الإطار المرجعي لكفايات المدير: تطبيق المناهج التربويّة وتحقيق أهدافها لا يتمّ إلا من خلال إدارة جامعة متطوّرة، ديناميكية مرنة فعّالة ومؤهلة
إفتتحت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة "ندى عويجان" ورشة عمل حول الإطار المرجعي لكفايات المدير نظمها قسم الإدارة التربوية في المركز التربوي في مبنى المطبعة - سن الفيل، بمشاركة المدير العام للتربية الأستاذ "فادي يرق"، عميدة كلية التربية الدكتورة "تيريز الهاشم طربيه"، مستشار وزير التربية لشؤون المركز التربوي الدكتور "نادر حديفي"، ولجنة المشروع برئاسة الأستاذ "أكرم سابق". حضر الورشة أيضا المدير الإداري الأستاذ "شربل مسلم" ورئيسة مكتب البحوث التربوية الدكتورة "كيتا حنا" والمفتشتان التربويتان "لودي نابلسي" و"لوسي الحاج"ورئيس المنطقة التربوية الأستاذ "جيلبير السخن" ورئيس المنطقة التربوية الأستاذ "حسين عبد الساتر"وممثل رئيس المنطقة التربوية في زحلة طوني نصرالله، وممثلة رئيس المنطقة التربوية في النبطية ميرنا نحلة، وممثل رئيس المنطقة التربوية في بيروت ماغي حلاق، ومدير التعليم الأساسي جورج داود، وممثلة مديرة الارشاد والتوجيه الدكتورة ثناء الحلوة، وممثلة مديرة التعليم الثانوي هويدا خليل، وبعض ممثلو المؤسسات التربوية الخاصة والرسمية من المدراء والتربويين والمتخصصين.
عويجان :
بعد النشيد الوطني تحدثت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان فقالت :
بعد الطاولة المستديرة التي أجراها المركز التربوي في 26 نيسان 2017، وبعد ورشة العمل التفكرية في 19 حزيران 2018، نلتقي اليوم لتوحيد الجهود، ولمناقشة ورقة عمل جديدة حول الإطار المرجعي لكفايات المدير، أعدها قسم الإدارة التربوية في المركز التربوي بالتعاون مع الأجهزة التابعة له. وقد تم بناؤها وإعدادها في شكل متناغم ومنسّق مع الأطر المرجعية الأربعة التي كانت قد صدرت وأطلقت العام الماضي 2018، والتي شملت المعلّم والمدرّب والمرشد والموجّه النفس-اجتماعي.
عام 1994، بدأ المركز التربوي بوضع المداميك الأساسية لموضوع الإدارة التربوية والإدارة المدرسية في لبنان، "مع خطة النهوض التربوي التي أصدرها آنذاك، والتي تضمّنت الأطر والأهداف العامة والإجراءات العملية. وفي العام 2000 أصدر المركز التربوي مستندًا شديد الأهمية حول "التوجهات الاستراتيجية للتربية والتعليم في لبنان للعام 2015" والذي اعتمدت عليه جميع المشاريع التي تناولت موضوع الإدارة التربوية فيما بعد.
إن ما توصل إليه الباحثون والخبراء في اللجنة المكلّفة العمل على إعداد وتطوير هذا الإطار، جاء بعد دراسة توليفية لكل ما تم إنجازه على صعيد وزارة التربية والمركز التربوي وكلية التربية في الجامعة اللبنانية، من مشاريع متعلقة بالمدرسة والمديرين، ومن مراجع عالمية متنوعة.
وإننا بجهود جميع المخلصين والمشاركين اليوم في هذه الورشة، من أصحاب خبرات ومعارف وتجارب، سنتوصل إلى الصيغة النهائية، ونتشارك في إنتاج الصيغة الأولية للأطر المرجعية لكفايات المدير. بجهودكم ومشاركتكم نستطيع أن نحقق هدفنا. بكم نكبر، ومعكم نتقدّم، لكي تشهد مدارسنا النهضة المنشودة التي سوف تواكب تطوير المناهج بعد أن سبق وادرج موضوع الإدارة التربوية والمدرسية في مجالات خطة المناهج الجديدة.
لقد لحظ برنامج توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان S2R2 تطوير أطر مرجعية لكفايات فرقاء تربويين منهم مدير المدرسة والثانوية، ومدير دار المعلمين والمعلمات، ومسؤول مركز الموارد في دور المعلمين، والناظر، والمنسّق، وأمين المكتبة وغيرهم من الإداريين في المدارس، فكانت البداية مع رأس المدرسة ألا وهو المدير.
