افتتح المركز التربوي للبحوث والانماء جلسات ورشة عمل "دعم التشريعات لتطوير المناهج الوطنيّة" التي دعت اليها الأمانة العامة لمجلس النواب بتنظيم من شبكة المجتمع المدني للتحول الرقمي ومؤسسة "ستمنستر" للديمقراطية، بتاريخ 14 و15 تشرين الثاني في مجلس النواب اللبناني. تمثل فريق عمل المركز التربوي بالدكتورة ندى عويجان والدكتور هشام الخوري والاستاذة غريس صوان، وعرض رؤية وخطط المركز التربوي في تطوير مناهج المعلوماتية والتكنولوجيا.
في البداية ذكّرت رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان بدور المركز الريادي التربوي في تحديث القطاع التربوي وتطويره، وبمهام هذه المؤسسة العامة في رسم السياسات، ووضع الأستراتيجيات والخطط التربوية ومراقبة تنفيذها بعد اقرارها من قبل المراجع المختصة، وتطوير المناهج التربوية والتطوير المهني التربوي من خلال التدريب المستمر لجميع العاملين في القطاع التربوي، واجراء الاحصاء التربوي والدراسات والابحاث التربوية المتنوعة، اضافة الى اقتراح الشروط الفنية والصحية الواجب توافرها في الأبنية والتجهيزات التربوية، واقتراح الشروط الواجب توافرها في المرشحين للعمل في جميع مراحل التعليم وحقوله، وفي الاعلام والاعلان التربوي وغيرها من المهام التي أولاه اياه القانون. كما تطرأت د. عويجان الى أطر المناهج التفاعلية والمهارات الأساسية من خلال ما يطمح اليه المركز التربوي في تنمية استعدادات المتعلم وقدراته ومهاراته وذكاءاته المتعدّدة ليكون عضواً فاعلاً وشريكاً أساسياً في مجتمعه ومنفتحاً على المجتمعات الأخرى يحافظ على فرادة مجتمعه ويعي مخاطر ضياع هويّته في خضم العولمة، ومن خلال ما يطمح اليه في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الذي يتمحور حول «ضمان تعليم جيد ومنصف وشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع». وأشارت الى سمات المتعلّم الملتزم، والمبادر، والمبدع، والباحث ،والمتفكّر، والناقد، والمسؤول والمسائل، والتعاوني والتشاركي، التي يعمل عليها المركز التربوي في المناهج اللبنانية المستقبلية ضمن أبعاد متعددة كالبعد الوطنيّ والبعد الإنسانيّ والأخلاقيّ والبعد الفكريّ والثقافيّ والبعد الاجتماعيّ الوجدانيّ والبعد الاجتماعيّ والاقتصاديّ والبيئيّ. وفي نهاية مداخلتها عرضت د. عويجان توجّه المركز التربوي في التطوير التربويّ نوعيّ، والتعامل مع المتعلّم الإنسان باعتباره قيمة بذاته، وفي تعليم وتعلّم منصف وجيّد للجميع التزاماً بمبدأ تكافؤ الفرص، وفي ضمان الرفاه والمستقبل الزاهر والمنتج لكل المتعلّميّن، اضافة الى تعزيز القيم الإنسانيّة والوطنيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة في المناهج، وتكوين شخصيّة المتعلّم وتحقيق التوازن في نموهّ (النفسي، الجسدي، الفكري، العلائقي وغيره). من هنا تكمن ضرورة التحضير الى متعلّم الغد ابن عصر المعلوماتية والتكنولوجيا والتفاعل الرقمي. ومن هنا أهمية أن تكون المعلوماتية والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والإتصال في خدمة عملية التعليم والتعلّم لجميع المتعلمين على تنوّع ذكاءاتهم وأنماط تعلّمهم، مع ما تتضمنه من تحسين في جودة التعليم والتعلّم وفي تحفيّز وتسريّع، وبناء المعرفة، وتوفير الوقت، واغناء العمل، وفتح الباب للابتكار، والتفكير، والتخطيط ،وتقوية الملاحظة، والتركيز والخيال وغيرها.
