نظم المركز التربوي للبحوث والإنماء ندوة عبر تطبيق تيمز تحت عنوان "مواردي "، وذلك في إطار التحول الرقمي الذي يقوم به المركز ولمناسبة إطلاق المنصة الرقمية التفاعلية .
بدأت الندوة التي تولت إدارتها رئيسة دائرة المنشورات والوسائل التربوية السيدة ريبيكا حداد ، بكلمة لرئيس المركز التربوي الأستاذ جورج نهرا ، رحب فيها بمشاركة وزير الصِّناعةِ اللُّبنانيَّةِ، الأستاذ عماد حبّ الله،وبالمشاركين على تنوع الاختصاصات وقال :
قَدْ تشكِّلُ الظروفُ الاستثنائيةُ والتحدياتُ التي عاشَها الوطنُ، ونحنُ معَهُ، على مدى سنتينِ وما يَزالُ، محرِّكًا للانجازاتِ بالنِّسبةِ للبعضِ، غيرَ أَنَّ هذهِ التحدياتِ عيْنَها قدْ تتحوَّلُ في أعيُنِ ذوي الإراداتِ النَّافِذَةِ إلى عوالِمَ مفتوحةٍ تشحذُ البصرَ وتُنيرُ البصيرةَ، وتصقُلُ في طُرُقِ التفكيرِ. فالجائحةُ، على سلبيَّاتِها، حفَّزَتْ هِمَّتَنَا ووجَّهَتَ أفكارَنا نَحْوَ وَضعِ دليلَ معاييرَ لانتاجِ المواردِ الرقميَّةِ في سياقِ إنتاجِ مواردَ رقميةٍ تلبي حاجاتِ التعلُّمِ منْ بعدٍ في الفترةِ الراهنةِ وتعدُّ العدَّةَ ليأتي وقتٌ يصبحُ فيهِ كلُّ المعلِّمينَ مطالبينَ بانتاجِ مواردَ رقميَّةٍ تستجيبُ لمقتضياتِ المناهجِ الرقميَّةِ قيدَ الإصدارِ...
يتناوَلُ لِقاؤنا اليومَ البحثَ في أكْثَرَ مِنْ مِحْوَرٍ:
المِحورُ الأوَّلُ: إطلاقُ المنصَّةِ الرَّقميَّةِ الخاصّةِ بالمركزِ التربويِّ للبحوثِ والانماءِ:
تمَّ إطلاقُ هذهِ المنصَّةِ كاستجابةٍ للأزمةِ النَّاجمةِ عَنْ جائحةِ فيروس كورونا. كما تمَّ تطويرُها بحيثُ تُواكِبُ السياسةَ التي اعتمدَها المركزُ التربويُّ باتجاهِ التحوّلِ الرقميِّ. وباتَتْ بذلك توفِّرً فرصةً مُثلى للمعلّمينَ والطلابِ للإفادةِ مِنْ آلافِ المواردِ التي تمَّ جَمعُها عبرَ الحملةِ الوطنيَّةِ للمواردِ الرقميّةِ التي استقطبتْ تلكَ التي منحَها الشركاءُ التربويُّونَ وعُمِل على تجميعِها وتطويرِها مِنْ خلالِ استخدامِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، بالإضافةِ إلى تلكَ التي قامَ المركزُ التربويُّ بانتاجِها.