لقد أصبح المفهوم الحديث للجودة الشاملة هدفا تعمل كافة المؤسسات التربوية العالمية لتحقيقه، وهذا لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال نظام إداري متميز وقوي نظام تربوي يرتكز على إدارة تربوية ومدرسية ناجحة وهادفة. فالإدارة التربوية هي العملية التي يدار بها نظام التعليم لتحقيق السياسات والاستراتيجية الوطنية، وهي التي تأخذ على عاتقها تطوير إدارات هذه النظم وتجديدها. فبعد أن أصبحت الإدارة التربوية علما قائما بحد ذاته، له فلسفتَه وأصولَه وقواعدَه وأساليبَه وطرائقَه ومنهجيته وممارساتَه، أصبحت الجودة في التعليم ترتبط بتطوير الإدارة التربوية العصرية في سبيل التنمية المستدامة في التربية.
وعليه، إن تطبيق المناهج التربويّة وتحقيق أهدافها لا يتمّ إلا من خلال إدارة جامعة متطوّرة، ديناميكية مرنة فعّالة ومؤهلة، تركز بشكل كبير، على دور المدير. لذلك أصبح اعداد المدير وتدريبه ومتابعته من البديهيّات، خاصة مع تحويل المدرسة الى مؤسسة تربويّة، وتمهين مهنة التعليم، ومع تحويل دور المعلمين والمعلمات الى مراكز موارد وتمهين مهنة التدريب في المركز التربوي.
إن دخول الرقميّة في حياتنا واستخدام تكنولوجيا المعلومات ووسائل ووسائط التواصل في التعليم والتعلّم والتدريب والتدرّب تحتم علينا مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، والمضي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. لذلك لا بد للمدير أن يبقى الرأس المدبّر والقائد الملتزم والمبدع والمبادر والمسائل والناشط والتعاوني والتشاركي مهما كانت التحديات ومهما كانت الإمكانات الموضوعة بين يديه متواضعة. كما أنّه لا بد أيضا، أن يبقى القدوة تجاه جميع العاملين في المدرسة أو في الدار لجهة تواصله مع محيطه ومع المؤسسات والشخصيات الرسمية والاجتماعية، لكي يشكل مجتمعا داعما لمؤسسته. لا بد أن يكون أوّل المنصفين للمبدعين لأي فئة انتموا، وأن يحض الآخرين على أن يسلكوا سبيل الريادة والتعلّم المستمر مدى الحياة.
كلها عناصر تؤدي إلى نجاح المدرسة وطاقمها الإداري والتربوي، في إعداد أجيال من المتعلمين/المواطنين يستحقون منهجًا جيدًا ومعلمًا جيدًا ومديرًا جيدًا.
وأخيرًا أودّ أن أشكر لكم حضوركم، وأن أشكر كل من ساهم في إنجاح هذه الورشة التفكّرية التقنية. وأخص بالشكر الأستاذ "أكرم سابق" رئيس قسم الإدارة التربوية في المركز التربوي وفريق العمل: "د. غيتا حنا، أ. عمر بكراكي، أ تسامى صالح، أ. مادلين سليم والسيدة مريم عبد الله والى الخبيرين د. غادة جوني، أ. أنطوان يازجي" على جهودهمم ومثابرتهم وإصرارهم، على الرغم من كل التحديات الداخلية والخارجية.
الهاشم :
وتحدثت عميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدكتورة تيريز الهاشم فقالت: يسعدني المشاركة في هذه الورشة التّخصّصية التي ينظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء والتي تتناول وضع الأطر المرجعية لكفايات المدير وأهم ما في هذه الورشة وما حرص عليه المركز التربوي هو التعاون والشراكة بين المؤسسات التي تُعنى بالإعداد الأوّلي والمؤسسات التي تُعنى بالتدريب المستمر، والتّعلّم مدى الحياة هو من أولى أولويات الإدارة التربوية السليمة والناجحة، والسؤال المحوري الذي يقلقنا جميعًا ما هي مواصفات وكفايات المدير التربوي الناجح؟ لنبني عليها مناهجنا وإعدادنا وتدريبنا والتّقييم. ولو استعرضنا كل الصفات والكفايات التي نطلبها من المدير في الإدارة التربوية يتبين لنا أننا نصف شخصا يقارب شخصيات الرسل والأنبياء والشهداء ولا أبالغ بل مطلوب منه أكثر.