ثم عرضت الأستاذة غريس صوّان رئيسة قسم المعلوماتية التربوية، مهارات المعرفة الرقمية في المناهج التي تستخدام التكنولوجيا كوسيلة لتعزيز وتوسيع وتعميق التعلّم من خلال التواصل المجتمعي والوطني والدولي، وتعزز التعاون والمشاركة الفاعلة، فيصبح المتعلمون من مختلف القدرات والاحتياجات قادرين، مع الآخرين أو بشكل مستقل، على الوصول إلى المعرفة اللازمة واكتشافها وإدارتها وتقييمها ودمجها وخلقها بأمان وأخلاقيّة مما يسهل في وقت لاحق سهولة التوظيف وفرص العمل اللائقة، والريادة في الأعمال. كما عرضت مجالات كفاية المعرفة الرقمية المتمحورة حول تشغيل أجهزة التكنولوجية الرقمية، وادارة البيانات والمعلومات، والتواصل والتعاون، وانتاج المحتوى الرقمي، والسلامة، وحل المشكلات والتفكير الحاسوبي، والكفايات المتعلقة بالمهن والثقافة الاعلامية. ثم عرضت الأستاذة صوّان واقع مادتي المعلوماتية والتكنولوجيا في مناهج 1997 من حيث المواضيع المطروحة وعدد الحصص التعليميّة وبعض الاحصاءات والتحديات التي واجهت تعليم هاتين المادتين والمتعلقة بصدور القرارالذي سمح للمدارس غير المجهّزة والتي لا يتوافر لديها أستاذة «للمواد الاجرائية» بعدم تدريسها، عوضا عن العمل على تأمين التجهيزات. والتحديات المتعلقة بارتفاع كلفة تجهيز مختبرات المعلوماتية والتكنولوجيا، واعتماد معايير تربوية عشوائية متنوعة ومختلفة في تجهيز المدارس تعتمد على هبات المانحين عوضا عن اعتماد معايير تربوية علمية وواضحة. اضافة الى التحديات المتعلقة بأساتذة المادتين من ناحية الوضع الوظيفي والأكاديمي والتطوير المهني المستمر. والتحديات المتعلقة بالتطوير المستمر للمادة ، الأمر الذي لم يحصل لعدم توافر القرار السياسي والامكانيات الماليّة. وأنهت الأستاذة صوّان مداخلتها بعرض اقتراحات المركز التربوي للخطوات المستقبلية والمتعلقة بإدخال مواضيع معاصرة كالروبوتيك والذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية وأخلاقيات الإنترنت الى مادة المعلوماتية. ووضع إطار مرجعي لهذه المادة انطلاقاُ من أدلة عملية وبما يتلاءم مع الحاجات التربوية المعاصرة، ووضع أسس تقويم جديدة تتماشى مع محتوى المادة و كفاياتها وغاياتها، وإنتاج الموارد التربوية لزوم هذه المواضيع، كما وإستخدام مادة المعلوماتية واستثمار كفاياتها في المواد التعليمية الأخرى حيث يلزم، اضافة الى دعم تعلّم وتعليم مادة المعلوماتية والمواضيع التي أضيفت على محتواها من خلال برنامج تدريبي متخصّص وأندية مدرسية وأنشطة لاصفية ومباراة وطنية، مع ضرورة تحديد الشروط الفنية والصحية الواجب توافرها في الأبنية والتجهيزات التربوية في المدارس والشروط الواجب توافرها في المرشحين لتعليم هذه المادة.
