المركز التربوي نظم لقاء حواريًا مع مدير التعليم في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية OECD الدكتور أندرياس شلايخر
نظّم المركز التربوي للبحوث والإنماء بدعوة من رئيسته الدكتورة ندى عويجان، لقاء حواريًا هو الأول من نوعه، يوم 28-2-2020 مع مدير التعليم في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية OECD الدكتور أندرياس شلايخر andreas Schleicher في مبنى المطبعة في سن الفيل، في حضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب، النائبين نقولا صحناوي وعدنان طرابلسي وممثلين عن وزراء ونواب، المدير العام للتربية فادي يرق، مدير المجلس الثقافي البريطاني دايفيد نوكس، عميدة كلية التربية الدكتورة تيريز الهاشم ، ممثلون مؤسسات تربوية وجامعية، الدكتورة وفاء قطب والسيدة بوليت عساف من مشروع كتابي، ورئيس شبكة التحول الرقمي الأستاذ ربيع بعلبكي .
وحضر من عائلة المركز التربوي المدير الإداري الأستاذ شربل مسلم، منسّقة الهيئة الأكاديمية المشتركة الأستاذة رنا عبدالله، رئيسة مكتب الإعداد والتدريب رانيا غصوب، رئيسة مكتب البحوث التربوية الدكتورة غيتا حنا، رئيس مكتب التجهيزات والوسائل التربوية الأستاذ جورج نهرا، منسّق الوحدات الفنيّة السيد باسم عيسى وجمع من التربويين وممثلي قطاعات سوق العمل .
بعد النشيد الوطني، تحدث خبير تطوير المناهج في المركز التربوي الدكتور ميلاد السبعلي فأشار إلى ضرورة إعداد اجيالنا لتكون جاهزة للعمل واستخدام التكنولوجيا التي لم تخترع بعد ولحل مشاكل لم تحدث بعد. ولا بد من ربط التنمية الاقتصادية ودخول عصر المعرفة بتهيئة الرأسمال البشري الجاهز والمدرب.
ولفت إلى ان وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء يعملان لإعداد جيل للمدى المتوسط والمدى البعيد يكون قادرًا على التكيف مع التحولات التكنولوجية.
الدكتورة عويجان :
وألقت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان كلمة في بداية اللقاء قالت فيها: "
اختبار ال Pisa (Programme for International Student Assessment هو دراسة عالميّة هدفها قياس أداء الأنظمة التّربويّة. تُشرف على هذا الاختبار منظّمة التّعاون والتّنمية الاقتصاديّة OECD، يُجرى كلّ ثلاثة أعوام في 70 دولة مشاركة. ويطال المتعلّمين البالغين 15عامًا والّذين هم على وشك إتمام تعليمهم العام أو المهنيّ أو الانخراط في سوق العمل.
يقيس هذا الاختبار قدرة المتعلّمين على حلّ المشكلات والدّفاع عن المواقف المرتبطة بالواقع المعيوش، من خلال استخدام المعارف والمهارات المكتسبة في موادّ القراءة والعلوم والرّياضيات ولا سيّما كفايات ومهارات التّفكير العليا والتّفكير النّاقد والمبدع. من هنا تساعد اختبارات ال Pisa في مقارنة مستويات المتعلّمين في العالم، وتكشف أوجه الضّعف لديهم، وتساعد الدّول في الاستفادة من تجارب الدّول المتفوّقة.
في المستوى اللّبنانيّ، صدرت منذ أشهر قليلة نتائج اختبار2018 Pisa، وحلّ لبنان في مراكز متأخّرة، وهذا يعود إلى أسباب عدّة أهمّها :
- اختيار العيّنة من قبل المنظّمة بطريقة يمكن أن تكون غير ممثّلة،
- تخلّف بعض المدارس المتميّزةِ بأدائِها العالي عن إجراء الاختبار،
- التّحضير المحدود للمتعلّمين لهذه المقاربة ولا سيّما في طرح الأسئلة وفي متطلّبات الإجابة،
- عدم تثمين المشاركة الجدّية والفاعلة لهذا الاختبار من قبل المتعلّمين والمعلّمين والمدارس،
- التّصحيح الصّارم الّذي كان يقوم به المصحّحون في لبنان،
- بعض الاختلاف في المواضيع وفي مقاربة طرح الأسئلة بين المنهج اللّبناني ومنهج ال Pisa.