الإدارة التربوية هي مهنة من أصعب المهن واقساها وأجملها وأخطرها. هي خطيرة لأنها تضعك في كل لحظة في وضعية مفاضلة بين تناقضات وتطلب منك أحيانا اتخاذ قرارات بسرعة هائلة وأنت لا تملك كل المعطيات ولا تتحكم بكل القرارات ولا بنتائجها ولا بأبعادها وإنما تتحمل نتائجها!!
لقد وعت كلية التربية لخصوصية الإدارة التربوية كمهنة قائمة بكل مكوناتها وهي أوّل كلية في كل الشّرق قامت بانشاء دبلوم متخصص في الإدارة التربوية في أوائل التسعينيات وكان الاختصاص نادرًا جدًا في العالم ومن ثم تحول الدبلوم الى ماستر في الإدارة التربوية وما زال يستقطب أفواجًا كبيرة من الطلاب هذا بالإضافة الى الإعداد الأوّلي وهو إعداد حرّ تقوم به الكلية وبحسب القانون تقديم دورات إعداد وتدريب لكل مديري المدارس الرسمية في لبنان قبل تثبيتهم في وظيفتهم كما وأن نجاحهم في دورات الإعداد هو شرط لتثبيتهم.
وقد قامت الكلية بتدريب نحو 1500 مدير حتى هذا التاريخ.
وقد تعاونت كلية التربية مع المركز التربوي للبحوث والإنماء ومن خلال وزارة التربية والتعليم العالي مشكورة مع مؤسسات دولية وأجنبية وغير حكومية كالبنك الدولي والأونيسكو وBritish council ومؤسسة لبنان ناشرون وPEARSON وجامعات مختلفة في لبنان مثل الـ LAU في هذا المجال.
ونحن عندما نقوم بإعداد مناهجنا وفي اختيار المواد ، نسأل أنفسنا ما هو المطلوب من المدير؟
مثلا إن قلنا أن يكون ملمًا في المحاسبة والإدارة المالية، هل عليه ان يكون خبيرًا في المحاسبة، فالكفايات مختلفة وحجم ومستوى الكفايات المطلوبة من المدير هي أساس في إعداد مناهجنا ومقرراتنا الى هذه الدّرجة والدّقة.
أساس إعداد المدير هو أخلاقي، مهني وسلوكي، وأنا أصر على الإعداد الأخلاقي قبل كل شيء، الصدق والشجاعة والتواضع. الى جانب القدرات الأخلاقية، المعارف، على المدير أن يتحلى بقدرته على التطوّر والتّأقلم والمراجعة الذاتية وبناء قدراته. المعارف في متناول الجميع انما التحدي الأكبر هو بناء الذات وبناء الشخصية.
يرق:
ثم تحدث المدير العام للتربية الأستاذ "فادي يرق" فاستهل حديثه ممازحًا "الأستاذ أكرم سابق بمشواره من حاصبيا لبيروت بكون عمبفكر كيف بدو يطوّر المدير.. الله يقويك إستاذ أكرم".
وأكمل أن المدير هو القيادي الذي عليه أن يكون ملمًا بكل شيء، فهو القائد المحلي التربوي، وأريد أن أشكر رئيسة المركز التربوي وقسم الإدارة التربوية على هذه المبادرة المهمة والتي بدأت مع أول ورشة عمل تفكرية تتعلق بالإدارة التربوية والمدرسية في حزيران 2018 وعلى المتابعة وأهمية هذا الشكر هي أنّ المركز التربوي جمع كل العائلة التربوية معًا في القطاع الرسمي من التفتيش إلى مختلف المديريات في الوزارة الى المناطق التربوية ومديري المدارس الرسمية والخاصة.
