في إطار إطلاق المناهج التربوية الجديدة، وفي أول لقاء لها، اجتمعت هيئة متابعة خطة تقييم وتطوير الهيكلية والمناهج التعليمية" في ٣ تشرين الأول ٢٠١٩ في مبنى المطبعة - سن الفيل، لعرض ومناقشة وثيقة أنتجتها لجنة مصغرة حول "الأسس المرجعية لتطوير المناهج التربوية".
حضر الاجتماع رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة "ندى عويجان"، المدير العام للتربية ممثلاً بمديرة الإرشاد والتوجيه السيدة "هيلدا الخوري"، عميدة كلية التربية الدكتورة "تيريز الهاشم"، المدير الإداري الأستاذ "شربل مسلم"، وممثلو التفتيش التربوي، وأعضاء هيئة المتابعة من مدارس خاصة وروابط، واتحادات المعلمين، وباحثون.
بعد النشيد الوطني، رحبت منسقة لجنة الوثيقة الدكتورة "ليليان ريشا الخوري" بجميع المشاركين، مؤكدة أننا متجهون معًا نحو تجديد المناهج التربوية وتطويرها استنادا إلى فلسفة تبني المتعلم المواطن المنتج والعامل من أجل خير ورقي وطنه ومجتمعه.
الدكتورة عويجان :
ثم تحدثت رئيسة المركز الدكتورة "ندى عويجان" فقالت :
أي متعلّم نريد؟ أي مواطن نريد؟ لأي مجتمع ولأي وطن ولأي عالم؟
نريد مواطنا سعيدا، فاعلا، منفتحا وتشاركيا، يسهم في التطوير الحاصل وفي صنع مستقبل الوطن والأمة.
فرض التطور العالمي نفسه على الحياة بكل مفاصلها، وأصبحنا أمام تحديات كبيرة نحن المعنيين بالتطوير التربوي، لنواكب عصر التواصل والتكنولوجيا والرقمية، ونستجيب لمهارات القرن الواحد والعشرون ولأهداف التنمية المستدامة ال17 وبالأخص الهدف الرابع، ونلبي متطلبات سوق العمل اللبنانية، ونستوعب العولمة، ونستشرف المستقبل، ونحقّق أوفر قدر من الامتياز، ولنضع لبنان في مصاف الدول الأكثر تقدّمًا في الأداء التربويّ.
أضافت : بعد مرور 22 عاماً على صدور مرسوم "مناهج التعليم العام وأهدافها (1997)"، وبعد توافر الظروف الوطنيّة والتربويّة والماديّة والسياسية الملائمة، كان لا بد للمركز التربويّ من أن يعمل على تطوير المناهج وتعديلها.
- لا بد من ربط المناهج التربويّة بالحياة، ومواكبة التطوّر المحلّي والعالميّ، وتحفيز التغيّر الاجتماعيّ وتنظيمه،
- لا بد من نقل الثقافة الوطنيّة وترسيخ القيم الاجتماعيّة، ما يؤمّن تكيّف المتعلّم المواطن مع بيئته ووطنه وانفتاحه على العالم، ويجعل التطوير الدوريّ للمناهج حاجة تربويّة وضرورة وطنيّة.
- لا بد من الاستجابة لضرورة ترشيق محتوى المناهج وتكييف هندستها، بعيداً عن التكرار والحشد الكميّ للمعلومات، بحيث يتعلّم المتعلّم أقلّ ولكن بنوعيّة أفضل وأعمق.
- لا بد من تضمين المناهج المحتوى اللازم لحماية الكوكب الأرضيّ، وموارده المتنوّعة من الأخطار الكبيرة الداهمة التي تهدّد سلامة العيش واستدامته لأجيالنا الحاضرة والقادمة.
- لا بد من التكامل بين مناهج التعليم العام وبين مناهج التعليم المهني والتقني والتعليم العالي وسوق العمل وتحديات "اقتصاد الإبداع" الجديدة.
- لا بد من سد الثغرات ونقاط الضعف والقيام بعملية إصلاح للقطاع التربويّ وتطويره وتحديثه وإدخال مسار تعليميّة جديدة.