من جهته عرض الدكتور هشام الخوري مستشار رئيسة المركز لشؤون المعلوماتية والتكنولوجيا موضوع التحول الرقمي في خدمة المناهج، وكيف يتأقلم المركز التربوي مع خمسة متطلبات للتحوّل الرقمي. أولا، من خلال وضع / والمشاركة في وضع سياسات وإستراتيجيات وخطط اجرائية خاصة وعامة، (بدءا من الخطة الاستراتيجية الوطنية لتكنولوجيا التعليم في لبنان - مشروع دراستي 2012، مرورا بمسودة استراتيجيّة التحوّل الرقمي، الخاصة بالمركز التربوي (في طور الانجاز)، وصولا والى السياسة العامة للقطاع التربوي (في طور التحضير)، والى مسودة سياسة الموارد التعلمية المفتوحة OER بالتعاون مع اليونسكو). ثانيا، من خلال انتاج مناهج متماسكة وهادفة، تدخل مقاربات تعليميّة تعتمد على التكنولوجيا ودمجها بتعليم المواد، وانتاج برامج تربويّة وموارد تربويّة رقميّة تفاعلية، اضافة الى انتاج مسارات تدريبيّة Module Hybride تعتمد على استعمال التكنولوجيا، والعمل على انتاج كتب رقمية تفاعلية وتطوير مناهج المعلوماتية والتكنولوجيا كمواد تعليمية وكأدوات داعمة للمواد الاخرى وللمشاريع التربوية. ثالثا، خلق بيئة رقمية ملائمة والاهتمام بالبنى التحتيّة، من خلال إستحداث وحدة الإنتاج الرقمي لانتاج موارد رقمية اعلانية وتربوية، وإستحداث وحدة المنصات الرقمية لإدراة أنظمة التعلّم والتدريب، وإستحداث وحدة الإعلام والعلاقات العامة للقيام بالإعلان والإعلام الرقمي وشبكات التواصل الإجتماعي، وإستحداث وحدة ضمان الجودة لإدارة المشاريع، اضافة الى وضع سياسة واستراتيجيّة النشر في المركز التربوي بالتعاون مع شبكة كانوبيه الفرنسية والمعهد الثقافي الفرنسي، والعمل على توفير بيئات تعلم افتراضية رقمية تفاعلية وبيئات تعلم مفتوحة، وتحسين البنى التحتية الملائمة كانشاء Data center خاص بالمركز التربوي، وتطوير نظام جمع البيانات CASE، وانشاء المكتبة الرقمية Koha ، وانشاء نظام إدارة التعلم (LMS) moodle، ونظام إدارة التدريب TMS )نظام فريد من إبتكار المركز (، اضافة الى انشاء المستودع الرقمي DSPACE وغيرها الكثير. رابعا، تطوير قدرات ومهارات الموارد البشرية من خلال هندسة تدريب متطورة وعصرية وفق مقررات تدريبية TTCM مبنية على اطار الكفاءات للمعلمين وفقا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (UNESCO ICT-CFT) واقامة دورات تدريبية متخصصة ومتنوعة لدعم المعلم (روبوتيك، برمجة وغيرها)، اضافة الى تدريب وتأهيل الموارد البشرية داخل المركز التربوي لادارة وانتاج الموارد الرقمية. خامسا، المشاريع والأبحاث الداعمة للتحوّل الرقمي كانشاء صالات تطبيقية داعمة، ووضع مواصفات الصف التفاعلي، ودراسة أنشطة مختبرات العلوم، وتفعيل الغرفة الخضراء التطبيقيّة Green Demonstration Room، وعلم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والأبحاث حول المختبر الإبداعي Makerspace، اضافة الى وضع نموذج لتقييم الموارد الرقمية واعتماد مقاربة التدريب المستمر الجديدة لمادة المعلوماتية. كل هذا يمكّن المركز التربوي من لعب دور محوري في ايجاد منصّة/بيئة تربوية رقمية لجميع الوزارات المعنية والمؤسسات العامة والشركاء والجمعيات والمنظمات والجامعات والمدارس والتربويين والأهل والمدراء.
ختمت مداخلة المركز التربوي في ورشة العمل باعتبار أن كل مناهج محدّثة ومتماسكة، مطبقة ضمن بيئة تعليم وتعلّم ملائمة، يقوم بها معلمون كفؤون، في ظل ادارة تربويةحكيمة، لا بد أن تؤدي الى متعلّم متمكّن مشارك وفاعل محليا وعالميا.
للاطّلاع على تفاصيل برنامج الورشة، يرجى الضغط على: