شارك المركز التربوي للبحوث والانماء مع الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية وبالشراكة مع كلية التربية في الجامعة اللبنانية والجامعة الإسلامية في لبنان والمعهد اللبناني لإعداد المربِّين في جامعة القديس يوسف وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والسفارة الفرنسية (قسم التعاون الثقافي) والمعهد الفرنسي للتربية التقويمية في فرنسا والمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع وجامعة إسطنبول ايدن في تركيا – قسم علم الاجتماع وجمعية ديان ومركز تنمية الموارد البشرية للدراسات والأبحاث في برلين والمنتدى العالمي للأديان والإنسانية وجمعية النور للتربية والتعليم وجمعية بلادي والمنتدى العربي لدراسات المرأة والتدريب في مركز المؤتمرات في مدينة رفيق الحريري الجامعية - بيروت /لبنان.
كان لرئيس المركز التربوي للبحوث والانماء كلمة في الإفتتاحيّة ممثلاً برئيسة قسم التربية الوطنية والتنشئة المدنية ومنسقة لجنة التربية على المواطنيّة الدكتورة بلانش أبي عسّاف، حيث عرض حاجة المجتمعاتِ إلى تعديلِ الدورِ الذي تقومُ بهِ التربيةُ وتطويرِهِ، بحيثُ تتمكَّنُ هذهِ الأخيرةُ مِنَ الاضطلاعِ بالدورِ المَنوطِ بِها في تظهيرِ التغييرِ، وبخاصةٍ أنّ التربيةَ تأتي في طليعةِ النظُمِ الاجتماعيَّةِ لجهةِ الفاعليَّةِ والتأثيرِ في الأنظمةِ الأخرى من ثقافيَّةٍ واقتصاديَّةٍ وما إليها...
كما أكدّ أن التربيةُ ستبقى إحدى الأدواتِ الرئيسةِ التي يُستندُ إليها في تمتينِ البناءِ الثقافيِّ ونقلِ الحضارةِ والمحافظةِ عليها، والركيزةَ الأمتنَ في الدفعِ باتجاهِ التحوّلاتِ الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ والسياسيّةِ، في مجتمعاتِها مِنْ جهةٍ، ولمواجهةِ التحديّاتِ الناشئةِ عنِ العولمةِ من جهةٍ ثانيةٍ...
ولئنْ يكنْ مِنْ مهامِ التربيةِ نقلُ القِيمِ والتراثِ مِنْ جيلٍ إلى جيلٍ، وهذا أمرٌ متَّفقٌ عليهِ، فإن المسؤوليةُ الاجتماعيَّةُ هذِهِ ترتكزُ على قيمٍ أخلاقيَّةٍ وانسانيَّةٍ ساميةٍ. أما البعدُ الأخلاقيُّ للمواطنيَّةِ فينطلقُ مِنَ التجرُّدِ مِنَ المصالحِ الشخصيَّةِ للارتقاءِ نحوَ السعيِ لتحقيقِ مصلحةِ الجماعةِ، ويرتكزُ إلى قيمِ النزاهةِ والشفافيةِ وتطابقِ القولِ والفعلِ. أما البعدُ الأخيرُ المستجدُّ لمفهومِ المواطنيّةِ فَهْوَ البعدُ الإنسانيُّ العالميُّ الذي يتجاوزُ الانغراسَ في الذاتِ القوميّةِ وحصرَ المواطنيّةِ بالمعنى الضيّقِ لها أيْ بالحدودِ الجغرافيّةِ للدولةِ، لينفتحَ على العالمِ دونَ أنْ يتنازلَ عن هويّتِهِ الخاصّةِ المشبعةِ بفلسفةِ المجتمعِ الذي إليهِ ينتمي، كما بالعناصرِ الثقافيّةِ المميّزةِ لهذه الثقافةِ، ولا عن البعدِ الحقوقيِّ بما يضمنُهُ مِن حقوقٍ أو يرتِّبُهُ مِنْ واجباتٍ.
وباعتبارِ التربيةِ أداةً أساسيّةً إما لنقلِ التراثِ الثقافيِّ مِنْ جيلٍ إلى جيلٍ أوْ لتعزيزِ الانتماءِ إلى الإنسانيَّةِ مع ما يعنيهِ هذا مِنْ طغيانِ مفاهيمِ العولمةِ، فإنَّها تواجهُ تحدّياتِ هذهِ العولمةِ التي تسعى إلى فرضِ قيمِها وأفكارِها ومشاريعِها على الصغارِ قبلَ الكبارِ.
