برعاية وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب ممثلا بالمدير العام للتربية فادي يرق، ختمت جمعية الثروة الحرجية والتنمية (AFDC) المرحلة الأولى من مشروع "التوعية، بناء القدرات والسياسات للتخفيف من إستهلاك الورق في نظام التعليم في لبنان" الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID عبر بلدي كاب، المنفذ من جانب جمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، المركز التربوي للبحوث والإنماء وشركة بيوند. حضر الحفل كل من الدكتورة ندى عويجان رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، الأستاذ إيلي حداد ممثلا الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، الدكتور فارس الزين مدير مشروع بلدي كاب، وحضرت عن جمعية الثروة الحرجية والتنمية رئيسة الجمعية السيدة سناء عبد اللطيف ونائب الرئيس المحامي أمين الحلبي والمديرة العامة السيدة سوسن بو فخر الدين.
تهدف جمعية الثروة الحرجية والتنمية (AFDC) من هذا المشروع تطوير خطة وطنية للتخفيف من استهلاك الورق في نظام التعليم في لبنان، دراسة القوانين المراسيم المتعلقة بإدارة النفايات الصلبة وتحديد تلك المتعلقة بالنفايات الورقية. إضافة إلى تطوير ورقة سياسة عامة حول التخفيف من استعمال الورق في المدارس، ووضع مجموعة من الإجراءات الواجب اتخاذها وتحديد الصيغ القانونية اللازمة لتأمين تطبيقها واستمراريتها بحيث تتمكن المدارس من اعتمادها من دون التأثير على العملّية التعليمية التعلّمية مترافقة مع خطة للمناصرة وحملة إعلامية إعلانية على وسائل التواصل الإجتماعي. إضافة إلى تطوير خطة للتدخل وأنشطة صفية في المدراس، وإقامة دورات تدريبية تستهدف مدراء/مديرات المدارس، المعلمين/ت، المرشدين/ت الصحيين/ المشرفين/ت الصحيين والبيئيين في وزارة التربية والتعليم، المدربين/ت ورؤساء أقسام ومدربين وموظفين في المركز التربوي للبحوث والإنماء.
بعد النشيد الوطني اللبناني، تم الترحيب بالحضور، حيث توالت كل من السيدة سوسن بو فخرالدين، والدكتورة ندى عويجان، الدكتور فارس الزين والإستاذ فادي يرق بإلقاء الكلمات، بعدها قامت القاضي رلى عاكوم بعرض ورقة السياسة حول التخفيف من استعمال الورق في المدارس التي تهدف إلى تقليص نسبة النفايات الورقية المنتجة في المدارس بنسبة 25% خلال السنوات الخمس القادمة، وعرض الاستاذ اكرم سابق رئيس قسم الإدارة التربوية في المركز التربوي للبحوث والإنماء خطة التدخل والأنشطة التي تم تطويرها من قبل المركز. كما وقد تم عرض الفيلم التوعوي والحملة الإعلانية حول اهمية الورق وأهمية التخفيف من استهلاكه، تلاها عرض الفيلم الوثائقي الذي يوثق خطوات المشروع وإنجازاته والمشاركين بكافة ورشات العمل واللقاءات.
تحدثت السيدة سوسن بو فخر الدين عن فكرة المشروع مع وزارة التربية والتعليم العالي الذي يتناول ملف إدارة النفايات الصلبة في لبنان والذي كان وما زال يشكل أزمة على الصعيد الوطني والذي يتطلب تغيير في السلوك لدى المواطنين منذ الصغر لتحقيق التغيير المطلوب. وقد اعطت بعض الارقام التي اظهرتها الدراسة التي نفذت من خلال المشروع والتي تتعلق باستهلاك الورق في المدارس وكلفتها الإقتصادية والبيئية كما لخصت ابرز الأنشطة التي تضمنها المشروع.
ثم تحدثت الدكتورة ندى عويجان عن عمل المركز التربوي للبحوث والإنماء الدائم لترسيخ سلوكيات الطلاب التي تعنى بالبيئة، وجاء في كلمتها: "الانسان هو المسؤول عن مجتمعه، وله يعود تقرير مصير بيئته الطبيعية. والتربيّة هي أساس كلّ سلوك وموقف انساني، هي وسيلة لإدارة التغيير والتجدد في الذهنيات عند المتعلمين والمعلمين والهيئة الإدارية، وذلك للوصول لممارسات فعّالة ومسؤولة في حياة الانسان، وبالتالي لمواطن مبادر، ملتزم ومسائل ليس فقط في القضايا الوطنية والانسانية والاجتماعية بل أيضا في القضايا البيئية. اطلقنا في المركز التربوي للبحوث والانماء رؤيتنا للتربية 2030 في نهاية العام 2018، وأعلنا التزامنا بـالاهداف ال 17 سيما الهدف الرابع والذي يتمحور حول جودة التعليم وتكافؤ الفرص، ونحن نعمل على ترجمة هذه الاهداف في منظومة تربوية شاملة ومتكاملة، ضمن نظام إيكولوجي نعيش فيه، على اعتبار أنها قضية وطنية وعالمية في آن. لقد دخلنا هذا المسار منذ عدة سنوات، حققنا فيها مع الشركاء، العديد من الانجازات. من أهم ما أنجز على الصعيد التربوي-البيئي: الاسترتيجيّة الوطنية للتربية في لبنان، ومنهج التربية المطّور للحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي، والدليل المعرفي حول مفاهيم التربية البيئية وتقنياتها، إضافة إلى ملف تدريبي وشبكات تحقق للتقويم (2014)، الغرفة الخضراء التطبيقية في جونيه (2016) ومعايير الابنية المدرسية والتجهيزات الصفية التي عملنا على تجديدها مؤخرا آخذين بعين الاعتبار فلسفة الأبنية الخضراء (2019).