هذه الأمور جميعها لم تمنع 57 مدرسة لبنانيّة من تخطّي المعدّل العالميّ لدول OECD، ولم تمنع 73 متعلّمًا لبنانيًّا من التّحلّي بآداء عالي المستوى، وهنا نشير إلى أنّهم سيكرّمون غدًا.
وفي هذا الإطار، ولمعالجة هذا الوضع، وبهدف تطوير نتائج أداء كامل المنظومة التّعليميّة ولرفع اسم لبنان عاليًا بين الدّول، باشر المركز التّربويّ بخطة وطنيّة للتّطوير قريبة المدى تقوم على أربعة أسس:
- نشر الوعي حول الاختبار ومدى أهمّيّته،
- العمل على تطوير البيئة التّعليميّة والبنى التّحتيّة،
- العمل على التّطوير المهنيّ للمعلّمين في المدارس،
- العمل على تحفيز المتعلّمين على المشاركة الفاعلة ليقدّموا أحسن ما لديهم في مستوى الأداء، في روح تنافسيّة إيجابيّة وشعور وطنيّ جامع لإيصال لبنان إلى أعلى المراكز.
تواكب هذه الإجراءات خطّة متوسّطة المدى وتطال تطوير المناهج الوطنيّة.
ونلفت إلى أنّ المركز التّربويّ أطلق منذ شهر مشروع تطوير مناهج التّعليم العامّ الّذي يطمح إلى بناءُ شخصيّةٍ متوازنةٍ ومتكاملة لمواطنٍ متعلّمٍ سعيدٍ فاعلٍ ومنتج، مع التّحلّي بالقيمِ الوطنيّةِ والإنسانيّةِ والاجتماعيّة والبيئيّة والاقتصاديّة. كما يطمح هذا المشروع إلى تنميةِ مهاراتِ التّفكيرِ النّاقدِ والتّواصُلِ والإبداعِ، وترسيخِ الشّفافيّةِ والمصداقيّةِ والمسؤوليّةِ، وتنميةِ مهاراتِ التّخطيطِ والبحثِ والنّقدِ والتّحليلِ واتّخاذِ القرارِ، وتعزيزِ كفاياتِ المواطِنيّةِ الفاعلةِ الحرّةِ والواعيةِ، ومقاومةِ كلِّ أنواعِ الظّلْمِ والفسادِ، تلبية لحاجاتِ المجتمعِ وسوقِ العملِ، والتّركيز في ربط التّعلّمِ بالحياةِ وبمهاراتِ القرنِ الواحدِ والعشرينَ مع ضمان الانفتاح على العالم وعلى أهداف التّنمية المستدامة. ونحن الآن بصدد الاستفادة من الخبرات النّاجحة كلّها لتحقيق هذه الغاية.
أخيرًا وليس آخرًا، أكرّر التّرحيب بجميع الحاضرين وأشكر ضيفنا الدّكتور أندرياس شلايخر على اهتمامه بالمركز التّربويّ وتخصيصه بحلقات حوار متنوّعة. كما أخصّ بالشّكر الدّكتور ميلاد السّبعلي، خبير المناهج في المركز وصاحب المبادرة في دعوة الدّكتور شلايخر، الّذي سعى جاهدًا مع فريق العمل في المركز التّربويّ لإتمام هذه الزّيارة بنجاح. وبالتّربية نبني معًا.
الوزير المجذوب:
ثم القى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب كلمة قال فيها:" من المسَلَّم أن يكون التّقويم في المناهج جزءًا لا يتجزّأ من عمليّة التّعليم والتّعلّم،
ومن المسَلَّم أيضًا، أن لا يُعتمد الحفظ والاختبار الكتابيّ كمؤشّر وحيد للحكم، وأن لا يُكتفى بمرحلة القياس فقط، بل الوصول إلى التّصويب والمعالجة من خلال برامج دعم هادفة.