إنَّ مِنصَّةَ "موارِدي" هيَ نظامُ إدارةِ المحتوى، مِنِ إبتكارِ المركزِ، ويتضمَّنُ هذا النِّظامُ هيكليَّةَ المناهجِ الحاليَّةِ، ويتمتَّعُ بِمرونةٍ عاليةٍ لتوافُقِهِ مَعَ أيِّ تغييرٍ أوْ تعديلٍ. تتَّسِمُ منصَّةُ "مواردي" بسهولةِ ربطِها العميقِ مَعَ أيِّ نظامِ إدارةِ تعلّمٍ تختارُهُ وزارةُ التَّربيَةِ والتَّعليمِ العالي، وتمتازُ بأنَّها تتلاءَمُ مَعَ جميعِ أنواعِ الشَّاشاتِ، دونَما استثناءٍ، وتأخُذُ بالاعتبارِ عَدمَ توفُّرِ ألواحٍ ذكيةٍ في متناوَلِ المتعلِّمينَ. وتوفِّرُ منصَّةُ "مواردي" للمُستَخدِمينَ كافَّةً خدماتٍ أربعًا أساسيَّةً نورِدُها كالآتي:
1- خدمةُ الرَّبْطِ العميقِ SSO and API integration)) مَعَ مُطلَقِ مُنتَجٍ يُقدِّمُ خَدَمَاتٍ تربويةً، وبِخاصةٍ مَعَ المكتباتِ الرَّقميَّةِ التَّفاعليَّةِ، محليَّةً كانتْ أوْ عالميَّةً. وبذلِكَ، تصبحُ المنصَّةُ خزَّانًا للموارِدِ الرقميَّةِ التي يُمكِنُ للمركزِ تأمينَها بِحيثُ يَستفيدُ مِنها على حدٍّ سواءٍ كلٌّ مِنَ المعلِّم والمتعلم والمؤلِّفينَ في المركزِ ولِصالِحِهِ. كما يُؤخَذُ بعينِ الإعتبارِ كلُّ مورِدٍ يُستخدَمُ أكثرَ مِنْ سِواهُ أوْ يحصَلُ على ملحوظَةٍ مِنْ جانِبِ المستخدِمِ.
2- خِدْمَةُ أداةِ التأْليفِ (Authoring Tool) وهيَ سهلةُ الإستخدامِ لِجِهةِ أنَّها تسمحُ للمعلِّمِ والمتعلِّمِ كما لِلمركزِ باستخدامِها لِغَرَضِ الإنتاجِ: مِنْ تصميمِ درسٍ رقميِّ إلى درسٍ وَمُنتَجٍ تعليميٍّ/تعلُّميٍّ.
3- خِدمةُ الباحِثِ الذكيِّ (Clever Owl Solution) وتَعْتمِدُ على الذَّكاءِ الاصطناعيِّ في أثناءِ البحثِ عَنْ موارِدَ تعليميَّةٍ/ تعلُّميَّةٍ مفتوحَةٍ مُتوائِمَةٍ معَ المناهِجِ اللبنانيَّةِ، بحيثُ يَستفيدُ مِنْها المعلِّمُ والمتعلِّمُ بعد اجتيازِها آلِيَّةَ عملٍ خاصَّةِ بالمركزِ للمصادقةِ عليْها.
4- خِدمةُ محتوى الجماهيرِ (Crowd Content) وهْيَ مساحةٌ تشاركيَّةٌ تسمحُ للمعلِّمِ والمتعلِّمِ التَّسجيلَ فيها. وبعدَ قبولِهِ الشروطَ المحدَّدَةَ، وبالنَّظرِ لِكونِهِ يستطيعُ الإفادةَ مِنَ الخدماتِ الثلاثِ السابقِ ذكرُها، يُمكِنُهُ تحميلُ مؤلَّفِهِ (سواءَ كان موردًا تعليميًّا أو درسًا أو غيرَهُ) وانتظارُ أنُ يتُمَّ قُبولُهُ، وبالتَّالي تغذيَةُ المنصَّةِ بِهِ، تحتَ سَقْفِ سياسةِ المواردِ التعليميَّةِ المفتوحَةِ، أوْ على العكسِ، أنْ يُعادَ لمؤلِّفِهِ مَعَ إيرادِ الأسبابِ الدَّاعيةِ للرَّفضِ.
