سنحوّل مناهجنا إلى مناهج ترتكز على كفايات ومهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والمبدع
"سنحول مناهجنا إلى مناهج ترتكز على كفايات ومهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والمبدع ... ولتكن الروح التنافسية الإيجابية والشعور الوطني، مصدر الهامكم ودافعيتكم لإيصال لبنان إلى أحسن المراكز."
والذي أشار إلى الخطة الاستراتيجية العامة وخطة الاستجابة والتحضير لاختبار الPISA، اللتين ينوي المركز التربوي اعتمادهما، بدأ المركز التربوي بالفعل تطبيق هذه الخطط.
ففي 6 شباط 2020، دعا المركز التربوي مدراء المدارس المشاركة في العينة التجريبية إلى ورشة عمل في سن الفيل، عرض فيها الإطار النظري للدراسة، وخصوصية الأسئلة التي تتضمنها وآلية تنفيذها من الناحيتين التربوية والتقنية خاصة أنها ستجرى هذه السنة لأول مرة باعتماد النسخة الإلكترونية.
الدكتورة ندى عويجان:
بعد النشيد الوطني توجهت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان الى الحضور قائلة:
"دراسة الـ Pisa (Programme for International Student Assessment)
هي برنامج دولي لتقييم الطلاب، ودراسة عالمية تجرى كل ثلاثة اعوام في ما يقارب 70 دولة مشاركة، تشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD منذ العام 1997 بهدف قياس أداء الأنظمة التربوية.
يطال هذا الاختبار المتعلمين البالغين 15عاما والذين على وشك إتمام تعليمهم العام أو المهني أو الانخراط في سوق العمل.
يقيس هذا الاختبار قدرة المتعلمين على مواجهة التحديات، وتنفيذ المهمات اليومية، وحل المشكلات المرتبطة بالواقع المعيشي، من خلال استخدام المعارف والمهارات المكتسبة في مواد العلوم والرياضيات والقراءة، وأيضا من خلال الدفاع عن المواقف بأسلوب علمي ومنطقي وجدلي.
تجدر الاشارة أنه عام 2018، شارك لبنان للمرة الثانية بالاختبار في 320 مدرسة رسمية وخاصة باعتماد النسخة الورقية وهذا العام يتحول الاختبار نحو النسخة الإلكترونية.
في هذا الاطار، صدرت منذ أشهر قليلة النتائج الرسمية لاختبار 2018 Pisa ، وجاءت نتائج لبنان ومعدلاته غير مرضية، حيث حل في مراكز متأخرة. وتعود أهم أسباب هذه النتائج الى:
- عدم معرفة وعدم تقدير أهمية المشاركة الجدية لهذا الاختبار من قبل المتعلمين والمعلمين والمدارس،
- تحضير المتعلمين المحدود لهذه المقاربة سيما في طرح الاسئلة وفي متطلبات الاجابة،
- اختيار العينة من قبل المنظّمة بطريقة غير ممثلة،
- تخلّف بعض المدارس عن اجراء الاختبار،
- التصحيح الصارم الذي كان يقوم به المصححون في لبنان،
- بعض الاختلاف في المواضيع وفي مقاربة طرح الأسئلة بين المناهج اللبنانية وال Pisa.
تجدر الإشارة أيضًا أن (2%) من الطلاب اللبنانيين المشاركين في الإختبار تميزوا بأداء قوي جدًا (طلّاب المستويين الخامس والسادس) بعضهم موزّعين في مدارس معينة، ستعرض في وقت لاحق احصاءات حولهم.
بناءً على ما ذكر، ولمعالجة هذا الوضع، صمّم المركز التربوي تصوّر لخطة وطنية للتطوير. سيتم من خلالها التعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والمدارس الخاصة، تقوم على التوعية حول أهمية الاختبار، على تطوير المناهج والبيئة التعليمية، وعلى تطوير قدرات المعلمين في المدارس، وعلى تحفيز المتعلّمين على المشاركة الفاعلة وكل ذلك بهدف تطوير نتائج أداء كامل المنظومة التعليمية خاصة تطوير محتوى المناهج والكفايات المطلوبة، والمقاربة التعليميّة التعلّمية وتحويلها الى مناهج تركّز على الكفايات ومهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والمبدع.
من هنا تساعد اختبارات ال Pisaفي مقارنة مستويات الطلاب في العالم، وتكشف أوجه الضعف لديهم، وتساعد الدول على الاستفادة من تجارب الدول المتفوقة.
أيها الاحباء،
ان مشروع تطوير مناهج التعليم العام التي أطلقها المركز التربوي منذ شهر تطمح الى بناءُ شخصيّةٍ متوازنةٍ ومتكاملة لمواطنٍ متعلّمٍ فاعلٍ ومنتج، مع التحلّي بالقيمِ الوطنيّةِ والإنسانيّةِ والاجتماعية والبيئية والاقتصادية وغيرها.
كما يطمح هذا المشروع الى تنميةُ مهاراتِ التفكيرِ الناقدِ والتواصُلِ والإبداعِ، وترسيخُ الشفافيّةِ والمصداقيّةِ والمسؤوليّةِ وتنميةُ مهاراتِ التخطيطِ والبحثِ والنقدِ والتحليلِ واتخاذِ القرارِ، وتعزيزُ كفاياتِ المواطنيّةِ الفاعلةِ الحرّةِ والواعيةِ ومقاومةُ كلِّ أنواعِ الظُلْمِ والفسادِ، ملبّين بالتالي حاجاتِ المجتمعِ وسوقِ العملِ، ورابطين التَعلّمِ بالحياةِ وبمهاراتِ القرنِ الواحدِ والعشرينَ ومنفتحين على العالم وعلى أهداف التنمية المستدامة.
