نظمت كلية التربية في جامعة العلوم والآداب اللبنانية USALحفل افتتاح معرض تكنولوجيا التعليم الثالث بعنوان " التنمية المهنية الإلكترونية للمعلمين في العصر الرقمي" وذلك على مدى ثلاثة أيام ابتداء من الإثنين ولغاية الأربعاء، برعاية رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان، وحضور رئيس الجامعة الدكتور محمد رضا فضل الله، ممثلي بلديات، ممثلي جامعات ومؤسسات التربوية، مشاركين ومدربين من مؤسسات ناشطة في حقل تكنولوجيا التعليم، أكاديميين وتربويين وطلاب. يترافق المعرض مع مؤتمر علمي تكنولوجي حيث ستكون مناسبة لتعريف الزائرين والمتدربين على أهم ابتكارات التكنولوجيا العالمية التي يمكن توفيرها في المؤسسات التربوية.
تحدث في الافتتاح عميد كلية التربية الدكتور وليد حمود قائلا: "اليوم وفي ظل التطورات المتسارعة للثورة الرقمية، والحاجة الى التعامل بحرفية وذكاء مع تكنولوجيا المعلومات، وتعدد مصادر التعلم، وما استتبعها في بيئات التعلم، بناء على نماذج التعلم الافتراضي، لم يعد الحديث عن الكفايات والملامح المهنية الالكترونية للمعلمين قيمة مضافة وحسب، بل أصبح ضرورة وحاجة للاستمرار والعمل للمعلم والمتعلم على حد سواء".
وأضاف حمود :"نتحدث عن القدرة على الاستخدام الذكي للوسائط المتعددة، ونظريات الاتصال والذكاء الصناعي، ومزاوجة المقاربات السلوكية والميدان المعرفي بتكنولوجيا التعليم، ولكن من دون تطرف وتبني لفكرة أننا يمكننا أن نعوض أستاذ رديء بآلة مبرمجة بشكل جيد".
وتحدثت راعية المعرض الدكتورة عويجان فقالت :
الحياة الرقمية تطوقنا من كل جانب وقد فرض هذا العالم مفردات وتعابير جديدة باتت مألوفة على لغتنا وعملنا، حتى أصبحنا، في مختلف تفاصيل حياتنا، الخاصة والمهنية، أسرى عصر التواصل والتفاعل الرقمي ضمن العالم الصغير.
يسعدني اليوم أيها الزملاء والخبراء، أن أكون معكم راعية هذا المعرض المتخصص بتكنولوجيا التعليم والذي تنظّمه جامعة العلوم والآداب اللبنانية مشكورة للسنة الثالثة على التوالي، وذلك تحت عنوان يقع في صلب مهام المركز التربوي للبحوث والإنماء وهو "التنمية المهنية الإلكترونية للمعلمين في العصر الرقمي". إذ أنه لم يعد جائزاً ولا مقبولاً أن ندخل العصر التربوي التفاعلي دون الموارد والوسائل والوسائط التكنولوجية المتاحة، ولم يعد جائزاً ولا مقبولاً أيضا أن يكون المعلم غير منخرط بهذا العصر الرقمي وغير متمكن من الكفايات المهنية المطلوبة لهذه الغاية.
وهذا بالضبط ما يصبو اليه المركز التربوي من خلال مشروع تطوير المناهج الذي يتمحور حول عملية التعليم والتعلّم وتأمين المستلزمات البشرية والتربويّة والبيئيّة والفنيّة والالكترونيّة واللوجستيّة اللازمة لتحقيق الاهداف التربويّة والاسهام في مخرجات التعلّم.
جرى في الماضي إدخال مادّة المعلوماتيّة الى المناهج اللّبنانيّة في العام ١٩٩٧ بدءًا من السّنة الأساسيّة السّابعة واعتبرت مادة اجرائية، ترك خيار تعليمها أو عدم تعليمها للمدارس بحسب جهوزيتها وتجهيزها وتوفر الاساتذة للمادة. وبالرغم من التّطوّر السّريع في العصر الرقميّ، فإنّ منهج هذه المادّة ما زال يَتَّسم بالمرونة كونه يشتمل على محاور أساسيّة أهمها : مكونات الكمبيوتر ونظام التشغيل، ،الجدولة، البرمجة، التقنيات والتطبيقات الاحصائية، وغيرها. وتهدف هذه المادة الى تقديم المفاهيم الاساسية والتّشجيع على استخدام الرقمية في تعليم وتعلّم الموادّ المختلفة وتطوير المهارات الإنتاجيّة.
