نظّم المركز التربوي للبحوث والإنماء ورشة العمل التحضيرية الأولى من أجل إعادة النظر بالمناهج التربوية المعتمدة راهنًا في المدارس الرسمية والخاصة، وذلك في مبنى المطبعة في سن الفيل – حرش تابت بمشاركة من القطاعين التربويين الرسمي والخاص، في حضور منسق إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الأب بطرس عازار والرئيس السابق للمركز التربوي البروفسور منير أبو عسلي، وعدد من ممثلي المؤسسات في الإتحاد، وعدد من مديري المدارس الرسمية وأساتذتها ، ورؤساء أقسام المواد في المركز التربوي ومكتب الإعداد والتدريب ومديرية الإرشاد والتوجيه وجمع من الخبراء التربويين.
وتحدثت رئيسة المركز الدكتورة ندى عويجان فأكدت أن هذه الورشة التحضيرية هي الأولى وسوف يليها عقد عدد من الورش التحضيرية التي من المقرر أن تضمّ جميع الشركاء من الجامعات وكليات التربية والتفتيش التربوي وجميع المؤسّسات المعنيّة بتطوير التعليم، وقالت عويجان في كلمتها :
تنطلق اليوم ورشة العمل التحضيرية لإعادة النظر بالمناهج التربوية الأخيرة التي أقرت في العام 1997 . وتأتي هذه الورشة تطبيقا لمرسوم المناهج الذي نصّ على إعادة النظر بها دوريًا كلّ أربع سنوات على الأقل .
وتلبّي هذه الإنطلاقة أيضًا توصيات المؤتمر التربوي اللبناني كّلنا للعلم وتوجيهات معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ الياس بو صعب الذي يؤكّد في كلّ اجتماع ولقاء، ضرورة تطوير المناهج بالتعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
إنّ هذه المهمة التي تقع ضمن المهام الأساسية للمركز التربوي للبحوث والأنماء هي فعل مشاركة حقيقية بين المركز والمعنيين في الوزارة والمؤسّسات التربوية الخاصة والرسمية وكلية التربية والتفتيش التربوي والجامعات المعنية بالتربية وبتطوير الحياة التربوية . وقد شهدت السنوات الأخيرة جهودًا لتطوير مناهج مرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي ، ونحن اليوم نتابع الخطوات المحققة والمشكورة لكي تبلغ نهايتها بطباعة كتب السنة الثالثة للروضة وتدخل مرحلة التطبيق في المدارس والروضات الرسمية ومن يرغب من المدارس الخاصة .
إنّ الجهاز البشري الإداري والتربوي في المركز التربوي سوف يشكّل أمانة السر الساهرة والمتابعة لكلّ الأفكار والطروحات والتوجّهات التي يتشارك فيها المجتمعون، وذلك بهدف بلورة أفكار المشاركين وذوي الخبرة في المناهج وفي التعليم الفعلي ضمن كل مرحلة عمريّة، آخذين في الإعتبار الملاحظات التي وردت والتي سوف ترد حول كل مادة ومنهج وحلقة دراسية ، نتيجة للتطبيق الفعلي طوال هذه السنوات التي تلت إدخال المناهج حيز التطبيق الفعلي .
إنّنا على علم بأن المناهج الراهنة لم تأخذ فرصتها الكاملة لكي نحكم عليها ، وذلك لظروف تعرفونها أكثر من اي أحد آخر ، غير أن تطور العلوم وثورة التواصل وتأثيرها على الحياة التربوية والإجتماعية ،تضاف إليها الملاحظات العملية على التطبيق ونقاط القوة والضعف في النظام التربوي ، وعدم توفير مستلزمات المناهج ، سوف تكون كلها على طاولة البحث لكي لا نكرر الجهود المبذولة سابقا ، بل لنفيد منها وننطلق في التحدي الأكبر وهو الانتقال من هذه الورشة التحضيرية إلى الورشة الفعلية بكل عناصرها ومتطلباتها .
إنّنا نرحّب بكم في مكانكم الحقيقي الذي يغتني بأفكاركم وطروحاتكم ، ولتكن طموحاتنا بحجم الآمال بوطن يليق بأجيالنا.
بعد ذلك تمّ تقسيم الحضور إلى مجموعات عمل في قاعات المطبعة وناقشوا محاور التطوير في المناهج المطروحة وحدّدوا آليات التحديث وتمّ التوافق على عقد ورش العمل التحضيرية المقبلة تمهيدًا لورشة العمل الكبرى الهادفة إلى تطوير المناهج بناء على الورش التحضيرية.