وفي ما لو أرادَ سائلٌ الاطِّلاعَ على الاسبابِ الموجِبَةِ لِقِيامِ مشروعِ المواردِ التشاركيَّةِ وتاليًا المِنصَّةِ الرَّقميَّة، فالأسابُ عديدةٌ، نلخِّصُها في ما يأتي:
اوَّلًا: استثمارُ الموارِدِ الرقميَّةِ الوطنيَّةِ التي تمَّ انتاجُها مِنْ قِبَلِ أساتذةٍ لبنانيِّينَ، ما يُغنينا عنْ شراءِ مواردَ رقميَّةٍ عالميَّةٍ، يكلِّفُنا الحصولُ عليها أموالًا طائلةً، عِلمًا بأنَّها، في غالبيَّتِها، لا تتوافَقُ والمنهجَ اللبنانيِّ، وبخاصَّةٍ عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالمواردِ العائدةِ لموادِّ الجغرافيا، والتاريخِ، والتربيةِ الوطنيَّة، والفلسفةِ، واللُّغَةِ العربيَّةِ وغيرِها. ومِنْ شأنِ هذا الاستثمارِ للمُنتَجِ الرَّقميِّ المحليِّ والوطنيِّ، والذي مِنَ المُفضَّل أنْ نواظبَ على استثمارِهِ لحينِ صدورِ مناهِجِنا الجديدةِ، أنْ يجنِّبَنا الهدْرَ في الأموالِ العموميَّةِ، ما يعني الاستثمارَ الأمثلَ بالتَّكلِفة الأقلَ اوْ Optimisation économique à moindre coût.
ثانيًا: حثُّ أفرادِ الهيئَةِ التعليميِّةِ في المؤسساتِ التعليميَّةِ كافَّةً، في القطاعينِ العامِّ والخاصِّ، على تشارُكِ المواردِ في ما بينَهِمْ، ما يساعِدُ في تعزيزِ تبادلِ النِّتاجاتِ، ويوفِّرُ بالتَّالي على المعلِّمِ المُستفيدِ عناءَ البحثِ المطوَّلِ، والذي قدْ يكونُ في أحيانٍ كثيرةٍ بلا طائلٍ أو جدوى، عن موردٍ تعليميٍّ رقميٍّ مناسبٍ معْ مراعاةِ الاحتفاظِ بحقوقِ التأليفِ. وفي هذا الأمرِ فُرصةٌ لتعميمِ ثقافةِ المواردِ التَّعليميَّةِ المفتوحَةِ OER)) وأهميَّتِها في اقتصادِ المعرِفةِ واستدامتِها، معْ ما تتيحهُ للمعلِّمِ منْ إمكانيَّةِ تطويعِ المُنتَج الرقميِّ لغاياتٍ ديداكتيكيَّةٍ يحدِّدُها المعلِّمُ نفسُهُ، ما يضعُ مستخدمَ المنصَّة أمام واحدةٍ من صِيغٍ ثلاثةٍ: استهلاكُ المورِدِ الرَّقميِّ المتوفِّرِ على المنصَّةِ، إبتكارُ الموردِ، وإعادةُ تصنيعِهِ أو تكييفهِ. فـَ "مواردي" منصةٌ، كما ذكرْنا، وطنيَّةٌ تشارُكيَّةٌ، تُتيحُ لجميعِ الفاعلينَ في الحقلِ التربويِّ، على المستوى الوطنيِّ، ولربَّما أيضًا الاقليميِّ، أنْ يرَوْا بِأمِّ العينِ منجَزاتِ المركزِ التّربويِّ، وتَشجِّعُهُم على التَّشبُّهِ بهِ، وتؤكِّدُ لهُمْ حقيقةَ كونِهِ رائدًا أيضًا في تجسيدِ الآليّاتِ التَّربويَّةِ التي تناسِبُ التَّحوُّلَ الرَّقميَّ اليومَ في العالمِ وتتماشى، إنْ لمْ نقُلْ تتماهى، مَعَهُ، ليسَ على مستوى العمليَّةِ التعليميَّةِ-التعلُّميَّةِ فحسبُ، إنَّما أيضًا على مستوى العملِ الاداريِّ.
ثالثًا: استِجابَةُ الموارِدِ المنتَجَةِ محلِّيًّا إلى حاجةٍ معيَّنةٍ بالذاتِ، ما لا يُمكِنُ أنُ توفِّرَهُ للمُستهلِكِ اللُبنانيِّ المواردُ العالميَّةُ في ما خصَّ البيئةَ والمجتمعَ، أضِفْ إلى أنَّ المواردَ اللُبنانيَّة يتِمُّ تصنيفُها على أنَّها جاهزةٌ لخدمةِ المنهجِ اللبنانيِّ.
