المركز التربوي للبحوث والإنماء يتابع تحضيراته المتعلقة بالدراسة التحضيرية لل Pisa 2020.
فمن ضمن خطة الاستجابة الذي أشار إليها في تقريره الذي أطلقه في كانون الأول الماضي، قام المركز التربوي بورشة عمل تدريبية على مدى ثلاثة أيام، من ٦ إلى ٨ شباط ٢٠٢٠، لتدريب المدربين والمندوبين الذين سيقومون بالدراسة التجريبية في عينة من المدارس الرسمية والخاصة.
هدفت هذه الورشة الى تطوير كفايات المدربين وبالتالي المعلمين والمتعلمين، في حلّ مشكلات حياتية مستخدمين ثقافة القراءة وثقافة الرياضيات والثقافة العلمية والتفكير الإبداعي بحسب الإطار النظري الخاص بالPISA.
في هذا الإطار، توزعت أنشطة الورشة على ثلاثة أيام، تمّ خلالها استكشاف الإطار المرجعي للمجالات الاربعة والتعرف على أنواع بنود الأسئلة ومقاربات الإجابة عليها وتحميلها على منصّة المركز التربوي، وذلك كما يلي:
1- مجال ثقافة فهم المقروء: المجال اللغوي الذي يرتكز على قدرة المتعلم على فهم نصّ مكتوب باللغة الأجنبية (الانكليزية او الفرنسية). يقيس هذا المجال قدرة المتعلم على استخراج المعلومة من نصّ واحد أو من عدة نصوص، وعلى فهم المعنى المباشر والمعنى المبطّن للجمل والفقرات، وعلى استخلاص العبر واستنتاج الغاية من النص، وعلى تقييم مصداقية ونوعية المعلومات، وعلى اكتشاف وجهات النظر المتناقضة وتقييمها. وتتنوّع النصوص في هذا الاختبار من حيث الشكل، والنمط، والمصدر، والتنظيم، بغية محاكاة وضعيات من واقع الحياة تستلزم التعامل مع كافة مصادر المعلومات واستخدام التكنولوجيا.
يتألف الاختبار من وحدات متعددة مؤلّفة من نصوص متنوّعة وبنود أسئلة تختبر مختلف العمليات الذهنية التي يحتاجها المتعلم ليظهر مستوى براعة معين في الفهم وتتدرج هذا الأسئلة في الصعوبة، من السهل إلى متوسط الصعوبة وصولا إلى الصعب.
٢- مجال ثقافة الرياضيات: يتمّ خلاله اختبار قدرة المتعلم على استثمار معارف ومهارات الرياضيات في حلّ مسائل حياتية والوصول إلى قرارات وإعطاء أحكام انطلاقًا من حجج وبراهين متينة وذلك بهدف تلبية احتياجاته الحياتية والتصرّف كمواطن فعّال ومسؤول ذي تفكير سليم. في هذا السياق، يتمّ اختبار مدى قدرة المتعلم على استخدام التفكير المنطقي في مقاربته لحلّ المشكلة من خلال مروره بثلاث مراحل هي: صياغة الإشكالية ومن ثم تصميم نموذج أو بنية رياضيّة للمشكلة تخوله استعمال وتوظيف مفاهيم المادة واجراءاتها لاستخلاص النتائج الرياضية، ليعود بعدها الى تفسير النتيجة وإعادة ربطها بسياق المسألة المطروحة وإطلاق حكم أو اتخاذ موقف ما إذا كانت النتائج معقولة وذات معنى في سياق المسألة. خلال هذه المراحل يوظف المتعلم مهارات القرن الواحد والعشرين ومنها مهارات التفكير النقدي والإبداعي والاستقصائي والمبادرة والمثابرة وصوابيه استخدام المعلومات والتفكير النظمي/تفكير النظم الشامل والتواصل والتفكر.
