أين أصبح عمل اللجان وما هي المهل المحددة لإنجاز اللجان؟
اللجان لم يبدأ عملها بعد. اجتمعت مرّة مع الوزير. اجتمعت مرّة فيما بينها للتعارف ولتداول مواضيع تربوية عامة، اما بالنسبة للمهل المحددة فهي مرتبطة بالتمويل. |
لماذا تهتم مؤسسة غير حكومية (أديان) ممولة من السفارة البريطانية بتعديل المناهج؟ على أي أساس يتم قبول تمويل من جهة دون جهة وعلى أي أساس جرى التكليف؟ لماذا يسمح لجمعية أديان بالتدخل بتشكيل اللجان وعملها وفرض الشروط ؟ وهل تسلب الجمعية بعضاً من دور المركز التربوي للبحوث والإنماء؟
مؤسسة اديان هي مؤسسة غير حكومية وتهتم مثل غيرها من المؤسسات الغير حكومية في لبنان بمشروع تطوير المناهج. ليس صحيح انه يتم قبول تمويل من جهة دون جهة. نحن على استعداد لقبول اي تمويل غير مشروط تحت سقف الدستور وضمن القوانين المرعية الاجراء. كما وان المركز التربوي اذ يحترم مفهوم الشراكة بكل جوانبه يلتزم بالنصوص ويتمسك بدوره التربوي متعالياً عن اي تشويه للواقع من اي جهة كانت. |
هناك اصرار على التركيز على مفاهيم وقيم جديدة في جميع المواد التعليمية منها: ثقافة الجندرة والصحة الانجابية والتربية على السلام وحل النزاعات.
ما رأيكم بتلك الطروحات من حيث الأبعاد الثقافية والأخلاقية؟
يحتاج اي مجتمع الى تطوير ذاته و الى ارساء أسس متينة تضمن ثبات العقد الاجتماعي الذي ارتضته المجموعة الوطنية دستورا للحياة معا. والتطوير هو حركة تغييرية تسعى لتحقيق السلام بين أبناء المجتمع الوطني تحقيقا للمساواة بين الجميع وشعور كل المواطنين بالامن والامان. وعليه تؤمن ثقافة الجندرة وعيا لأبناء الوطن لمنظومة الحقوق والواجبات على أساس إنسانية المواطن بغض النظر عن جنسه وتصبح الصحة الإنجابية مشاركة في المسؤولية الصحيّة والأسرية ومعرفة علمية، بعيدا عن المحظورات (tabous) والأفكار الشعبية السائدة. اما التربية على السلام وحل النزاعات فهي ثقافة الالتزام بالقانون لناحية المطالبة بالحقوق وتجنب ردّات الفعل العنفيّة. لا تعني هذه المنظومة الثقافية التربية على الخنوع والاستسلام او التغاضي عن المطالبة بالحقوق، بل هي ضمان لحق كل إنسان بالمطالبة بحقه وهي تأكيد على حق كل مجموعة وطنية بالدفاع عن وطنها وحق الشعوب بمقاومة اي عدوان او اي خرق للسيادة الوطنية من أي جهة أتت. ان العيش بسلام في أي وطن هو مدماك أساس في شعور المواطن بالانتماء والأمن وانخراطه في ورشة البناء والعمران والتطوير. |
ما تأثيرها على بناء شخصية الطالب؟
لا شك ان المواطن الذي يعي واجباته تجاه ذاته وصحته النفسية والجسدية، قادر على حماية نفسه من مخاطر الانحراف على أنواعه وفي هذا ارساء للأمان المجتمعي وللأمن. اما في ما خَص التربية على حل النزاعات والتربية على السلام، فهي حاجة ماسة في لبنان اليوم حيث يسود التوتر في المجتمع وتتزاحم مشاهد العنف على الشاشات وفي الشارع، فتطبع في ذاكرة اطفالنا ووجدانهم ما يشبه شريعة الاقوى وغياب مفهوم الحق والقانون. ان هذه المنظومة الجديدة من القيم القائمة على ما يشبه شريعة الغاب، لا تبني وطنا ولا تساعد في قبول الاخر المختلف (التعدد في الجنسيات وليس فقط المذاهب والثقافات) وتزيد الشرخ القائم في وطن مازال يعيش أزمة هوية وانتماء ويبحث عن عقد اجتماعي انتفت صلاحيته وفقد شرعيته. الا يستحق لبنان ان يعيش ابناءه بسلام وان يتدربوا على حل نزاعاتهم بالحوار؟ مع التأكيد ان مقاومة الاحتلال وحال التعدي على السيادة الوطنية وحق مقاومة العدوان لا تنافي مبدأ التربية على السلام وحل النزاعات. |
لماذا نحن دائمًا مستوردون للمفاهيم والقيم من الخارج دون أي مقاييس اذا كانت ممكن أن تطبق في بلدنا؟
ان القيمين على تطوير المناهج حريصون على تعزيز القيم اللبنانية وبلورتها وهم كذلك يتطلعون الى الاستفادة من الخبرات العالمية في مجال رفد منظومتنا القيمية بقيم جديدة ترسّخ الانتماء والوحدة وتفعّل الاندماج الاجتماعي وتقاوم مفاعيل العولمة. فنحن بحاجة لبناء مواطن يمتلك مناعة فكرية وقيمية تسمح له باتخاذ القرار المناسب بعيدا عن ردّات الفعل الغرائزية والانفعالية. |
ماذا حول رفض إدارج عبارة العداء للكيان الصهيوني وإلى أي نتيجة وصلت الأمور؟
أعتقد ان موقف المركز التربوي حيال هذا الموضوع كان واضحاً في حديث اجري مع محطة المنار بتاريخ 8/4/2016، حيث قلت ان الدستور يرسم السياسة العامة للدولة ومنها السياسة التربوية التي تنبثق منها المناهج. واننا في المركز وفي مشروع تطوير المناهج تحت سقف الدستور واتفاقية الميثاق الوطني التي تعتبر اسرائيل عدواً. اعتقد العداء لإسرائيل ليس موضوع نقاش. وكل معتد على السيادة اللبنانية هو عدو أيضًا وكل متعامل او متآمر هو عدو أيضًا. والمواطن الذي نسعى الى تكوينه هو مواطن ذو تفكير ناقد وعليه ان يعي ما هي المعايير التي يصنّف من خلالها العدو فيحدد العدوان ويسمي العدو بناء على معايير وطنية موحدة. |