المحورُ الثَّاني: التحوُّلُ الرّقميُّ
ينتقِلُ المركزُ التربويُّ، في سياقِ عمليَّة التطويرِ الدَّاخليِّ التي يقومُ بِها، تدريجيًّا مِنْ زمنِ النشاطِ الورقيِّ إلى زمنِ التحوُّلِ الرَّقميِّ، بحيثُ تصبحُ أعمالُهُ كافَّةً رقميَّةً مع ما يؤدِّي إليهِ ذلكَ مِنْ تخلٍّ عَنِ استِخدامِ الورقِ وتاليًا، من خفضِ في الفاتورةِ الاستهلاكيَّة، وما يَعنيهِ تبنِّي اقتصادِ المعرِفةِ هذا مِنْ دعمٍ للاقتصادِ، أوْ لِنَقُلْ منَ التَّخفيفِ عنْ كاهِلِهِ. فالحاجةُ التشغيليَّةُ في المؤسَّساتِ التَّربويَّةِ، وفي القطاعِ التربويِّ بشكلٍ عامٍ، صارتْ مُكلِفةً جدًا ما حدا بِنا إلى الاعتقادِ، لا بلْ إلى اليقينِ، بأنَّ إمكانيةَ تحويلِ كافَّةِ المواردِ والأعمالِ والمُستنداتِ في المركزِ التربويِّ إلى أدواتٍ وَوَسائلَ رقميَّةٍ من شأنِها أوَلًا أنْ تجعَلَ هَذِهِ الأخيرةِ أكثَرَ شفافيةً ومِصداقيَّةً، وثانيًا أنْ يؤدِّيَ التَّحويلُ المذكورُ إلى خفضِ تكلِفَتِها المرتَفِعةِ بِنسبةٍ عاليةٍ.
المحور الثالث: المواردُ الرَّقميَّة المفتوحةُ:
إنَّ الموارِدَ الرَّقميَّةَ المفتوحةَ، كما تُشيرُ تَسميتُها، وسائلُ تعليميَّةٌ، رقميَّةٌ، موضوعةٌ في تصرُّف مَن يحتاجُ إليْها من المعلِّمين بحيثُ يتمكَّنُ كلٌّ منهمْ، وتِبعًا لحاجتِهِ ولِجديَّةِ البحثِ الذي يقومُ بِهِ، مِنْ تنويعِ الطرائقِ التي يقدِّمُها لمتعلِّميهِ، ويتطوَّرُ لجهةِ قُدُراتِهِ ونماءِ معارفِهِ، وحتّى لِجهَةِ استعدادِهِ وقدرتِهِ على المُشاركةِ في إنتاجِ مواردَ رقميَّةٍ تأتي لتُضافَ إلى "الثروةِ" الرَّقميَّةِ الوطنيَّةِ، ما يفتحُ البابَ أمامَهُ واسِعًا لكيْ يكونَ أكثرَ حضورًا، وأن يُبرِزَ إبداعاتِهِ على المستويينِ الوطني والعالمي، بحيثُ يصبِحُ أكثرَ فِعلًا وأثرًا، في العالمِ الرقميِّ، كمؤَلِّفٍ وكاتِبٍ ومُنتِجٍ، أكثرَ مِنْه كمُتلقٍ للوسائلِ الرقميَّةِ، يأخذُ مِنْها فقطْ ما يحتاجُهُ بِغَرضِ استخدامِهِ في التّعليمِ. إنَّ المعلِّمَ اللُّبنانيَّ مدعوٌ اليومَ بحكمِ الحاجةِ والضرورةِ والواقِعِ، إلى التحوُّلِ مِنْ مجرَّدِ "مستهلكٍ" للمعرفةِ الرَّقميّةِ إلى "منتِجٍ" للوسائلِ التي يمكِنُ للرَّقميَّةِ أنْ تقدِّمَها، ما يعني تحوُّلَ هذا المعلِّمِ مِنَ مالكٍ لـِ "المعرفةِ الرقميّةِ" إلى مالِكٍ لـِ "المهارةِ الرّقميّةِ" التي يتبعُها حُكمًا اتخاذُ "المَواقفِ" بشأن المنتجاتِ الرقميَّةِ، ونعني بذلكَ قدرةَ المعلِّم على الحكمِ على مضمونِ منتَجٍ رقميٍّ كما على فاعِليَّتِهِ، وإبداءِ الرأيِ في مستواهُ، والمُفاضَلةِ بينَ مُنتجٍ وآخرَ. وبذلكَ، يكونُ المركزُ التربويُّ قدْ عمِلَ وما زالَ جاهدًا على إعدادِ جيلٍ مِنَ "المعلِّمينَ الرَّقميينَ"، إن جازَ التعبيرُ أوْ صَحَّتِ الاستِعارةُ.