يتألف الاختبار من وحدات متعددة، عبارة عن "مسائل ووضعيات حياتيّة" وكل وحدة مكونة من عدد من بنود الأسئلة تطال أحد خطوات حل المشكلة الثلاث وموظفة مهارات معينة في سياق معين (شخصي، مهني، علمي، أو إجماعي) مستهدفة معارف معينة من محاور مختلفة (الفضاء والشكل، التغيير والعلاقات، قياس الارتياب والبيانات، الكمية). تتدرج مستويات الأسئلة في الصعوبة بحسب مقياس محدد من قبل الدراسة كما تتدرج بحسب مستويات البراعة في استثمار العمليات الذهنية من المستوى الأول إلى المستوى السادس بحسب شبكة تحدد سمات فكرية/ذهنية لكل مستوى حيث يطال كل سؤال مستوى معين من المهارات الفكرية أو الذهنية.
٣- مجال الثقافة العلمية : في هذا المجال، يتم اختبار المتعلمين في قدرتهم على حل مشكلات حياتية من خلال استثمار ثلاث كفايات هي:
- تفسير الظواهر اليومية
- تحليل البيانات والمعارف العلمية والبراهين والتفكر فيها،
- تصميم وتقييم أنشطة التقصي، العلمي والتحقق من مدى صدقيتها وموثوقيتها،
وذلك في سياقات حياتية مختلفة منها ما هو شخصي ومرتبط مباشرة بحياة المتعلم (مثال : صحته الجسدية) ومنها ما هو محلي أو وطني (مثال : تلوث البحار والأنهر) ومنها ما هو عالمي (مثال : الاحتباس الحراري). وقد حددت الدراسة عدد من المحاور العلمية المألوفة والمتكررة في حياة المتعلمين اليومية في مجالات علوم الحياة وعلوم الأرض والفضاء والعلوم الفيزيائية. تتمحور هذه المواضيع حول الصحة والأمراض، الموارد الطبيعية، جودة البيئة، الكوارث، وأحدث المواضيع العلمية والتكنولوجية، حيث يتم استثمار المعارف المرتبطة بها والمعارف الإجرائية وما وراء المعارف أي التفكر بمعارف المحتوى والمعارف الإجرائية في حل المشكلات الحياتية.
يتألف الاختبار من عدد من الوحدات التي تعرض المشكلات الحياتية وكل وحدة مكونة من عدد من بنود الأسئلة تطال أحد الكفايات في سياق معين مستهدفة أحد أنواع المعارف ومستثمرة مواضيع محددة من تلك التي تم ذكرها. تتدرج مستويات الأسئلة في الصعوبة بحسب مقياس محدد من قبل الدراسة كما تتدرج بحسب مستويات البراعة في استثمار العمليات الذهنية والبراعة فيه من المستوى الأول إلى المستوى السادس بحسب شبكة تحدد سمات فكرية/ذهنية لكل مستوى حيث يطال كل سؤال مستوى معين من المهارات الفكرية أو الذهنية.
٤ - مجال التفكير الإبداعي : أضيف إلى دورة PISA 2021 مجال جديد وهو مجال كفايات التفكير الإبداعي، والذي يقيس قدرة المتعلمين على الابتكار أو الإبداع في أربع مجالات هي: الإبداع في التعبير الكتابي، والإبداع في التعبير البصري ومهارات التصميم، والإبداع في حل المشكلات الاجتماعية، والإبداع في حل المشكلات العلمية. وذلك من خلال قياس مدى قدرتهم في توليد أفكار غير تقليدية مختلفة عن بعضها البعض، على أن تكون هذه الأفكار إبداعية، بالإضافة إلى قدرتهم على تقويم أي منتج وتطويره من النواحي البنيوية والوظيفية.
يتألف الاختبار من وحدات تتألف بدورها من ثلاثة بنود أسئلة تقيس كل منها القدرة على:
- إنتاج أفكار متنوعة غير تقليدية،
- انتاج فكرة إبداعية من الناحية البنيوية أو الإجرائية،
- تقويم أي فكرة او منتج حالي وتحسينه من حيث الشكل والفعالية.
خلال الورشة التدريبية، تعرف مندوبو المركز التربوي الذين سيواكبون الدراسة التجريبية على خصوصية هذا الاختبار لينقلوا خبرتهم إلى معلمي المواد والى المتعلمين.
13-2-2020