إفتتحت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان ورشة العمل حول استخدام الإعلام في التعليم التي نظمها المركز التربوي في مبنى المطبعة في سن الفيل، وشاركت في الورشة نخبة من المتخصصين ضمت نحو 77 تربويا من القطاعين الرسمي والخاص من مديري المدارس ومنسقي المواد والمشرفين وأساتذة من التعليم الثانوي والتعليم الأساسي. وقد أعد لهذه الورشة ونظمها كل من الدكتورة ناديا بوفياض والأستاذة سيدة فرنسيس والأستاذة سمر غندور.
بعد النشيد الوطني تحدثت رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان فقالت:
في عصر المنصات المفتوحة على أنواع المعلومات، الصحيحة وغير الصحيحة، الايجابية والسلبية وفي ظل توافر كل أنواع المصادر أمام المتعلمين، لا بد من التوقف أمام هذا الواقع لبلورة مقاربة فاعلة تجعل المعلم والمتعلم والمصدر في حال من الوضوح والثقة والتعاطي بكل وعي ومسؤولية.
إن ورشة العمل التي نفتتحها اليوم تتمتع بعنوان جذاب وعصري، لكنها ورشة شديدة الحساسية لجهة المسؤوليات عن الأجيال الطالعة الغارقة في خضم من المعطيات غير المحددة والتي يمكن أن توصلنا إلى وجهةٍ غير الوجهة التي نتطلع إليها.
أن الإعلام الكلاسيكي والرقمي باتا متاحين أمام الجميع، وبالتالي فإن الوسائل والوسائط التواصلية العالمية قصرت المسافات حتى ألغتها. إن الاعلام (الكلاسيكي والرقمي) يقدم لنا كتربويين موارد وخيارات ومصادر منها على منصات مفتوحة يمكن أن ندخل إليها عبر الهواتف الذكية أو أي شاشة في أي مكان، وإن هذه الوسائل التي تسمح لنا بأن نستخدمها كرافعة للعملية التربوية والتثقيفية تحتم علينا أن نخضع لها معايير وأصول وبروتوكولات التحقق من المصدر وتأهيل أفراد الهيئة التعليمية على مقاربة هذه المصادر وتأهيل التلامذة لوعي أهمية الموارد المفتوحة الاعلامية والاعلانية ومعرفة كيفية الوصول إلى المصادر الصحيحة والموثوق بها، والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمعلومات غير الدقيقة أو المدسوسة والكاذبة.
وأضافت: لا يمكننا كتربويين أن نتجاهل ما توفره وسائل الإعلام والإتصال من إمكانات تسهل علينا رسالتنا التربوية والتوعوية والعلمية والثقافية والإجتماعية، لذا نجد أمامنا فرصة لاستثمار الإعلام بكل وسائطه المتاحة من أجل إيصال الرسالة التربوية وتعزيز الإنخراط في العصر الرقمي بصورة فاعلة وواعية. وقد أعد المركز التربوي منذ فترة خارطة الطريق لحماية المتعلمين وخصوصاً الأطفال على مخاطر إستخدام الإنترنت بطريقة غير مقبولة.
وهذه الورشة، ما هي إلا مدماك نبنيه سويًا في هذا المجال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطوير رأسمال لبنان البشري التربوي.
إنني أدعو الزملاء المتخصصين إلى الإسهام في هذه الورشة المهمة سيما وأننا في خضم ورشة تطوير المناهج التربوية والدخول في العصر التربوي التفاعلي الرقمي كما في عصر النماذج التربوية والمنصات المفتوحة، ويهمنا أن نستفيد من التطور التكنولوجي الذي دخل كل مجالات الحياة وخصوصاً التربوية منها، لكي ننجح في إيصال الرسالة التربوية بسهولة ولكن بدقة ومسؤولية إلى المعلمين عبر التدريب المستمر وعبر الشراكة الواعية وإلى المتعلمين عبر تطوير عملية التعليم والتعلّم والتعاون والتوجيه الصحيح.
محاور الورشة :
وقد تضمنت الورشة ثلاثة محاور أساسية عرض في خلالها دكاترة من الجامعة اللبنانية ومن جامعة اللويزة وخبراء واختصاصيون من الأقسام الأكاديمية والمكاتب الرئيسية في المركز التربوي للبحوث والإنماء آراءهم وأبحاثهم المتعلقة بموضوع استخدام الإعلام في التعليم، وقد ركزت الورشة بجلستها الأولى على الإعلام كمورد تعليمي وأبرزت أهميته في إيصال الموارد التربوية المفتوحة إلى المتعلمين والمعلمين، وقد ناقش المشاركون الطروحات كمشروع يعمل على تطويره المركز التربوي.
اما الجلسة الثانية فقد تناولت معايير اختيار منتجات وسائل الاتصال والتواصل في التعليم وتأثيرها في العملية التعليمية التعلمية ووظائفها وكيفية استخداماتها التعليمية وتم عرض لمجموعة أنشطة تطبيقية تعزز مهارات أساسية لدى المتعلم كالحس النقدي والتحليل والإبداع والتواصل.
وبالنسبة للمحور الأخير فقد ركز على موارد الإعلام المطبوع واستخداماته لتعزيز المهارات الفكرية والقيم لدى المتعلم.
وفي نهاية الورشة، أشاد المشاركون بهذا النهار التربوي المثمر.
وشدد المشاركون على أهمية دور المركز التربوي للبحوث والإنماء في تطوير العملية التعليمية التعلمية والنهوض التربوي.