نحن اليوم مجتمعون لنؤكد على أهمية مشروع التخفيف من استعمال الورق وليس التوقف عن استعمال الورق. ان لذلك انعكاسات ايجابية بشكل مباشر على التوفير في الوقت، في المصروف وفي التخفيف من أماكن التخزين. تظهر أهمية المشروع أيضا من خلال نشر ثقافة الترشيد في الاستهلاك، في الحياة اليومية وفي المدارس، لترسيخ سلوكيات واعية تراعي البيئة، وتعزز الثقافة الخضراء والوطن الاخضر. فان ذلك يخفف من قطع الشجر، ويحافظ على إدارة استثمار المساحات الخضراء، وبالتالي يحمي البيئة ويؤمن استدامتها.
ان التنميّة المستدامة وبالتحديد الاستهلاك المستدام أو ما يعرف أيضا بالترشيد في الاستهلاك لموارد الارض، بات موضوعا ملحا وضروريا للحفاظ على الكوكب. لذلك يجب اتخاذ الاجراءات التشريعية والتنفيذية اللازمة لنشر ثقافة الترشيد في الاستهلاك، في المجتمع والمؤسسات التربوية، في المناهج والبرامج الهادفة، في الأنشطة والموارد التربوية-البيئية المتداخلة في مختلف المواد التعليمية، في التدريب المستمر وفي الممارسات الادارية. املين أن يتحول كل تلميذ وكل تربوي وكل مواطن إلى خفير بيئي يقلل من استخدام الورق ويصون الطبيعة ويسعى إلى نشر الوعي حوله.
يسرنا أن نلتقي اليوم في حفل ختام المرحلة التحضيرية لمشروع paper less، برعاية كريمة من معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ أكرم شهيب، المناصر للمواضيع البيئية والمتنبه إلى خطورة خسارة الغابات. كما يسعدنا أن تكون الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAIDS شريكا ًوداعماً أساسياً للجهد المشترك الذي تقوم به مشكورة الجمعية اللبنانية للثروة الحرجية والتنمية A.F.D.C ورئيستها السيدة سوسن بو فخر الدين. اسمحوا لي أن أشكر في هذه المناسبة الذين دعموا البرنامج بطريقة استثنائية في المركز التربوي، أخص بالشكر السيدة رنا عبد الله (منسقة الهيئة الأكاديمية المشتركة)، الأستاذ أكرم سابق (رئيس قسم الإدارة التربوية)، السيدة ايفا غصيبة والسيدة غادة حاموش وجميع من شاركوا بمتابعة البرنامج وانتاج مخرجاته من المديرية العامة للتربية والــ AFDC والمركز التربوي للبحوث والإنماء. أشكر أيضًا المدارس، هيئة إدارية وتعليمية، لتبنيها هذا المشروع ومتابعته ليصار إلى تطبيقه في بداية العام المقبل. مبروك لجميع المشاركين والمنظمين لهذا الحدث. الورقة غالية كتير، خلينا نكون مسؤولين".
بدوره تحدث د. فارس الزين عن أهمية العمل مع القطاع الرسمي والتعاون مع الجمعيات الأهلية ونوه بأهمية المشروع الذي يعتبر نموذجيا والذي يتضمن اساس لبناء سياسات عامة يمكن ان تتبناها الإدارات الرسمية. فالمشروع يحمل في طياته بذور توسعته، يتميز بالثقة المتبادلة بين الجمعية والوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء، كما ركز على حل جزء من مشكلة وطنية ولم يحاول حل كل المشكلة بخطة واحدة وتمويل واحد، ويتعامل مع تحدي اساسي يواجهه لبنان اي تحدي إدارة النفايات الصلبة الذي هو تحد في السياسة والحكومة اكثر منه في التقنيات والاستراتيجيات.
وأخيراً تحدث الاستاذ فادي يرق عن عمل وزارة التربية الدؤوب الى تطوير عملية التعليم والتعلم بالإضافة إلى تحديث الأبنية المدرسية لتصبح صديقة للبيئة واعطى مثال عن المدارس التي تنتج الطاقة النظيفة من حيث استخدام اسطح المدراس لوضع الالواح الخاصة بتوليد الطاقة الشمسية. كما نوه بأهمية الشراكة في هذا المشروع التي جمعت مع الوزارة جهات تمثل القطاع الخاص والقطاع الأهلي مما ساهم في إنجاحه وأكد على التزام الوزارة بتطبيق ما نتج عن المشروع على صعيد المدارس في السنوات المقبلة اذ انّ التحدي الأساسي يكمن في تطبيق السياسات ليس فقط في وضعها.
للاطّلاع على ملخص المشروع، يرجى الضغط على رابط الفيديو أدناه:
https://www.facebook.com/AFDCLebanon/videos/436672063852052/