نقول اليوم حان الوقت لهذه الورشة ولهذا العمل على الأطر المرجعية لكفايات المدير، لأن القانون 73/2009 الذي يحدد من هو المدير وما يجب أن يقوم به بالإضافة الى تعويض الإدارة، وهنالك مراسيم تطبيقية حيث حصل تعاون مع كل من المركز التربوي للبحوث والإنماء وكلية التربية، حتى أنه أصبح هنالك تعاون مع جامعات خارج لبنان، فذهب أكثر من 40 مديرا الى كندا إلى جامعة كالغوري وهي جامعة رائدة بالعالم لإعداد وتدريب المديرين. ونقل المشروع وتلبنن وأصبح ينفذ في كلية التربية وهذا كان جزءا من طموح حيث أنّ طموحنا أكبر من ذلك بكثير وهو أن نعود، وهذه أهمية ورشة اليوم التي يقيمها المركز التربوي، والتي نتعاون جميعنا فيها، أن نصل إلى وضع عدد من المراسيم التطبيقية للقانون 73/2009 وأكيد الحديث مرتبط بالقطاع الرسمي. أحد المراسيم التطبيقية التي من الضروري أن تصدر هي الأطر المرجعية لكفايات المدير والتي يجب أن تتناغم مع الأطر المرجعية لكفايات كل من المعلّم والمدرّب والمرشد والموجه النفس- اجتماعي. وهذه الأطر هي الأساس في تطبيق القانون 73/2009، وتقييم أداء المديرين وكيفية تطبيقه. هنا لا بد أن نذكر أن هنالك تعديلا من خلال مشروع قانون تقدم من وزارة التربية وأقر في المجلس النيابي حيث يحصل المديرون ممن لم يتم إعدادهم في كلية التربية على تعويض إدارة بعد سنة من تسلمهم المهام بالتكليف بشرط أن يخضعوا لدورة الإعداد ونجاحهم في كلية التربية . لأن النجاح في دورة الإعداد هو شرط أساس لتثبيت المدير.
وركّز على أهمية التقييم " تقييم الأداء" أن يقوم على مؤشرات واضحة وعلى خطة تطوير مدرسة وعلى التقييم الذاتي ورأي واقتراحات وتوصيات التفتيش، وعلى المشاهدة والممارسة للإدارة من قبل الإدارة التربوية وعلى العلاقة مع المعلمين والتلاميذ. حيث أنه على التقييم أن يكون 360 درجة كأهم تقنيات التقييم.
فالمدير هو القائد المحلي وهو وجه وزارة التربية مع التلاميذ والأهل والمجتمع المدني الذي هو البيئة الحاضنة لإنجاح المدرسة.
في ما يتعلق بالمدارس الخاصة القانون ينص على المدير أن يكون إمّا مجازا ولديه خبرة لمدة خمس سنوات أو غير مجاز ولديه خبرة عشرة سنوات. وهذا تفاوت بين القطاعين الرسمي والخاص ويمكننا القول أن الرسمي سبق الخاص من الناحية القانونية بهذا الموضوع. لكن كان هنالك تفكير جدي وعميق مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ومن ثم مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة حول من هو المدير الذي نريد في القطاع الخاص. في العام 2010-2011 كان هنالك توجّه عام أنّ كل مدير يتسلم إدارة مدرسة خاصة يجب أن يكون حاملا شهادة كفاءة أو ماستر في الإدارة التربوية، وهنالك مشروع مرسوم في هذا المجال يطلب من كل مدرسة خاصة اقتراح مدير من حملة شهادة في الإدارة التربوية.
ختاما المدير هو الأساس ومفتاح التربية في المدرسة وانشالله معكم سوف تصدر الأطر المرجعية لكفايات المدير ومن بعدها تقييم الأداء تحية لجهود المركز التربوي للبحوث والانماء بشخص رئيسته الدكتورة "ندى" ولرئيس قسم الإدارة التربوية الأستاذ "أكرم سابق" ولكل المشاركين.
سابق :
ثم تحدث رئيس قسم الإدارة التربوية الأستاذ "أكرم سابق" عن أعمال الورشة التشاركية فقال :
الأطر المرجعية لكفايات المديرهي مرجع قانوني وإداري وتنظيمي، تنسجم مع السياسات التربوية، تحدد الكفايات (معارف ومهارات واتجاهات وسلوكيات) التي يجب أن يتمتع بها المدير، تربط بين المدير ومختلف الجهات والأفراد، أساس في بناء القدرات من خلال الإعداد والتدريب، تدعم المدير في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وتدعمه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، هي مادة للرّصد والمتابعة، ومادة أوّليّة لكل ما يتعلّق بالتّقييم الذّاتي وتقييم الأداء والمدرسة.