أما أبرزُ هذهِ التحدّياتِ فيُمكِنُ رصدُها في الجوانبِ الآتيةِ:
1. ما تنتظرُهُ البشريةُ مِنَ القرنِ الحادي والعشرينَ في ما يخُصُّ تطلّعاتِ هذا القرنِ في مجالِ التربيةِ؛
2. الإقرارُ بأنَّ العصرَ الحاليَّ حملَ الكثيرَ في مجالاتِ التكنولوجيا والرقميّةِ، لكنَّهُ ما زالَ قاصرًا عنْ بناءِ ثقافةٍ إنسانيَّةٍ عالميَّةٍ جامعةٍ،
3. تحدياتُ الانفتاحِ وطبيعةُ المعاييرِ التي تتحكَّمُ بهِ،
4. تحدياتٌ تتعلّقُ بالإدارةِ التربويّةِ التعليميَّةِ،
5. تحدياتٌ ذاتُ صلةٍ بدورِ الأسرةِ ومدى إسهامِها في نجاحِ العمليّةِ التربويَّةِ.
إنَّ مسؤوليةَ كلِّ الفاعلينَ في الشأنِ التربويِّ جمَّةٌ، والمطلوبُ منّا جميعًا أنْ نعملَ على إيجادِ السبلِ التي تنشىء مواطنًا لا يساومُ على ولائِهِ لوطنه، يملكُ مِنَ الوعي لهويَّتِهِ الوطنيَّةِ ما يجعلُهُ يُعلي كرامةَ وطنِهِ على كلِّ ما عداه، ومِنَ الوعيِ لهويَّتِهِ الإنسانيَّةِ ما يجعلُهُ بمستوى الخروجِ من دائرةِ الكيانِ الضيِّقِ إلى رحاب الإنسانيَّةِ الشاملةِ...
إنه التحدي الكبيرُ أمامَ مناهجِنا التعليميَةِ والجامعيَّةِ/ أمامَ مدارسِنا ومعاهدِنا وكلّياتنا وجامعاتِنا، معلِّمينا وتربويينا وأُسرِنا، باختصارٍ أمامَ كلِّ مَنْ لَهُ يدٌ في بناءِ الإنسانِ، فإمّا أنْ يأتيَ البنيانُ رفيعًا، مَجيدًا، متألّقًا، مُبهرًا، وإما أنْ نشكِّلَ كائناتٍ معارِفُها ممسوخةٌ وأفكارُها ممجوجةٌ وإراداتُها مسلوبةٌ... فلنقمْ بدورنا ولنكنْ على قدرِ التحدّي.
عِشتُمْ وعاشَ إنسانُنا واعيًا حرًّا منفتحًا ومسؤولًا.
عِشتُمْ وعاشتِ التربيةُ فاعلةً، منتِجةً، وناجِحَةً في مهامِها...
كما شاركت في الجلسة الخامسة قسم التربية الوطنية والتنشئة المدنية ومنسقة لجنة التربية على المواطنيّة الدكتورة بلانش أبي عسّاف، في مداخلة بعنوان من التربية على الموطنيّة إلى المواطنة الرقميّة حيث تناولت الموضوع
شهدت السنوات الماضية ثورة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، رافقها تغير في قدرات الأفراد في التعامل مع هذه الثورة والوصول إلى مصادر المعلومات، مما نتج عنها سلوكيات تباينت بين الإيجابية إذا ما استغلت على الوجه الأمثل، والسلبية إذا تمرد مستخدموها على القواعد الأخلاقية.
كما سبب هذا الحدث لبس كبير لدى الكثيرين منا، فهناك من يرى أن أحد أهم أهداف التعلُّم والتعليم هو اعتماد التحول الرقمي في التعليم واستغلال التطور التكنولوجي في خدمة المتعلمين والمعلمين. مع الإشارة إلى ان مصطلح "رقميًا" يعني مهارة استخدام البرامج الرقمية.
ومواكبة للورشة القائمة في المركز التربوي للبحوث والإنماء على مستوى تطوير المناهج التعليمية ما قبل الجامعية نحو مناهج تفاعلية، وضع مع مجموعة من الباحثين التربويين "الإطار المرجعي للتربية على المواطنية" نجد فيه مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي ترتبط بالمواطنيّة، التي من الواجب تبيانها وتوضيحها، ليتسنّى لواضعي أهداف التربية المواطنيّة الانطلاق من أسس ومرتكزات واضحة مبنيّة على الفهم المشترك للمصطلحات والمفاهيم ذات الصلة.
فالمواطنيّة بمعناها المتداول يبدو أنّها غير قادرة على التعامل مع كل هذه القضايا والمشكلات. لذا، يصبح من الواجب البحث عن إضافة بُعد جديد في المواطنيّة يوفّق بين متطلبّات المواطنيّة بخصائصها القوميّة والمواطنيّة في بعدها العالمي.