المحور الرّابع: المشاركة
إنَّ عمليَّةَ المشاركَةِ والتشارُكِ في التحوُّلِ الرقميِّ وفي بناءِ وتبادُلِ الخبُراتِ جعلتْنا كمركزٍ تربويٍّ للبحوثِ والانماء في قلبِ الحدثِ الرَّقميِّ في لبنان، وأفضتْ إلى ولادةِ منصَّةِ "مواردي"، وهي منصةٌ وطنيَّةٌ تشارُكيَّةٌ، تسمحُ لجميعِ المعلّمينَ أنْ ينهَلوا مِمَّا تقدِّمُه لهُم مِنْ وسائلَ رقميَّةٍ همْ بحاجةٍ ماسَّةٍ إليها في ظلِّ تأخُرِ صدورِ المناهجِ الجديدةِ، وكأنِّي بالوسائلِ المُبتَكَرةِ قدْ جاءتْ مِنْ أرضِ التجربةِ والواقعِ لتخدُمَ واقِعًا باتَ يدورُ حولَ نفسِهِ بسبَبِ تجاوزِ العالمِ الرقميِّ للمناهجِ الحاليَّةِ، كما تسمحُ لهمْ بأنْ يتركوا بصمةً رقميةً خاصَّةً بِهِمِ تؤدِّي إلى إثراءِ المنصّةِ الوطنيَّة، بالاعتمادِ على الاستثمارِ في الخبراتِ المحليَّة، ما يستتبِعُ الاستغناءَ نسبيًا عنِ المواردِ الأجنبيَّة غيرِ الملائمةِ في أغلبِ الأحيانِ للمناهجِ اللُّبنانيَّةِ والتوفيرَ على المستوى الاقتصاديِّ. ولضمانِ جودةِ المواردِ الرَّقميَّةِ المذكورةِ، سيقومُ المركزُ التربويُّ بما يلزمُ قبلَ نشرها على "مواردي" بحيثُ تكونُ هذهِ الأخيرةُ فِعليًّا منصةً تحاكي الواقعَ اللبنانيَّ وتشجِّعُ المنتَجَ الرقميَّ اللبنانيَّ، التربويَّ البحْتَ، وتحفِّزُ الجميعَ على مشاركَةِ الإنتاجاتِ المميَّزَةِ.
أضاف : يراوِدُنا جميعًا التساؤلُ حولَ ما إذا كانَ زخمُ التعلُّمِ والتَّعليمِ الإلكترونيِّ سيستمرُّ في مرحلةِ ما بعدَ كورونا؟ وما إذا كانَ سيخبو ألَقُ، نعم ألقُ، هذا النوعِ المستجدِّ من التعليمِ وتعودُ الأمورُ إلى ما كانتْ عليهِ في السابقِ؟ تتعدَّدُ التوقعاتُ والآراءُ في هذا السِّياقِ بينَ أنْ تعودَ الأمورُ إلى مسارِها السابقِ لكورونا، وَأنَّ لا رجعةَ عنِ التعلُّمِ الإلكترونيِّ الذي طالَ انتظارُ التحوُّلِ. إنَّ ما سنشهَدُهُ في الأيامِ المُقبِلةِ لجهةِ اندحارِ الجائحةِ أو مكوثِها من جهةٍ، وفاعليةِ التعلُّمِ منْ بُعدٍ أوْ تعثرِهِ مِنْ جهةٍ أخرى كفيلٌ بحسمِ الأمرِ وبإعطاءِ الجوابِ الشافي والنهائيِّ لهذِهِ التساؤلاتِ. لكنْ، أيًّا يكُنْ مصيرُ التّعلُّمِ الالكترونيِّ مِنْ بُعْدٍ، فإنَّ العملَ بموجَبِ التحوُّلِ الرقميَّ سبقى مندفعًا إلى الأمامِ، وسيفرضُ نفسَهُ بديلًا مرجَّحًا، تلبيةً لِحاجاتٍ اقتصاديَّةٍ، إنتاجيَّة، مجتمعيَّةٍ جمَّةٍ.