تم بناء النّسخة الأولى (المسودّة) من الأطر المرجعية لكفايات المدير والتي سيتم العمل عليها اليوم في الورشة (لتعديل وإضافة ما يتم الإجماع عليه) انطلاقا من: القوانين والأنظمة والتشريعات، خطة النهوض التربوي، الحاجات وواقع الحال، دراسة توليفية لكل البرامج والمشاريع التي أنجزت على صعيد وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء وكلية التربية ومناهج الإعداد والتدريب في كلية التربية والمركز التربوي.
من خلال برنامج عمل دعم مبادرة توفير التعليم لجميع الأطفال 2 (S2R2) يقوم قسم الإدارة التربوية في المركز التربوي بالعمل ومن خلال لجنة مشروع الإدارة التربوية بالعمل على عدة مشاريع متنوعة ومتداخلة في كثير من الأحيان ووضع الأطر المرجعية لكفايات المدير هو من ضمن أحد هذه المشاريع
من ثم عرض مراحل العمل بالمشروع من الدراسة التوليفية حتى التنفيذ والمتابعة والرصد والتّقييم.
ختاما شكر كل زميلاته زملاءه في اللجنة "د.كيتا حنا، أ. تسامى صالح، أ. عمر بكراكي والمستشارين د.غادة جوني وأ. أنطوان يازجي وأ. مادلين سليم والسيدة مريم عبدالله وأيضا أ. غرازييلا باسيل" على المساعدة في هذه الورشة وأكيد الشكر الأكبر لسعادة رئيسة المركز الداعم الأكبر والى كل المشاركين الكرام الذين حضروا من مختلف المناطق لإنجاح هذه الورشة.
كلمة المستشارين الدكتورة غادة جوني والأستاذ أنطوان يازجي:
بدأت د. غادة جوني كلمتها بالترحيب بالحاضرين، وانتقلت إلى التعريف بالإطار المرجعي للكفايات على أنه أداة عملّيّة إجرائيّة، وهو متطوّر بشكل دوري ومرن، كما يشكّل مرجعاً في عمليات التوظيف والإعداد والتّدريب والتقييم، ويوضع هذا الإطار بمتناول كلّ المعنيين بالشأن التربوي ليؤسّس لثقافة مشتركة بين الفرقاء المعنيين.
وأوضحت أن الإطار المرجعي للكفايات لا يعتبر أساساً للرؤية التربوية إنما يأتي منسجماً معها، ولا يعتبر محدّداً للسياسة التربوية بل يرتكز إليها، وهو ليس توصيفاً لموقع المدير الوظيفي إنما منطلقاً له.
ثم حدّدت المصادر التي اعتمدت في عملية بناء الإطار المرجعي المتمثلة بالتوجهات العالمية في الإدارة والتربية لا سيما (OECD)، والنظريات حول الكفايات(Poumay & Tardif) ، وبرامج الإعداد في بعض الجامعات العالمية والعربية(CANADA-FRANCE-SUISSE-BAHREIN-TUNIS-OMMAN)، والتوليف لبرامج الإعداد والتدريب وللمشاريع السابقة الذي نظمته لجنة الإدارة التربوية في المركز حيث لا ندّعي أنه المشروع الأول الذي يحاول إخراج إطارا مرجعي للمدير، بالإضافة إلى نظام التعليم في لبنان وما يتضمنه من قوانين وتشريعات وقرارات، كذلك الأطر المرجعية الأربعة الصادرة. وأملت أن يقدم اليوم مساهمةً من وجهة نظر الفئة المستفيدة، فعنوان اللقاء الشراكة في بناء هذا الإطار. وتساءلت إذا كان هناك مصادر أخرى ممكن إنه لم يتمّ لحظها.
ثم شرحت أن هذا الإطار يأتي انسجاماً مع الأطر المرجعية الأربعة الصادرة لأربعة مهن تربويّة في لبنان بتارخ 10/11/2017: المعلّم- مدرّب المعلّمين -المرشد التربوي- الموجّه النفس إجتماعي، وحتى يكون لهذه الأطر هويتها الوطنية الخاصة من هنا اعتمدت نفس الرؤية والمنهجية .