أمّا حاليا، فقد خصص المركز التربوي للبحوث والإنماء وضمن خدمات التدريب المستمر ومن خلال مشروع "Teacher Training Curriculum Model"، دورات تدريبية تتضمن التأهيل على استخدام التكنولوجيا في كل المواد "Teaching with Technologie"، وقد تم تدريب حوالي 3 ألاف أستاذ عام 2018 على تحويل الدروس الكلاسيكية إلى دروس رقمية تفاعلية قابلة للتنفيذ، ستوضع جميعها في وقت لاحق على منصة خاصة للتدريب ضمن "Training Management Systeme " لكي يتمكن جميع الأساتذة من إستخدام التكنولوجيا الرقمية في البحث والشرح والإختبار والنتائج، وفي تعزيز تطويرهم المهني ودعم عملية التعليم والتعلّم على صعيد التخطيط والتنفيذ، إضافة إلى التقويم التكويني والتقويم التحصيلي (النهائي).
في هذا الاطار أيضا، يحضر المركز التربوي لمجموعة مقرّرات تدريبية مختلطة Module Hybride (تدريب عن بعد، وتدريب حضوريّ)، عبرمنصّة Moodle. تهدف إلى تطوير الكفايات التّربوية والتعليميّة لدى المعلّمين في جميع الحلقات والصّفوفّ. كما يحضر لمشروع التّدريب على الحوسبة الفيزيائيّة من خلال التدريب على البرمجة وربطها بالمحيط الفيزيائيّ، وبرمجة الرّوبوتات، وتطبيقات الأجهزة الذّكيّة ودمجها في الواقع التّعليميّ. أضافة الى ذلك فان المركز التربوي يسعى من خلال مشروع Makerspace "المشغل الإبداعيّ" الى خلق بيئة صفية رقمية ملائمة للعمل، بهدف تطوير الابداع والابتكار عند المتعلمين والّذي سيشكّل علامة فارقة في التّعليم والتعلّم.
في العام 2017 أطلق المركز التربوي نّظام المكتبات KOHA إلى لحوالي 47 ألف عنوان لمختلف الكتب والموارد المتوافرة في مكتبات المركز التّربوي إضافة عدد كبير من الدّراسات والأبحاث التي تسهم في تطوير العمليّة التّربويّة. وهو حاليا بصدد انتاج وتأمين وفهرسة موارد تربوية لدعم المعلم في مهنته.
في جولتنا على المعرض نشهد على البرمجيات والأفكار المتاحة والتي تراوح بين الإستخدام العادي والبسيط لوسائط التواصل وصولاً إلى الروبوطيات، مما يفتح الباب واسعاً أمام الإبتكار والإبداع في التعليم. ونحن نشهد في كل معرض تكنولوجي تربوي في لبنان أو في الخارج، أن لا حدود للإبداع الإنساني في الإبتكار، وتسخير كل الإختراعات لخدمة تعليم الأجيال وتخريج متعلمين مميزين، سوف يتمكنون من تحقيق خطوات عملاقة في المستقبل.
لم يعد البحث يتناول ما إذا كنا قادرين على العبور نحو العصر الرقمي لأن هذا العبور بات مسألة حتمية فرضتها متطلبات التكنولوجيا، بل أصبح التحدي الجديد في تمكين المعلم من خلق بيئة رقمية آمنة للأطفال، ورفع مستوى الوعي حول الاستخدام السّليم والآمن والمسؤول للوسائل الرقمية. وفي تمكينه من امتلاك كل المهارات الرقمية، لتسخير التطور التكنولوجي في تسهيل الحياة، وإيجاد فرص العمل واستنهاض الإقتصاد، والحفاظ على السمات الوطنية والأخلاقية التي يتحلى بها المواطن الحقيقي.
إننا نقدر عالياً إقدام جامعة العلوم والآداب اللبنانية U.S.A.L ، ونشكر حضرة عميد كلية التربية الدكتور وليد حمود على تنظيم هذا المعرض التكنولوجي للسنة الثالثة على التوالي، ونعبر عن إعجابنا بالتنظيم والتطوير والحداثة، من خلال مشاركة هذه المجموعة من الشركات العصرية والخبراء المبدعين، ونأمل من التربويين أن يكونوا مصدر الفكر التغييري وأداة الحداثة والعصرنة ضمن أخلاقيات المهنة وتحديات العصر.
بعد ذلك، قصّت راعية الاحتفال شريط المعرض وجالت والحضور على زوايا المعرض الذي سيستمر لمدة 3 أيام ويتضمن 18 ورشة عمل سيستفيد منها 500 متدرب ومتدربة .