ومن المسلّم أيضًا، أن يستخدم المعلّمون مروحة واسعة ومتنوّعة من إستراتيجيّات التّعليم والتّعلّم والتّقويم لفهم ما تعلّمه المتعلّمون ولقياس مخرجات التّعلّم، واقتراح برنامج التّدخّل الهادف والإجراءات اللّازمة للتحسين والتّطوير التّربويّ.
تقوم منظّمة التّعاون والتّنمية الاقتصاديّة OECD بتنفيذ اختبار ال PISA الّذي يقيس جودة الأنظمة التّعليميّة في بلدان مختلفة. ويساعد هذا الاختبار في مقارنة مستويات المتعلّمين في العالم، كما يكشف أوجه الضّعف لديهم، ويساعد الدّول في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الدّول المتفوّقة.
اسمحوا لي أن أرحّب بمدير التّعليم والمهارات في منظّمة OECD الدّكتور أندرياس شلايخر، الشّخصيّة العالميّة في مجال التّطوير التّعلّمي وربطه بالتّنمية المستدامة وتطوّر النّظم الاقتصاديّة، وأن أحيّي اهتمامه بموضوع التّربية في لبنان وأشيد بزيارته المركز التّربويّ للبحوث والإنماء على مدى يومين، وإحيائه ثلاث حلقات نقاش: الأولى اليوم، مع أصحاب القرار حول فرص العمل في عصر اقتصاد المعرفة لجيل جديد قادر على الابتكار والإبداع والرّيادة، والثّانية مع المتعلّمين حول أهمّيّة الPISA والتّجربة الدّوليّة المشابهة للواقع اللّبناني من حيث نتائج امتحان الPISA. أمّا الثّالثة فهي مع القيادات التّعليمية والتّربويّة حول الPISA كأداة لتحديث المناهج وتحقيق تحوّل نموذجيّ في التّعليم والتّعلّم.
في نتائج اختبار2018 Pisa ، حلّ لبنان في مراكز متأخّرة، وهذا ما دفعنا إلى دعم الخطّة الوطنيّة للتّطوير والاستجابة الّتي دعا إليها المركز التّربويّ للبحوث والإنماء والّتي تطاول محاور ومستويات مختلفة تتعلّق بخدمات المدارس اللّوجستيّة والبنى التّحتيّة للتّحوّل إلى اختبارPISA الإلكترونيّ، إضافة إلى نشر الوعي حول أهمّيّة الاختبار. وتطاول أيضًا تهيئة المتعلّمين وتدريبهم على نوع الأسئلة وهيكليّة الاختبار والتّركيز في مهارات التّفكير العليا والتّفكير النّقدي والإبداعيّ، والتّحليل المنطقيّ، والتّعبير الصّحيح، وحلّ المشاكل غير المألوفة، إضافة إلى تدريب المعلّمين لتطوير أساليبهم التّعليميّة. وأخيرًا، الاستفادة من نتائج وملاحظات الاختبار لمصلحة عمليّة تطوير المناهج الجديدة.
إنّ اهتمامنا بالدّور المحوريّ والإستراتيجيّ الّذي تؤدّيه المؤسّسات التّربويّة في تهيئة جيل جديد يمتلك الكفايات والمهارات المطلوبة والكفيلة بإحدات نقلة نوعيّة، يدفعنا إلى توحيد الجهود وبناء الشّراكات الفعّالة والنّشطة في المستوى الدّاخليّ مع الوزارات والمؤسّسات المعنيّة مرافقة لدعم واهتمام الأهل والمجتمع، وفي المستوى الخارجيّ الإقليميّ والدّوليّ للارتقاء بالمنظومة التّربويّة ورفع مستوى لبنان لبلوغ مركز رياديّ في المستويين العربيّ والعالميّ.
شلايخر :
وتحدث الدكتور شلايخر فعرض على الشاشة دراسة حول فرص العمل في عصر اقتصاد المعرفة أشار فيها إلى التوجه نحو إعداد جيل جديد قادر على الإبتكار والإبداع والريادة ، كما تحدث عن أهمية اختبار PISA في تنمية وقياس المهارات المعاصرة . وقال :
منذ اربعة عقود كانت اسواق العمل متسامحة بدون تعليم جيد ، واستفقنا ولم يعد ذلك ممكناً. الآن نريد مهارات واعدة على الصعيدين الإجتماعي والإقتصاد بالمهارات نفسها.