على أملِ أنْ يكتبَ لنا اللهُ ما فيهِ الخيرُ لكُمْ جميعًا ولنا، لِصحتِنا وصحةِ مواطنينا والبشرِ أجمعينَ، كما لمستقبلِ أبنائِنا الطلابِ، يعاهدُكُم المركزُ التربويُّ بأنْ يبقى على أهبةِ الاستعدادِ للتماشي مع كلِّ المستجدات في المجالين التربوي والتعليمي، وأن يسعى جاهدًا بمؤازرةِ كلِّ الشركاءِ أوِ الراغبينَ الفاعلينَ في مجالِ التربيةِ والرَّقميَّةِ إلى تجاوزِ الصعابِ وإرساءِ سياسةٍ تربويةٍ قائمةٍ على مفاهيمِ الحداثةِ والتطوُّرِ ومحاكاةِ المجتمعاتِ الأكثر تقدُّمًا في مجالِ التحوُّلِ الرَّقميِّ، وإلى تبادُلِ الخنُراتِ والانجازاتِ لِما فيهِ مصلحةُ الأطرافِ كافَّةً.
الوزير حب الله :
ثم كانت كلمة لوزير الصناعة الدكتور عماد حب الله قال فيها :
بدايةً، اسمحو لي ان اتقدم بالتهئنة لموظفي ولطاقات المركز التربوي البشرية لانجاز منصة MAWARIDY.
فالاعلان عن اي منصة رقمية هو اضاءة شمعة في الظلام الحالك الذي يشهده لبناننا الحبيب. فكيف الحال عند الاعلان عن منصة رقمية تربوية تفاعلية،
جامعةٍ للموارد، وبعيدة المدى والوصول، وغنية المصادر، وواسعة الاستعمالات.
كورونا جائحة عصفت بالعالم، ودمرت اقتصادات،وازهقت أنفس،واعادت رسم خارطة الاجتماع والمجتمعات،وخلقت تحديات جسام،وفرضت التباعد،
والزمت العالم منازلهم وغرفهم،وابعدتهم عن مناهل علمهم ومعرفتهم التي اعتادوها وارتادوها واعتمدوها. ولكنها، ومن دون شك، خلقت فرصا خلاقة،
وفتحت الباب امام البحث والتشارك والإبداع والابتكار، وتراكم الخبرات،
وتجميع القدرات الخلاقة، ورقمنة التربية، والتراكم المضطرد الجماعي المجتمعي للمعرفة والتمكين التربوي، دون اغفال الخصوصية، او الفرادة،
او القيم التربوية،او الشفافية..
وفي زمن الجائحة، وفي خضم الأزمات والمصائب، تراجع الجميع الى مضاجعهم الأمنة، وعادوا الى مواردهم التي بدأت محدودة،وتواصلوا لرفد عضهم البعض بالعلم والمعلومات، وتشاركوا الموارد والمصادر،واوجدوا منصات وابتدعوا وابتكروا.
وكانت كلها مبادرات،ومساهمات،ومحاولات،وابداعات بمستويات مختلفة.
ولكن كان لا بد من وسيلة لخلق منصة تصل وتجمع كل يلزم وما امكن،
وتساعد المتعلم والمعلمة على تأمين الحد الأدنى من صدقية الموارد.
ومن هنا كان لا بد من ان يخطو المركز التربوي الخطوة الأساسية تجاه مأسسة العمل التربوي والمبادرات والموارد، وضمانة، ولو الحد الأدنى من المعرفة الضرورية المشتركة، دون قمع أو ردع، الفكر البحثي التشاركي،
أو الحد من آفاق المعرفة والاطلاع والابداع..