حيث تمّ الإلتزام بالمقاربة بالكفايات التي اعتمدت في بناء الأطر المشارة إليها. وفي الأصل اعتمدت المقاربة بالكفايات نظراً لكون الكفاية: مفهوماً إدماجيّاً، ويأخذ بعين الاعتبار المعارف والاتجاهات والسلوكيّات التي يجب على الفريق المعني أن يكتسبها، ويقرّها في سياق محدّد، ويوظّفها بأشكال مختلفة في وضعيات متنوّعة. كما اعتمدت عناصر الإطار المرجعي عينها، بحيث يتضمّن كل إطار العناصر الآتية:
مجموعة من الكفايات ضمن كل من المجالات الأربعة.
مكوّنات الكفاية Composantes de la compétence-Professional Competency يتمّ تجسيد الكفاية من خلال اشتقاق عناصرها، والمتمثّلة بشكل سلوكيّات مهنيّة، أو مجموعة من السلوكيّات المتداخلة.
مبيّنات الكفايةPreuves - Evidence هي عبارة عن سلوكيات مهنيّة إجرائية وقابلة للملاحظة تقيس مكوّنات الكفاية.
كما تمّ الإبقاء على المجالات الأربعة التي اعتمدت في الأطر الصادرة سابقاً، وهي: الممارسات المهنيّة المتخصّصة، التّطوير المهنيّ المستمر، العلاقات المهنيّة، الأخلاقيّات المهنيّة.
بدأ الأستاذ أنطوان اليازجي مداخلته بتقديم مزيد من التوضيحات حول المنهجية المتبعة في بناء الإطار المرجعي للمدير. إذ في الأساس تُصاغ الكفايات ومكوّناتها (Poumay & Tardif) بشكلٍ يتصّف بالعمومية، ويأتي المكوّن بعدها يحدّد مزيد من العوامل المرتبطة بالكفاية، من دون أن تكون أفعالاً إجرائية بالضرورة، وهي تسهم في وضع المبيّنات والمؤشرات لاحقاً.
غير أنه، وتماشياً مع الأطر المرجعية الأربعة الصادرة سابقاً، ستتضمن مكوّنات الكفاية بعض الأفعال الإجرائية تدلّ على العمل المتعلق بإظهار الكفاية، على أن نُضيف إلى الإجراء معايير ضبط وتحديد للمستوى المتوقع.
وعن كيفية اختيار الكفايات المدرجة في الإطار دون غيرها، أوضح تمت العودة إلى:
برامج إعداد المديرين: إذ تمّ الحرص على إبراز ما هو مشترك بينها.
التوليف المقدّم من اللجنة الإدارة التربوية: اعتمدت الخلاصات و الخبرات وتوصيات المشاريع وبرامج الاعداد والتدريب
وأكدّ أن الكفايات المدرجة لا تهدف إلى ترجمة الوضع الوظيفي الحالي بل الى بلورة ما هو متوقع من المدير أن يكون قادراً على القيام به، وهذا يعني تحديث هذا الدور بما يتماشى مع الرؤية المستقبلية.
وقدّم ملاحظة حول ورود تكرار لبعض الكفايات في عدّة مجالات، والسبب أن هناك عدّة كفايات لا يمكن حصرها ضمن مجال واحد دون الآخر، كما ان مجموعة من المكوّنات قد تنسب الى اكثر من كفاية، من هنا ورود بعض التكرارات.
وختم أنه من المتوقع أن تسهم التغذية الراجعة اليوم في إعادة تموضع مفاهيم كبيرة (مثلا نشر ثقافة المدرسة الدامجة) وتحديد ما اذا ستكون كفاية او مكوّن أو حتى مبيّن وذلك وفاقاً للأهميّة المعطاة للمفهوم وتوجّهات السياسات التربويّة.
وأثنى على أهمية الشراكة خلال هذا اليوم .
عمل المجموعات:
من بعد ذلك توزع الحضور الى مجموعات عمل للبحث في الكفايات ومكونات الكفايات التي تم وضعها من قبل قسم الإدارة التربوية وكانت المناقشات راقية جدا تلتها اقتراحات متنوعة تخدم المشروع واستمر ذلك لمدة ساعتين من الوقت واختتمت الورشة بتوصيات وكانت كلمة أخيرة لسعادة رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان شكرت الجميع على روح التعاون وعلى المشاركة الفعالة ونوهت بعمل كل من أعضاء لجنة مشروع الإدارة التربوية والمستشارين وبشكل خاص الأستاذ أكرم سابق ولقّبته بالقيادي المعطاء والمثال الذي يجب أن يحتذى به في التربية وفي الإدارة التربوية، وكانت صورة جماعية للحضور.
3-10-2019