الموارد التّعليميّة المفتوحة (OER) هي موارد تعليميّة وبحثيّة موجودة في الملك العامّ تمّ إصدارها بموجب ترخيص ملكيّة فكريّة يسمح للآخرين باستخدامها مجّانًا.
جرت صياغة المصطلح في منتدى اليونسكو العامّ 2002 حول تأثير البرامج التّعليميّة المفتوحة في التّعليم العالي الجودة في البلدان النّامية انطلاقًا من اعتقاد اليونسكو أنّ الوصول الشّامل إلى التّعليم العالي الجودة يسهم في تحقيق السّلام والتّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة المستدامة والحوار بين الثّقافات. كما أنّ الموارد التّعليميّة المفتوحة ستوفّر فرصة إستراتيجيّة لتحسين جودة التّعليم وكذلك تحسين الحوار والتّبادل في السّياسات والمعرفة وبناء القدرات.
وبعد مشاركة المركز التّربويّ للبحوث والإنماء في ورش عمل عدّة حول استخدام الموارد التّعليميّة المفتوحة في الدّول العربيّة في عمان العام 2016، والمؤتمر العالميّ الثّاني للموارد التّعليميّة المفتوحة (OER) في ليوبليانا، سلوفينيا، في أيلول 2017 الّذي كان بمثابة عرض لمبادرات المنتدى العربيّ للموارد التّعليميّة المفتوحة التّي هي قيد التّنفيذ، وتحديد مبادرات الموارد التّعليميّة المفتوحة الأخرى التّي تحدث في العالم العربيّ، والمؤتمر حول مشروع الموارد التّعليميّة المفتوحة في مدينة الحمامات- تونس في تموز 2018، الّذي يتمحور حول الموارد التّعليميّة المفتوحة ضمن إطار كفاءات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمعلّمين (ICT CFT) وذلك لدعم وتدريب المعلّمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التّعليم، وتطوير موادّ تدريبهم القائمة على مشروع الموارد التّعليميّة المفتوحة، وتنفيذ تمارين تدريبهم باستخدام هذه الموادّ. ناهيك عن عشرات الدّورات التّدريبيّة مع أعضاء الهيئة الأكاديميّة المشتركة في المركز التّربويّ ومع مدرّبي العلوم والرّياضيات في مكتب الإعداد والتّدريب حول استخدام الموارد التّعليميّة التّي نُفِّذت بنجاح وكان لها أصداء جيّدة بين المشاركين.
وانطلاقًا من كلّ هذه المهمّات ومواكبة المركز التّربويّ للبحوث والإنماء للتّطور العلميّ والفكريّ على كافّة الأصعدة، وكي يستفيد المعلّمون والمتعلّمون من إمكان الوصول المجّاني للموارد التّعليميّة المفتوحة لأغراض التّدريس والتّعلّم. وإيمانًا منّا بأنّه لا يمكن توفير تعليم جيّد باستخدام محتوى مصمّم خارج الحيّز التّربويّ وخارج العلاقات الإنسانيّة بين المعلّمين والمتعلّمين. كما لا يمكن للتّعليم أن يعتمد على منصّات رقميّة تتحكّم فيها الشّركات الخاصّة، لذا وضع المركز التّربويّ للبحوث والإنماء سياسة الموارد التّعليميّة المفتوحة التّي اعتبرت فرصة لتوفير هذه الموارد في الموادّ الاجتماعيّة، والعلوم والرّياضيات واللّغات، بالإضافة إلى التّكنولوجيا والمعلوماتيّة. وجرى ضمان التّدريب المستمرّ على الموارد التّعليميّة الرّقميّة، بهدف التّبادل في المعرفة وبناء القدرات، والاستفادة منها في تحسين محتوى هذه الموادّ، وتسهيل عمليّة الوصول إليها وتثبيتها باستخدام مصادر من الموارد المجّانية والمفتوحة وذلك عبر تشبيكها مع سائر الموادّ التّعليميّة ما يسهم في إتاحتها للجميع، وتسمح بتطويرها بما يتناسب مع متطلّبات العصر وما يتلاءم مع المناهج اللّبنانيّة من حيث المحاور والأهداف.
عمل الفريق بتضامن كامل لمدّة سنتين على وضع السّياسة للموارد التّعليميّة المفتوحة بإشراف ومشاركة الخبير المختصّ في الموارد التّعليميّة المفتوحة الدّكتور فوزي بارود، انطلاقًا من قوانين وأنظمة ومقومات المركز التّربوي للبحوث والإنماء وبالتّنسيق الكامل مع مكاتبه كي تعتمد هذه السّياسة مرجعًا في تقويم الإنتاجات التّعليميّة المفتوحة المعتمدة في لبنان.