من هنا ولدت منصة المركز التربوي MAWARIDY وكانت اكثر بكثير من حد أدنى، واكبر من مبادرة ومن افضل ما يمكن ابداعه.
ولدت منصة تربوية جامعة بحثية إبداعية ابتكارية تشاركية تراكمية معرفية رقمية ولكنها ذكية وتخصيصية.
فهي منصة تربوية بامتياز ومن صنع المركز التربوي الحريص على مستوى العلم والتربية في وزارة التربية والتعليم العالي.
ابتكر المركز التربوي نظاما ومنصة سهلة مرنة لإدارة المحتوى بما فيها هيكلية المناهج الحالية. ولقد تم ربط المنصة ربطا عميقا مع أي نظام إدارة تعلّم تختاره وزارة التربية والتعليم العالي، وهي تلائم جميع أنواع الشاشات.
والمنصة تؤمن أداة تأليف Authoring Tool)) سهلة الإستخدام،
وتستخدم باحثا ذكيا وتؤمن محتوى الجماهير كمساحة تشاركية ذكية.
والمنصة جامعة للموارد المتوافرة، وتفتح المجال لمرتاديها للوصول للمنشآت والموارد المحلية والعالمية،دون الحاجة للتنقل بين المنصات خلال بحثه او تحضيره.
تمثل هذه المنصة خلاصة عمل العديد من التربوييين والتقنيين والباحثين والأخصائيين.وهي واجهة للتربية والقدرات التربوية المتقدمة في لبنان.
كما انها تجمع بين الموارد التربوية اللبنانية والعالمية،
بالاضافة الى مكتبة لبنانية/عالمية تساعد الاستاذ على العودة الى مصدر جامع لتحضير دروسه،والعمل على زيادة مؤهلاته،ويعزّز كفايات التّفكير العليا والتّعلّم الذّاتيّ والبحث العلميّ لديه،وبالتالي توفير الوقت والجهد للاستاذ.
كما تمثل المنصة مرجعا علميا وفكريا محفزا للطلاب،حيث تشكل بيئة تفاعلية غنية،وتجعل تكنولوجيا التربية اكثر فعالية وجاذبية وطبيعية.
ويعتبر انجاز هذه المنصة بأنه مؤشرٌ ايجابيٌ مضيءٌ نحو التحول الرقمي،
والحوكمة الرقمية،بحيث ان المركز التربوي من اوائل المؤسسات الرسمية الاولى التي تعتمد الحوكمة الرقمية.
ان تزويد وتسليح الطلاب بالمعارف والكفاءات والمهارات هو استثمار ذو عائد مرتفع جدا، وهو بالتاكيد سيكون رافدا للقطاع الصناعي باليد العاملة الماهرة ذو القيمة المضافة العالية.
o هذه المنصة هي خطوة أولى في رحلة الالف ميل لوزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي خاصة نحو التحول الرقمي والحوكمة الرقمية بحيث يكون المركز التربوي المؤسسة الرسمية الاولى التي تعتمد الحوكمة الرقمية.
o لا شك انها خطوة ثابتة تفتح ابوابا واسعة للتشارك المعرفي الرقمي والإبداع الرقمي والابتكار الرقمي والصناعة الرقمية والمعرفة الرقمية الذكية.
o وهنا لا بد لنا جميعا للعمل سويا وللتشارك في السعي مع مجلس النواب لمأسسة المنصة والدفع الرقمي نحو المعرفة الرقمية.
مرةً أخرى، اهنيء المركز التربوي ووزارة التربية على هذا الإنجاز الرقمي المعرفي..
