نظم المركز التربوي للبحوث والإنماء في اطار مشروع FAR ورشة عمل متخصصة بالتدريب الطوعي للمدربين، بالتعاون مع المعهد الفرنسي، في لبنان ومع شبكة كانوبيه الفرنسية، ضمت 12 مدربًا في المرحلة الأولى فيما ضمت الثانية 16 مدرباً.
تقوم مقاربة هذا التدريب على تطوع المتدرب لتصوير نفسه بالفيديو في خلال حصة التدريب، ثم يناقش أداءه مع أقرانه في الدورة، ويركز على المضمون ولغة الجسد والصوت والقدرة على ايصال رسالة التدريب إلى المدربين.
يقوم هذا التوجه العالمي المتقدم، بإرساء جو من التدريب المنطلق من البحث التشاركي الأفقي، حيث يعمل رئيس فريق التدريب مع المتدربين على مستوى واحد، وبشراكة حقيقية، مما يحفزهم على الإندفاع والتطور والعطاء. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز التطوير المهني لمدرِّبي المعلِّمين ضمن المركز، لما يمكن أن يكون له من انعكاس إيجابي على جودة تدريب المعلّمين وحول تطوير القدرة على الفعلdéveloppement du pouvoir d’agir لدى المدربين، وذلك من خلال تدريبهم على منهجيّات وأساليب جديدة لتحليل النشاط المهني.
بدأ المشروع عام 2016 وقد تمّ حتى تاريخه عقد عدة ندوات. شارك في هذا العمل، الدكتورة منيفة عساف، والدكتورة سوزان أبو رجيلي، الدكتورة سيلفي موساي والدكتورة سامية أكنوش. وأشارت الخبيرات إلى أن فريق العمل وضع الأطر والمعايير والتوصيفات، لتطور هذا التدريب وتسعى إلى توسيع إطاره وزيادة عدد المشاركين إلى مائتي متدرب من خلال التعاون القائم مع المركز الثقافي الفرنسي من خلال السيدة كارول فورجا، والخبيرة دلفين مونجو، ليتمكن المركز التربوي باستخدام التدريب عن بعد بأحسن طريقة ممكنة. كما ورأت رئيسة المركز التربوي أن انجاز أعمال تشاركية أفقية بين الأساتذة تشكل أحد المعايير للمدرسة المتطورة بحسب المفاهيم العالمية الجديدة. وأكّدت على أهمية هذه الفكرة الهادفة إلى العمل على تطوير الذات، ومناقشة الوضعية مع الزملاء، من أجل تحسين الأداء التدريبي والتفكّر في العمل، وفي القدرة على الفعل، والمتابعة في تحسين الأداء المهني التدريبي والتربوي، وذلك من طريق تحليل الممارسات المهنية. ولفتت الخبرات إلى أن تعاون المركز التربوي مع المعهد الفرنسي في لبنان والدعم بالمتخصصين بهذه الطرائق الحديثة، يعزز التقييم الذاتي ويرفع منسوب القابلية للتحسين والتطوير.
تم التفكُّر في منهجية التدريب على البحث الإجرائي بطريقة تجمع ما بين المكوِّنات الثلاثة للمشروع:
1. مكوِّن التدريب: ويتم تنفيذه من خلال المتابعة عن بعد ومن خلال الدعم والمواكبة والتبادلات، وفي أثناء الاجتماعات وفي أثناء مقابلات المواجهة الذاتيَّة. وسيتم، في خلال العام الثاني من المشروع، وضعُ مقرر تدريبيّ يهدف إلى التدريب على المواجهة الذاتية.
2. مكوِّن العمل: الذي تتم ترجمته عمليَّاً عبر مختلف مقابلات المواجهة الذاتيَّة التي أجراها مجموع المدربين المعنيين بالتدريب على العمل البحثي، وعبر تكرار التجربة/الخبرة (العودة مع الأقران إلى أشرطة الفيديو التي تصوِّر مقابلات المواجهة الذاتيَّة)، بالإضافة إلى إنشاء المحافظ الإلكترونيَّة الذاتيَّة.
3. مكوِّن البحث: والذي يتطلَّبُ بناءه شراكة حقيقية وشروط تنفيذ الإجراءات والتدريب، مع لجنة التخطيط ومجموع المدربين المعنيين بالتدريب على العمل البحثي.
4. تكمن أهمية هذه الخطوة الرائدة في أنها طوعية وغير إلزامية، حيث أن المدرب يصور نفسه أيضاً داخل مدرسته ويحلل وضعيته وأداءه.