ختامًا، تتطلع الخطة الوطنية الى الارتقاء بالمنظومة التربوية في لبنان من خلال تحديد هدف وطني استراتيجي، لا يمكن تحقيقه الا بمشاركة كل الفرقاء التربوييين.
فلنرفع اسم لبنان عاليا بين الدول، ولنقدم أحسن ما عندنا على مستوى أداء أولادنا ومعلميهم ومدارسهم وبدعم من الأهل والمجتمع. ولتكن الروح التنافسية الإيجابية والشعور الوطني مصدر الهامكم ودافعيتكم لإيصال لبنان الى أحسن المراكز.
وبالتربية نبني معًا"
الدكتور ميلاد السبعلي:
بعدها استعرض الدكتور ميلاد السبعلي، خبير تطوير المناهج في المركز، نتائج لبنان في اختبار PISA للعام 2018، مقارنا هذه النتائج بنتائج العديد من الدول العربية والاجنبية، والمعدلات العالمية. كما تحدث عن توزيع مستويات الطلاب اللبنانيين ونوّه بوجود عدد من الطلاب اللبنانيين المتفوّقين الذين صنفوا من بين اصحاب الأداء المتميز على مستوى عالمي. وأوضح ان هدف خطة الاستجابة لاختبار PISA التي صمّمها المركز التربوي تهدف الى تهيئة الطلاب اللبنانيين لامتلاك الكفايات التي يتم قياسها في الاختبار. وتتضمن خطة المركز التربوي مرحلة تحسسية توجيهية تمتد من تاريخ الورشة الحالي وحتى شهر نيسان 2020 تاريخ إنهاء الاختبار التجريبي لهذا العام، وتتضمّن حملة توعية على أهمية المشاركة الجدية بالاختبار والاسهام بتحسين نتائج لبنان، وتدريب المدربين والمعلمين على المقاربة وتهيئة الطلاب للاختبار. وذكر د. السبعلي أنّ المركز التربوي سيستضيف في آخر الشهر الحالي السيد اندرياس شلايخر، مدير التعليم في منظمة التعاون الاقتصادي OECD، والشخص الأول وراء الاختبار، وسيكون هناك لهذه المناسبة عدة ورشات عمل مع الهيئات التربوية والفعاليات الاقتصادية. أمّا على المستوى المتوسط والطويل الأمد، فتشمل الخطة بحسب الدكتور السبعلي الإفادة من نتائج الاختبار والأطر المرجعية التي يعتمدها، في تطوير المناهج الجديدة والتدريب المستمر للمعلمين، وترسيخ مهارات التفكير العالي والابداعي والنقدي عند الطلاب، ممّا يحسن أداءهم في الاختبار. وشدد ان الاختبار التجريبي هذا العام، هو بحدّ ذاته تحضير للاختبار الأساسي العام القادم، وسيصار بعد ذلك الى تطبيق كفايات المنهاج الجديد لتحضير الطلاب بشكل افضل لاختبار PISA القادم وغيره من الاختبارات الدولية.
الأستاذة رنا عبد الله:
بدورها، تطرقت السيدة رنا عبدالله، منسقة الهيئة الأكاديمية المشتركة في المركز، إلى أهمية الPISA في تطوير كفايات المتعلمين في حل المشكلات الحياتية، مستخدمين الثقافة العلمية وثقافة الرياضيات والقراءة والتفكير الإبداعي من خلال:
-التعرف إلى الإطار النظري والمرجعي لإختبارات PISA 2018 بحسب الثقافة العلمية وثقافة الرياضيات والقراءة، بحسب الاختبارات الدولية PISA 2021،
- التعرف على الإطار المرجعي لكفايات التفكير الإبداعي (Creative Thinking) بحسب الاختبارات الدولية PISA 2021،
-التعرف على أنواع بنود الأسئلة ومقاربات الإجابة عليها،
-تحليل عناصر الأسئلة التفاعلية المحملة على موقع OECD PISA Tests ومنصة المركز التربوي والغاية منها وتحليل متطلبات الإجابة عليها،
-تحليل عناصر الأسئلة المنتمية للمجالات الأربعة للكفايات الإبداعية في حل المسائل الاجتماعية والعلمية والكتابة الإبداعية والإبداع في التصميم ومتطلبات الإجابة عنها.
وفي نهاية العرض، شرحت السيدة عبدالله للحاضرين خارطة طريق للمشروع والتي بدأت بهذه الورشة والتي ستستمر في ورش لاحقة.
السيد باسم عيسى:
من جهته، تطرق السيد باسم عيسى، منسق المشروع ومنسق الوحدات الفنية في المركز، إلى كيفية اختيار عينة المدارس وعينة إعداد الطلاب والاساتذة المشاركين في الاختبار من كل مدرسة، كما تطرّق الى كيفية تعبئة استبيان المدرسة واستبيان الاستاذ، إضافة الى الأعمال اللوجستية الخاصة بالمدرسة قبل وخلال وبعد اختبار PISA والمتعلقة بـ :
- التنسيق بين إدارة المدرسة وفريق المركز التربوي،
- الكشف الفني قبل يوم الاختبار،
- شرح مواصفات الغرف المطلوبة لتنفيذ الاختبار،
- شرح طريقة نقل وتركيب اجهزة الكمبيوتر المحمول وتركيبها في الغرف،
- تحديد تاريخ موعد الاختبار في كل مدرسة.
في نهاية الورشة وبعد أن أجاب فريق العمل في المركز التربوي على جميع الأسئلة، تمنى للجميع التوفيق مؤكّدًا على أهمية المشاركة الفاعلة من قبل المدارس والمعلمين والتلامذة، مع ضرورة تقديم أفضل ما عندنا لرفع اسم لبنان عاليًا بين الدول.
10-2-2020