ان وزارة الصناعة، وتنفيذا للخطة الاستراتيجية لتنمية القطاع الصناعي وآلياتها التنفيذية 2020-2025 التي اطلقناها بتموز 2020 انجزت اعداد منصة إلكترونية تربط المصانع الوطنية ببعضها البعض ومع الجامعات اللبنانية، للإستفادة من قدرة الإبحاث والأفكار العلمية، والدفع بإختصاصات تطبيقية تتلاءم مع حاجات سوق العمل كما تسمح بتأمين تدريب للطلاب في المصانع وعرض فرص العمل المتوفرة في المصانع ومن مهام هذه المنصة:
● تأمين التناسب Supply- Demand Matching بين الطلب على العمال (حاجات سوق العمل: فرص التوظيف في المصانع والمؤهلات المطلوبة ) والعرض (الإختصاصات العلمية والمهارات المتوفرة في الجامعات)
● خلق مساحة التعاون بين الجامعات والمعاهد التقنية من جهة والمصانع من جهة أخرى لناحية عرض حاجات الصناعيين من أدوات العمل التقنية و/أو تصنيع المعدات الجديدة وتطوير الأدوات القائمة، كما تأمين الوظائف للخريجين.
● تأمين التكامل بين الصناعيين اللبنانيين ) clustering/chains ( بتحديد كل منهم حاجاته من المواد الاولية والمنتجات نصف المصنعة والمنتجات تامة الصنع المستخدمة في صناعتهم التحويلية، الأمر الذي يخلق فرص تكامل فيما بينها.
انني وبهذه المناسبة، ادعو الى اعادة النظر بالمناهج التي تدرس حاليا في مدارس ومعاهد ومهنيات وجامعات لبنان بحيث تأخذ بعين الاعتبار حاجات السوق ولا سيما الصناعات المعرفية والتقنية والإبداعية وذات القيمة المضافة العالية التي تسمح بالتحول إلى الإقتصاد المعرفي وخلق ميزات تفاضلية بقطاعات معرفية وتخصصية:
FinTech, CreativeTech, EdTech & HealthTech ، من ضمنها التكنولوجيا، الاتصالات البرمجيات، الالكترونيات، الطاقة البديلة، البرمجيات، المعدات الصناعية المتقدمة.
ثم كانت كلمات لكل كمن العميدة الدكتورة تيريز الهاشم طربيه التي تحدثت عن اهمية منصة موردي وعن المعلم الذي اعتبرت انه محور في اقتصاد المعرفة .
كذلك كانت مداخلة للدكتور ميلاد سعد حول إثراء محتوى المناهج بالموارد التعليمية المفتوحة.
د.سعد هو أستاذ مساعد في الجامعة اللّبنانية، كلية التربية (العمادة)، يدرّس تكنولوجيا التربية ، عضو في لجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصال (الجامعة اللّبنانية، كلية التربية). وقد ساهم بصفته استشاري للمركز التربوي للبحوث والإنماء عام 2014 بإطلاق المناهج التفاعليَة وعمل على فصل مسار إثراء المناهج الدراسيّة الحالية عن مسار تطوير المناهج. وله العديد من الأبحاث حول إعداد المعلمين والتربية في العصر الرقمي ومنها تطوير الإطار النظري TPACK إلى ما يعرف بـ TPACK-XLوالذي يتم الإستعانة به في العديد من الأبحاث في العالم. مشارك في العديد من المؤتمرات في لبنان والدول العربية والأوروبية حول التربية في العصر الرقمي.
تناول د.سعد في مداخلته مسارين متوازيين: الأول، يعرّف مفهوم الموارد التعليمية المفتوحة ويثني على جهود ومبادرات المركز التربوي للبحوث والإنماء في مواكبة إلتزامات القمم العالمية لمجتمع المعلومات WSIS، وتوصيات المؤتمرات الداعية لتوسيع استخدام الموارد التعليمية المفتوحة OERs. المسار الثاني يمثّل دعوة ملحّة للتربويين لإنتاج وتشارك موارد تعليمية محليّة لإثراء المناهج الدراسيّة في لبنان من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، مع الإضاءة على أن هذه المهمة تقع في صلب معارفهم ودورهم بحسب الأبحاث.
(لتحميل محتوى المداخلة يرجى الضغط على الرابط الآتي : مداخلة د.سعد )
ثم تم عرض فيديو عن منصة المركز التربوي التي تحمل إسم مواردي تظهر الموارد التربوية التي تقدمها هذه المنصة لجميع المعلمين والمتعلمين .
ثم عقدت جلسة نقاش مع الخبير المعلوماتي في المركز التربوي الدكتور هشام خوري ، اجاب في خلالها على اسئلة المشاركين .