واليوم أريد أن أقدم لكم امثلة عن بلدان واعدة. فكولومبيا التي كانت تمزقها الحروب لم يصدق احد انها سوف تصبح في المقدمة ، وكذلك فيتنام فإن احدا لم يتوقع انها ستجتهد لتصبح بالمعدل الأوروبي، والمثل نفسه ينطبق على الصين ففي المقاطعات الشرقية في الصين لما صدق احد ان هذه المقاطعات ستتمتع بمعدلات الولايات المتحدة.
احياناً كأولياء أمور نكون جزءاً من المشكلة ، فنتوتر عندما نعاين اموراً لا نفهمها، ولكننا بهذه الطريقة لن نكتسب فرصة التعلم من اولادنا ومعهم . علينا التطلع نحو تعليم يؤدي إلى نتائح أفضل مع تطور سوق العمل ، واعتقد ان حكومة تكنوقراط في لبنان تقدم فرصة لرؤية افضل من حكومة السياسيين، وإن البيزا هي وسيلة تتيح لنا رؤية نتائج الداء التعليمي لأجزاء كبيرة من العالم ، وهي في كل مرة يزيد عدد الول التي تنضم إليها بنحو 18دولة .
في المدرسة كنا نقرأ نصاً مطبوعاً في كتاب وافقت عليه الحكومة ، وكنا نعود إلى القواميس كمراجع ، اما اليوم فنذهب إلى غوغل ولا احد يقول لنا من هو صحيح.
القرائية لم تعد حول الحصول على المعلومات بل حول بناء المعلومات.، وإن
العالم يكافئنا على ما نستطيع أن نفعله بهذه المعارف.
الطلاب في لبنان، لديهم الكثير من المعارف وعندما وصلنا إلى الإستشراف ليقدموا هذا المعارف في قوالب مفيدة علقوا، وهذه هي الفكرة من اختبار بيزا.
فالحياة ليست بما نتذكر بل بما ننشئه من هذه المعارف. ونحن نريد أن نعرف إلى أي حد يمتلكون هذه القدرات.
في العام 2012 كان الظهور للروبوتيات ولاكتشاف الوارثيات البيولوجية ، ومن بعده شهدنا بروز الذكاء الإصطناعي. وإن الأنظمة التربوية نجحت في تثقيفنا على انشاء الروبوتات.
وحصلت تغيرات كثيرة في العالم ولكن لم يحدث الكثير لصالح التعليم، واصبح الإنفاق أكبر على التعليم في العالم.
أردنا أن يدرك الطلاب كيف يفرقون بين الرأي والواقع الحقيقي. وإذا ما نظرنا إلى لبنان ، وتطلعنا إلى ما حدث في الصين في الفترة نفسها ، إذ أصبحت المقاطعات الصينية البعيدة موجودة على هذه الخارطة التعليمية، وبولندا أيضاً. والبيرو والبانيا لديهما تقدم مستمر وقد كانتا في الأسفل سابقاً.
وهناك دولة مثل السويد تراجع أداؤها لسنوات ثم عاودت الصعود مجدداً.
إنن نرى تقدماً بطيئاً في لبنان ولكن الطريق ما زالت طويلة من التحديات، الأهم أن لبنان ليس لديه قصور في الموهوبين. وهو يتمتع بمدارس عالية الآداء ، ولكن لدينا أيضاً طلاب يعانون من أداء منخفض . تخيلوا أن لبنان توصل إلى المستوى الذي بلغته الصين، فتكون القيمة الإقتصادية لديه قد تضاعفت، وهذا هو الثمن الغالي الذي ندفعه اذا تأخر الآداء في التعليم.
في الصين عملوا على تقديم حوافز للمعلمين لتشجيعهم على تطوير مهاراتهم،
لأننا إذا فقدنا فرصة الحصول على المدرسة الجيدة والمعلم الجيد نكون فقدنا الكثير ، لذا علينا التفكير في الأولويات في الإنفاق.
يمكن أن تقولوا أن لبنان استثمر الكثير من الوقت في التعليم والأنشطة، لذا علينا التركيز على جودة التعليم وكيفية الإفادة من التعلم ، في هذا الوقت علينا الإنتقال من المهارات المعرفية الروتينية إلى التفكير والتحليل.