1. وهنا يمكن الحديث عن البعد الإنساني العالمي كبعد من أبعاد المواطنيّة الذي يُعنى بالقضايا الإنسانيّة العالميّة العابرة لحدود الدولة القوميّة، ليصبح المواطن في وطنه جزءًا من العالم بتماهيه مع كافة القضايا والتحدّيات.
2. "المواطنيّة التفاعليّة": التي تأخذ بعين الاعتبار متطلّبات العيش في عالم يتفاعل بعضه مع بعضه الآخر، ويثمّن التفاعل بين الحضارات، ويتناصر مع القضايا الإنسانيّة،...
3. المواطنة الرقميّة: من الناحية الإنسانيّة فهناك ارتباط وثيق بين المواطنيّة وبين مهارات العصر الرقمي، ومن أبرزها مهارات التواصل والتعاون والوعي المعلوماتيّ ومهارات التعامل مع البيئة.
أما الأعراف المتبعة في السلوك القويم والمسؤول لقاء استخدام التكنولوجيا تقوم على المحاور التسعة في المواطنة الرقمية تلخيصها بمفهوم الاحترام، التعليم، الحماية Respect, Educate and Protect - REPS أحد أساليب توضيح وتعليم محاور المواطنة الرقمية. وتضم كل فئة ثلاثة موضوعات يجب تعليمها للمستخدم منذ نعومة أظافره ومرحلته الأولى في الانضمام إلى المجتمع الرقمي.
بناً على ما تقدم وضع المركز التربوي للبحوث والإنماء في تصرف المعلمين والمتعلمين:
أنشطة المواطنية الفاعلة للمراحل التعليمية الأساسية من الحلقات الأولى الثانية والثالثة اساسي
دليل خدمة المجتمع (للمرحلة الثانوية) (2017)
أنشطة تفاعلية المواطنية ذات البعد الإنساني العالمي (2022)
سلامة الاطفال على الإنترنت (2018)
وضع معايير للموارد الرقمية
وضع سياسة الموارد التعليمية المفتوحة،OER Policy هي ليست فقط معايير لتقييم الموارد التعليمية المجانية بَل هي عملية خلاقة و تعاونية تُسهم في التطور السريع والمستمر في جودة التعليم والتدريس. وتؤسس إلى بناء مهارات خلاقة وتعاونية بين المتعلمين وبين المعلمين مما يساعد في تحسين جودة التعليم كونها عملية تطور مستمر وبنائية فهي لا تقف عند حد معين بل بانتقالها بين الأفراد في المجتمع التربوي فهي تُكسب غنى وتجدد وابتكارمن خلال الإلتزام بمعايير الترخيص المفتوح، بقوانين حقوق النشر، بالإجراءات القانونية المعتمدة في المركز التربوي.
وحدة الإنتاج الرقمي (إنتاج موارد رقمية اعلانية وتربوية)
وحدة المنصات الرقمية (أنظمة إدراة التعلم والتدريب)
وحدة الإعلام والعلاقات العامة (الإعلان والإعلام الرقمي وشبكات التواصل الإجتماعي)
وحدة الجودة (إدارة المشاريع – وضع نموذج لتقييم الموارد الرقمية والآن نعمل على مكننته )…
الكتب المدرسية المجانية
منصة رقمية تفاعلية تم تطويرها بحيث تواكب السياسة التي اعتمدها المركز التربوي بشأن التحول الرقمي، ويتم تجميع المعلومات من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي.
منصة موردي هي نظام إدارة المحتوى، ومن إبتكار المركز ويتضمن هذا النظام هيكلية المناهج الحالية. إن المنصة تتسم بسهولة ربطها مع إدارة تعلم تختاره وزارة التربية والتعليم العالي، وتمتاز بأنها تتلاءم مع جميع أنواع الشاشات وتأخذ بالإعتبار عدم توافر ألواح ذكية في متناول المتعلمين” .
في الخلاصة:
1. العمل على رفع مستوى وعي الأهل والمعلمين بمفهوم المواطنة الرقمية،
2. التأكيد عبر المناهج الدراسية ووسائل الإعلام المختلفة على القيم الأصلية لمجتمعنا والتي تتعلق باحترام خصوصية الفرد وخصوصية الآخر، ونسبة الأعمال إلى أصحابها، وتحري الصدق فيما يتداوله المرء من اخبار وعدم بث الشائعات والاخبار المغرضة.
3. إجراء دراسات مماثلة بهدف الكشف عن مدى الوعي بقيم المواطنة الرقمية لدى المتعلمين في المرحلة التعليمة ما قبل الجامعية، وتضمينها في المناهج اللبنانية لقيم المواطنية الرقمية.
4. إجراء دراسات تستعرض تجارب الدول المتقدمة في نشر قيم المواطنة الرقمية عبر مراحل التعليم.