- لا بد من إعادة تحديد دور المدرسة ودور الإدارة التربوية والمدرسية.
- لا بد من الالتزام بتطوير تربية دامجة والعمل على تحقيق توازن في جميع مكوّنات المناهج والمجالات الداعمة والتابعة لها.
- لا بد من تمهين المهن المرتبطة بالتعليم، وتحديث الأساليب المرتبطة بإلاعداد والتطوير المهني لهذه المهن.
- لابد من إعادة النظر بالموارد التعلميّة كتب،أنشطة
- لا بد من تطوير وتنويع المقاربة التعليميّة التعلميّة وطرائق التعليم/التعلّم وأسس التقويم لتكون تفاعليّة ناشطة وتتلاءم مع الجميع.
- وأخيرا لا بد من استصدار القوانين والمراسيم التطبيقية لهذه الغايات.
من هذا المنطلق يطمح المركز التربويّ إلى وضع الخطط التطويريّة الملائمة، وتحديد إجراءات تنفيذها، وإقرار مؤشرات نجاحها والسبل المناسبة لتقويمها، ووضع معايير التميّز في التربية والتعليم بما يضمن أكبر نسبة التحاق ويحقّق الأهداف المرجوّة وبخاصة تكافؤ الفرص وجودة التعليم/التعلّم وفق المستويات العالميّة.
إن المركز التربوي يريد الشراكة الفعلية بين القطاعين الرسمي والخاص، ويتطلّع من خلال هذا المشروع إلى إنجاز تطوير تربويّ نوعيّ، يوظّف جميع الموارد والطاقات البشريّة والفنيّة والماديّة في بيئة تعليميّة تعلميّة فعّالة للوصول إلى تعليم منصف وجيّد للجميع التزاماً بمبدأي العدالة وتكافؤ الفرص. فنضمن الرفاه والمستقبل الزاهر والمنتج لكل المتعلّميّن في لبنان.
كما يسعى إلى تنمية استعدادات المتعلم وقدراته ومهاراته وذكاءاته المتعدّدة، من خلال دراسة أنماط التعلّم المختلفة لتحقيق التوازن في نموّه وفي تكوين شخصيّته. ويسعى أيضا الى تنمية قدراته العلميّة والتكنولوجيّة والرقميّة من جهة، وقدراته في مجال العلوم الإنسانيّة والتواصل على أنواعه والتفكير النقدي والابداعي الفنيّ من جهة أخرى؛ كما وبين انغراسه في أصالة هويّته اللبنانيّة وانتمائه العربيّ والمشرقيّ وفي قيم المواطنة والديمقراطيّة والحريّة والعدالة من جهة، والانفتاح على قيم الإنسانيّة الشاملة واحترام الآخر المختلف وغيره من حقوق الإنسان من جهة أخرى.
وتساءلت الدكتورة عويجان : أين نحن الآن من مشروع تطوير المناهج ؟ وقالت :
أكثر من 30 ورشة عمل خارجية بين 2015 و 2019
أكثر من 80 ورشة عمل داخلية بين 2015 و 2019
أكثر من 10 اتفاقيات مع جامعات ومنظمات لدعم المشروع
تشكيل بعض اللجان الأساسية
تشكيل لجنة داخلية لوضع الأسس الأوليّة لمشروع الفلسفة العامّة لتطوير المناهج التعليميّة
وضع مسودة للخطة العامة، لتشكيل اللجان وللموازنة التقديرية
ما هي أهم المواضيع المعمول بها في المركز والتي تسهم في تقدم المشروع ؟
إضافة إلى الورقة التي سنعرضها عليكم اليوم نورد على سبيل المثال لا الحرص:
- توصيف الإمتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية،
- توصيف الإمتحانات الرسمية للمتعلمين ذوي الحاجات الخاصة (ذوي الصعوبات التعلّمية والإعاقة البصرية والإعاقة السمعية)
- مشروع دليلنا
- الدراسات التربوية (المؤشرات التربوية، تحليل نتائج الإمتحانات الرسمية، دراسة PISA و TIMSS وEGRA و DNE و Impact Evaluation الإحصاء التربوي ( ONLINE) CASE ، دراسات أخرى (تربية، فلسفة، تاريخ وغيرها)
- مشاريع داعمة للغات (البرنامج المتوازن في القراءة ، IFADEM،DELF/DALF ، Clil)
- مشاريع داعمة للمتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة (وضع أدوات رصد ، التعلم الإجتماعي الوجداني SEL)
- مشروع محو الأمية الحرفية والحسابية.