نحن في حاجة إلى توحيد المهارات لدى المعلمين، وعلى المدرسة أن تصبح متنوعة جداً مثل حديقة.
ونتساءل كيف ننتقل من نقل المعرفة إلى ابتكار المعارف. إن الرقمية فرصة تعطينا القوة وتضع حدا للفروقات بين الناس، إذ أن الأفكار الكبرى هي التي بنت الأوطان.
انتم لا تحتاجون إلى أموال كثيرة بل إلى حاضنات وافكار للإبتكار، ففي التكنولوجيا أخذت مهارات الأتمتة الكثير من أمام المهارات الروتينية.
في بيزا نشجع على استخدام المهارات في شكل بناء، منها الإجتماعية والتعاون مع الآخر المختلف. العالم الرقمي ليس عدونا بل هو المجال الأفضل لاستخراج هذه القيم. إن العالم الرقمي يستفيد من مهارات الناس ويقدم لهم فرصاً أفضل.
ومع التكنولوجيا نتعلم مع الآخرين، انه عالم التعلم الذي يرتقي فيه الناس، وهي تجعل الوظائف محط اهتمام اكبر من جانب الناس.
نحن في بيزا نعمل على تقييم واختبار مهارات الكبار في حل المشاكل، وقد تبين لنا ان واحدا من عشرة أشخاص يراوح عمره بين 55 و65 سنة جاهز للعمل في التكنولوجيا .
منذ جيلين كانت الولايات المتحدة في القمة واليوم اصبحت دون الوسط لأن الدول الأخرى تحركت أسرع منها، اليوم نستفيد من الثورة الصناعية ليصبح الناس متوافقين مع العالم الصناعي. وما زلنا نجد شباباً يغادرون الجامعة ولا يجدون الوظائف ، وعلينا أن نسأل كيف ندفع الناس قدماً ليتقدموا على التكنولوجيا.
لنفكر في المناهج، وفي السمات البشرية التي تجعلنا نفكر في نطاق المعارف البشرية والأخلاق والذكاء الإصطناعي، وقدرتنا كبشر تفوق التكنولوجيا في التفكير في المـستقبل . فالمدارس جعلت من الطلاب مجرد متلقين سلبيين، واليوم هو لتعزيز الدافع الداخلي للتعلم المستمر.
المهم أن نتمكن من إنشاء قيمة جديدة، ونستخدم الموارد العاطفية والرقمية.
من الجيد جداً أن يتعلم الشباب عن نظامنا الحالين وأن يطرحوا الأسئلة حول كل شيء. لقد قمن بقياس شيء يتعلق بالجهد. فأستونيا البلد الأول في اختبار بيزا وفي النمو، في لبنان يعتبرون أن النجاح ليس تحت سيطرتهم.
لقد رأينا الكثير من التغيير في عقلية الشباب وتوقهم إلى النمو وتحسين الأداء، فلا يقبلون الفشل وتكون مخاوفهم أقل، ويتمتعون باندفاع نحو الريادة.
على صعيد لبنان نرى الثغرة بين آداء الطلاب ذوات الخلفيات الإقتصادية والإجتماعية المختلفة.
وعلى الشركات أن تصبح أماكن للتعلم، وعندما نفكر في المناهج علينا أن نفكر بأن التعلم ليس مكاناً بل أن نتعلم طوال العمر.
على السياسات أن تفكر على المدى الطويل، وأن تبقى المناهج محترمة لطول فترة ممكنة في المستقبل، وإذا اردنا ان نعرف سر نجاح الدول الأخرى في التعليم يجب ان نعلم بأنهم أخرجوا التعليم من الصيغة السياسية في الصين وكذلك في استونيا.
كيف يمكن أن نتأكد من أن التربية تعمل خارج السياسة، والجواب هو إذا اشركنا قطاعات العمل في السياسات التربوية.
إن نجاح التعليم ليس مشروعاً حكومياً بل هو مشروع اجتماعي. وإن بيزا هو أداة لنرى أنفسنا في المرآة، والأهم أن نرى تحسنًا ونتعلم.
29-2-2020