخدمة الإنترنت. هذه الدّروس القصيرة، يستطيع المعلّم أو المتعلّم الوصول إليها من خلال اختيار الشّهادة والمادّة والفصل التّعليميّ وبحسب لغة التّدريس الخاصّة للمادّة.
يستطيع المعلم الاستعانة بالدّروس المسجّلة والموارد الرّقميّة التّفاعليّة المتوافرة في المكتبة الرّقميّة لاستخدامها خلال تقديمه للصّفوف الافتراضيّة الّتي عملت وزارة التّربية على توفيره بالتّعاون مع شركة مايكروسفت من خلال تطبيق MS Teams وOffice365. كما يستطيع المعلّم تحديد عدد منها من خلال نظام ادارة التعلّم mCourserlb كفروض وواجبات لطلّابه، يقومون بالتّفاعل معها وبتحضيرها قبل أو بعد الصّفّ الافتراضيّ، وبمتابعة تطوّر وتفاعل الطّلّاب بشكل دائم، بحيث يزوّد المعلّم بتقارير تفصيليّة حول ذلك، مما يبقيه على بيّنة من أداء طلّابه، مع امكانية عدم الحاجة إلى تصحيح الفروض والواجبات يدوياً، الّتي يصحّحها نظام إدارة التّعلّم تلقائيًّا.
وإضافة إلى المكتبة الرّقميّة، والدّروس التّلفزيونية المسجلة، ونظام إدارة التّعلّم، والولوج الى الصفوف الافتراضية ، تقدّم المنصة الجديدة لمبادرة التّعلّم الرّقميّ تطبيقات عدّة للعمل والإنتاج التّعاونيّ، من خلال منصّة G Suite خاصّة بالمركز التّربويّ من شركة غوغل. وتشتمل على مروحة واسعة من التّطبيقات، مربوطة بنظام الصّفوف الافتراضيّة. ويمكن من خلالها إنتاج جميع أنواع المستندات وحفظها ومشاركتها مع الآخرين.
كما تتيح المنصّة التّسجيل للأهل، لمتابعة تطوّر أبنائهم ومساعدتهم في التّأقلم مع هذا النّمط الجديد من التّعلّم، الّذي فرضته أزمة الكورونا الحاليّة. علمًا أنّ وزارة التربية والمركز التّربويّ أعلنا أكثر من مرة أن هدف هذا النّوع من التّعلّم ليس استبدال التّعليم المدرسي بالكامل، بل توفير بيئة ووسائل حديثة لإبقاء اكبر عدد ممكن من الطّلّاب في جوّ الدّراسة، إلى حين انتهاء الأزمة وعودتهم إلى مدارسهم. وبالرّغم ذلك، فقد تمّ تصميم المنصّة الحاليّة لتكون مصدرًا أساسيًّا لدعم العمليّة التّعليميّة-التعلّميّة في المستقبل حتّى بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها، من ضمن خطّة المركز التّربويّ لتطوير المناهج الجديدة على أسس حديثة واستخدام التّكنولوجيا بشكل فعّال لرفد وتطوير المنظومة التّربويّة بشكل عام.
طريقة الإستخدام، لقد تضمّن تطوير هذه المنصّة الجديدة وربطها بكل هذه الخدمات، الكثير من الجهد البرمجي المتطور، بحسب المعايير العالميّة لتعزيز تجربة المستخدم وتسهيل وصوله الى الموارد التي يريدها والتفاعل معها بشكل ممتع وميسّر وفعّال. لذلك، يستطيع الطّلّاب المسجلّون في أيّ من المدارس اللّبنانيّة الرّسميّة أو الخاصّة، أو المعلّمون في هذه المدارس، 1)أن يختاروا مدرستهم، 2)صفّهم، 3)اسمهم، لتتعرّف إليهم قاعدة البيانات الرّسميّة للمنصّة. ويصار مباشرة الى إنشاء حساب خاصّ للطّالب أو المعلّم، على المنصّة وعلى جميع المنصّات المرتبطة بها بشكل تلقائيّ، بحيث يتمّ تسجيلهم في نظام إدارة التّعلّم، وخلق حساب خاصّ لهم على غوغل، يوفّر لهم جميع خدمات العمل والإنتاج التّعاونيّ. كما يستطيعون الوصول بشكل تلقائيّ إلى جميع الدّروس والموارد المشبّكة مع المنهاج اللّبنانيّ، وعدد من المكتبات الدّوليّة التّفاعليّة من دون الحاجة للتّسجيل أو الدّخول اليدويّ. فتوفّر تاليًا هذه الخدمات الخمسة بيئة تفاعليّة غنية للطّلّاب والمعلّمين وجميع الزائرين، بأقلّ جهد ممكن، حتّى يتفرّغوا بشكل مريح وفعّال للعمليّة التّعلّمية-التعليمية، آخذين بعين الاعتبار الظّروف الصّعبة الّتي يعانيها المجتمع اللبناني. آملين في المستقبل القريب أن توسّع مروحة المشاركة لتطال كافة المتعلّمين من خلال تأمين إنترنت وتجهيزات الكترونية مناسبة.
فالتعلّم هو حقّ للجميع، وهو مبني على مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. "وبالتربية نبني معاّ".
ويمكن الوصول إلى منصّة مبادرة التّعلّم الرّقميّ على العنوان التّالي:
29-4-2020