- تطوير الاعلام والاعلان (النشرة الشهرية، الموقع الكتروني، social media).
- القدرة على اجراء أكثر من 2000 دورة مختلفة سنويا لأكثر من 30000 متدرب
- تطوير خدمات موردي
- مشروع المنهج التدريبي للمعلمين والمدربين TTCM
- نظام ادارة التدريب TMS
- نظام koha (برنامج مكتبة كاملة الوظائف)
- مشاريع متنوعة: الغرفة التفاعلية الخضراء - عيد الإستقلال – التراث - خدمة المجتمع - Lebanon in my kit – Maker Space - سلامة الأطفال على الإنترنت - الأطر المرجعية لكفايات المدير وأعضاء الهيئة الإدارية - الأطر المرجعية لأربعة مهن - مشروع الريادة - دليل السلامة المرورية - مشروع الموارد التربوية المفتوجة - الرفاه المدرسي – المهرات الحياتية، فهرسة الموارد التربوية، المخيم الصيفي، وغيرها.
- تطوير خطة استراتيجية للمؤسسة وبناء قدرات العاملين فيها.
أخيرا وليس آخرا، التنمية البشرية هي السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالوطن، وهذه التنمية تستثمر في المناهج التعليميّة. لذلك نلتقي اليوم لنعرض عليكم ونناقش معكم مسوّدة "الأسس المرجعيّة لمشروع تطوير المناهج التربويّة" المتضمّنة المسوّغات والأهداف العامة، والمرتكزات والفلسفة التربويّة، وسمات المتعلّم والأبعاد التربويّة، إضافة إلى المحاور الأساسيّة المقترحة للتطوير.
أود في النهاية، أن أشكر لجنة الأسس المرجعيّة لمشروع تطوير المناهج التربويّة" (د. ليليان ريشا، د. أنطوان طعمه، الأخت عفاف أبو سمرا، أ. رنا اسماعيل، د. غالب العلي، الاستاذة سهير الزين، د. نيلا ضعون،أ. رنا عبالله، د. برندا غزالة، أ. ايفا غصيبة، د. سمر الأحمدية (رحمها الله)، ود. ندى عويجان). وأتمنى لكم التوفيق، ولهذه الورشة أن تحقق أهدافها.
طاولة مستديرة :
بعد ذلك تحولت ورشة العمل إلى طاولة مستديرة تم في خلالها الاطلاع على مسوّدة وثيقة "الأسس المرجعيّة لمشروع تطوير المناهج التربويّة" التي أعدّتها لجنة مصغرة. وناقش المجتمعون الوثيقة بأجواء تربويّة إيجابيّة فأثنوا على مضمونها ونقاط القوّة فيها، كما أبدوا ملاحظاتهم ومقترحاتهم لإغنائها وتجويدها. وكان لافتاً حرص جميع الحاضرين على الدفع باتجاه تطوير القطاع التربويّ في لبنان والارتقاء به إلى المستوى الذي يطمحون له في سبيل إعداد مواطن يتحلّى بالسمات التي تسمح له بالتكيّف في مجتمعه ووطنه برفاه.
وتمّ تزويد المجتمعين بنسخ عن الوثيقة كي تتمّ مراجعتها ووضع الملاحظات عليها، من اجل أن تأخذ صيغتها النهائية تمهيداً لعرضها على اللجنة العليا للمناهج للمصادقة عليها والانطلاق ببناء المناهج اللبنانيّة لكلّ المتعلمين على أسس صلبة ومتينة.